مصر الجديدة إقبال بركة الأحد 25-05-2014 22:25

اليوم.. يشارك شعب جديد فى اختيار رئيس جديد لمصر. كل شىء مختلف عن كل ما سبقه. المرأة، الأقباط، الشباب، الفلاحون، البدو، سكان السواحل والأطراف، كلهم انصهروا فى بوتقة الشعب، وسينسون اختلافاتهم النوعية والعرقية والطائفية وسيؤكدون للعالم أنهم شعب واحد قادر على أن يفجر طاقاته ويبدع حلولاً غير مسبوقة لمشاكله.

ثورتنا ولدت فى الخامس والعشرين من يناير، ثم أصابتها وعكة صحية، وبدأ العلاج فى الثالث من يوليو 2013، واليوم نحتفل بشفائها. ثورتنا أصبحت قدوة تحتذيها شعوب، ونموذجاً تتطلع للسير على نهجه شعوب أخرى، ولابد أن تكتمل بمشاركة الجميع فى انتخابات اليوم. فلنقل للمتربصين بالثورة وللمرجفين الحاقدين عليها ولمن أرادوا اختطافها ومن تمنوا أن يعوقوا مسيرتها.. لنقل لكل هؤلاء: نحن الشعب المصرى.. قررنا ألا نتراجع.

شعب مصر الذى عانى آلاف السنين من الاستبداد السياسى لم يعد ذلك الشعب اللا مبالى، الذى يعطى ظهره لكل ما يحدث على أرض بلاده، بل سيفرض إرادته على العالم ولن يسمح لأى حاكم بأن يكرر ما حدث فى الماضى. لا نريد زعيماً ملهماً ولا مستبداً عادلًا، بل نريد حاكماً قادراً على قيادة الدفة وسط الأنواء العاصفة. نريد رئيس دولة يحكم بالمؤسسات، ويستعين بالخبرات، ويحترم الصوت الآخر، ويجمع شمل الأسرة، يصنع المستقبل ولا يكرر أخطاء الماضى. نحن الشعب تعلمنا من أخطائنا. لن نقبل رشاوى تموينية ولن ننصت للتهديد بدخول النار أو الوعد بدخول الجنة ولن نقبل «فشر» مشروع النهضة، و«معر» المائة يوم. سنلفظ كل الانتهاكات الصارخة التى حدثت فى الانتخابات الرئاسية السابقة، وعميت عنها عيون المراقبين المغرضين الذين مازالوا «يقاوحون» ويهلوسون بشرعية صناديق ملأتها استمارات زيفت فى المطابع الأميرية، ومرشح أعلن نفسه منتصرا دون انتظار أو احترام لقرار لجنة الانتخابات.

اليوم يتجه أربعة وخمسون مليون مواطن للجان الانتخابات ليقرروا مصير بلادهم، وأنت واحد منهم. ليس مهماً لمن ستعطى صوتك، ولكن المهم أن تفكر جيدا قبل أن تختار مرشحك، وتخرج من بيتك وتقف فى الطابور ثم تغمس إصبعك فى حبر الكرامة وتخرج منتصرا. بإشارة «صح» على اسم المرشح الذى تختاره تحدد مسار مصر، وتلقن العالم كله درسا فى الوطنية. صوتك فى الانتخابات يؤكد وجودك كإنسان وكمواطن، وإذا قبعت فى عقر دارك رافضا المشاركة فأنت تلغى نفسك وتشطب على وجودك وتعلن ببساطة أنك لا شىء! إنك، لا مؤاخذة، نكرة!