x

على أعتاب الانتخابات الرئاسية.. دراسة تحذر الطغاة من النكتة المصرية

الإثنين 26-05-2014 09:42 | كتب: رويترز |
انتخابات الرئاسة 2014 انتخابات الرئاسة 2014 تصوير : رويترز

اشتهر المصريون بالفكاهة وخفة الظل بين العرب، وتوضح دراسة أن النكتة أو السخرية ليست فقط مجرد وسيلة لمقاومة الحكام الطغاة والمحتلين الذين تعاقبوا على مصر، على مرّ التاريخ، بل إنها قد تتحول إلى ثورة مع تفاقم الأوضاع.

وعلى مدار الأعوام الـ3 الماضية انتفض المصريون مرتين، وأطاحوا برئيسين هما حسني مبارك في 2011، ومحمد مرسي بعدها بنحو عامين، بعد احتجاجات شعبية.

وبينما يتوجّه المصريون لاختيار رئيس جديد في انتخابات الاثنين والثلاثاء، توضح الدراسة التي نشرها الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، في كتابه «ساخرون وثوار.. دراسات علاماتية وثقافية في الإعلام العربي» الصادر في 2014 عن دار العربي للنشر والتوزيع، أن النكتة المصرية ليست مجرد وسيلة للتنفيس عن قهر سياسي فحسب، بل إنها إذا ما توفرت الظروف وازداد الأوضاع تردياً قد تؤدي إلى ثورة شعبية.

ويحذّر «إسماعيل» في كتابه من أن السخرية إذا اعتُبرت إحدى آليات المقاومة السلبية، فإنها قد تتراكم بشكل يؤدي إلى المقاومة، ثم إلى الثورة، على خلفية من التردي المجتمعي في المجالات كلها.

ويقول في كتابه: «النكتة أو الفكاهة أو السخرية كانت وسيلة مصرية لمقاومة الطغاة الأجانب، أو المحتلين، وإن كانت السخرية لم تمنع تعاقب هؤلاء الطغاة على مصر».

لكن «السخرية السياسية، التي تأتي في إطار خطاب سياسي متماسك نوعاً، يقدم رؤية مختلفة للواقع لتغييره بعد أن تحوّلت مصر إلى (كارت بوستال، وصورة، ولوحة بلا حراك، أو تغيير، على حدّ تعبير الكاتب الساخر الراحل، جلال عامر)، هي وسيلة فعّالة لمقاومة سياسية من نوع ما».

ويحدّد «إسماعيل» في كتابه، الصادر عن دار العربي للنشر والتوزيع، ويقع في 262 صفحة، متوسطة القطع، وسائل للسخرية وهي التورية أو التلاعب بالألفاظ، والمفارقة، والمحاكاة الساخرة، والعبث، والمضاهاة، والمقارنة، والتساؤل الساخر، والمبالغة.

كما يرى الكاتب أن الثقافة المصرية المستمدة من روافد عدة، منها العربية والإسلامية، تظهر في خطاب الكاريكاتير المرسوم والمكتوب على حدّ سواء «لتؤدي دوراً رئيساً، هو المقاومة بالخطاب، إذ يؤسس الكاريكاتير خطاباً مناهضاً لخطاب النخبة السياسية المصرية، المتحالفة مع نخبة اقتصادية».

ويشدّد «إسماعيل» على أن «رسامي الكاريكاتير.. فئة تنتمي للطبقة الوسطى المصرية، التي تصنع خطاباً مقاوماً ومناهضاً لخطاب رجال الأعمال، والسلطة السياسية المتحالفة معهم، من جهة، وهو الخطاب المُقاوم والمُناهض، من جهة أخرى، لخطاب الواقعية المبتذلة، إن جاز التعبير، وهم هؤلاء المسلّمون بالأمر الواقع في علاقة رجال الأعمال بالسلطة السياسية، وعلى رأسهم بالطبع خطاب الإعلام القومي أو الحكومي».

ويورد الكاتب أوجه هذا الخطاب المقاوم المناهض لرجال الأعمال، ومنها «تشبيه رجال الأعمال بالمماليك الجدد، وهجاء زواج السلطة بالثروة، وإظهار الثنائيات المتعارضة، وتشبيه رجال الأعمال بالحيوانات كنوع من الهجاء السياسي والاجتماعي، وأخيراً خلق أسطورة توحّش رجال الأعمال».

ويشير «إسماعيل» إلى أن التحليل المجازي لتجليات الأنظمة العربية التقليدية كشف عن أن «الرسامين العرب وصموا هذه السلطة بتشبيهات الضعف، أو الضعة، وافتقاد الحسّ الأخلاقي، فهي خائفة مرتعشة بدائية تخدع نفسها.. مزورة مضللة قزم في مواجهة عملاق ضد حرية الإعلام».

وينتقد «إسماعيل» وسائل الإعلام الرسمية العربية، ويؤكد أنها خسرت المعركة أمام الإعلام الخاص، الذي سحب السجادة منها، وانحسرت عنها الأضواء بعدما كانت وحيدة في الساحة، مستأثرة بعقل ووجدان المشاهد.

ويقول «إسماعيل»: «خسر الإعلام الرسمي هيبته بعد دخول الإعلام الخاص طور السيادة على الإعلام العربي، وانسحبت الأضواء عن هذا الإعلام الرسمي، وهرب نجومه إلى الإعلام الخاص.. يأخذ أوامره من أسياده، فقير الخيال، وغير مهني، ولا يجد المنتمي إليه شيئاً يحفّزه ليبدع ويجوّد».

ويخوض انتخابات الرئاسة المصرية وزير الدفاع السابق، المشير عبدالفتاح السيسي، في مواجهة السياسي اليساري حمدين صباحي، ومن المُتوقّع على نطاق واسع أن يفوز السيسي بالانتخابات، في ظلّ تمتعه بشعبية كبيرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية