قال المشير عبدالفتاح السيسي، المرشح لرئاسة الجمهورية، إن مصر لن تنسى مواقف خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبدالعزيز الداعمة للشعب المصري.
وأكد السيسي في حوار خاص مع صحيفة «الشرق الأوسط»، في عدد السبت، قبل يوم من بدء سريان الصمت الانتخابي، أن «أول دولة أنوي زيارتها ستكون المملكة العربية السعودية.. نريد أن نذهب لنقدّر خادم الحرمين، كبير العرب وحكيمهم حق قدره، فلن ننسى مواقفه معنا، وبيان دعمه لشعب مصر الذي أحدث تغييرا في المعادلة وغير الكثير منها».
وأكد السيسي أن أمن الخليج من أمن مصر، مشددا على «أننا لا نسمح بالمساس به»، مضيفا أن «أي تهديد لأي دولة خليجية، فإن مصر لن تقف متفرجة فإن ما بيننا هو (مسافة السكة)، وهذا يعني أنه في حالة أي عمل يهدد أي دولة، وتم استدعاء مصر.. فإننا سنلبي فورا».
وأكد السيسي أن ليبيا تحولت خلال العامين الماضيين إلى بؤرة لتجمع الميليشيات المسلحة والمتطرفة، وأن مصر «لن تسمح بانطلاق أي عمل إرهابي من داخل ليبيا» ضد بلاده.
وقال إن فرض إرادة الشعب الليبي في بناء دولة تستوعب الجميع، لن يحدث في ظل وجود السلاح، وإنما من خلال خريطة طريق تعبر عن إرادة الليبيين لا الميليشيات.
وأعاد المشير السيسي تأكيد القاهرة على مواجهة الإرهاب قائلا «إن المصريين لا يقبلون ما يهدد أو يمس أمنهم، وإنه منذ بداية الأحداث الإرهابية في سيناء، كان هناك قرار حاسم بأنه لن يسمح بعودة الوضع كما كان».
وأوضح: «لا ننتظر أن يصل الإرهاب إلى بلادنا، ولا بد من المواجهة، من المهم وضع استراتيجية شاملة لتحصين عقول وقلوب أهالينا، كما سنعمل على تغيير الخطاب الديني الذي يسيء للإسلام، من خلال رؤية واستراتيجية عربية مشتركة لحل هذه المسائل».
وعن الوضع في سوريا قال السيسي إن «الواقع الميداني تطور كثيرا، ويحتاج إلى مراجعة»، مؤكدا أن هذا الواقع الجديد يتطلب حلولا سياسية، وتجنب الحل العسكري.
وأضاف «سوريا دولة موحدة، لا تقسم أو تجزأ، لأن تقسيمها سيسبب مشكلات، ويخلق واقعا جديدا معقدا. نحن أيضا أمام معادلة الحفاظ على الواقع السوري، ووجوب تصفية الجماعات الإرهابية والتكفيرية، التي ظهرت على الساحة السورية».
وأكد أن مشكلة الإخوان المسلمين هي مع الشعب المصري، الذي فقد الثقة بهم، وأنه آن الأوان ليلعب الأزهر دوره في تحصين الشباب بالإسلام الوسطي الحقيقي، الذي يمنع انتشار التطرف، لأنه بغير ذلك سيظل التطرف والتشدد فكرا قائما، ولكن في حجمه الطبيعي.
كما عبّر السيسي عن الأمل في أن يكون البرلمان المقبل استمرارا للتجربة التي بدأت، قائلا «لدي أمل كبير أن يخلق البرلمان المقبل القواعد الأساسية للعمل وللتجربة، التي تمكّن الشعب من تحقيق تطلعاته».