كشف مصطفى بكرى، رئيس تحرير جريدة «الأسبوع»، عن أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بوضع خطة لضرب بعض المنشآت الحيوية والسعى لاغتيال المرشحين الرئاسيين، وأن هناك تغيرا دوليا وإقليميا يحدث لصالح الدولة المصرية.
وقال خلال حواره مع «المصري اليوم» إن أمير قطر طلب من عمر البشير، الرئيس السوداني، استضافة رموز الإخوان فرفض، وقال: لا أتحمل حسن الترابى هنا، وأنت تريد أن تأتى لى بـ«القرضاوى»، مؤكداً على وجود جسر مفتوح ما بين السعودية والإمارات والكويت وأن هناك اتفاقا على دفع مواد بترولية بقيمة 700 مليون دولار كل شهر لمصر حتى تنتهى الأزمة الراهنة.
وأضاف أن الجميع بدأ يتعامل مع المشير السيسى على أنه رئيس مصر القادم، ولذلك فالإخوان يركزون الفترة الحالية على اغتياله.
وإلى نص الحوار..
■كيف ترى تحول الموقف الأمريكى من مصر وما أسبابه؟
- فى الفترة الماضية تزايدت حدة الأزمات فى مصر بسبب تصعيد أحداث العنف والإرهاب، وأظن أنه فى الفترة الأخيرة أدرك الأمريكان فشل الإخوان فى كل رهاناتهم، فقد راهنوا على إسقاط الدولة ولم ينجحوا، ثم راهنوا على تفتيت الجيش ولم ينجحوا، رغم أنهم أعطوا للأمريكان معلومات تؤكد أن لهم وجودا مؤثرا داخل الجيش، فقد أدرك الأمريكان أن كل المعلومات التى حصلوا عليها من الإخوان كاذبة وخاطئة إلى حد كبير جداً، وكل هذا كان سببا فى مراجعة الأمريكان لمواقفهم كما حدث مؤخراً.
■ وماذا سيفعل الإخوان فى الفترة المقبلة بعد أن رفع الأمريكان أيديهم عنهم خاصة أننا أمام انتخابات رئاسية؟
- لقد وضعت خطة فى اجتماع للتنظيم الدولى للإخوان فى بروكسل فبراير الماضى، حضره مندوب عن المخابرات وآخر من الأمن القومى وآخر من وزارة الخارجية الأمريكية، ومجموعة من التنظيم الدولى للإخوان، وأبلغهم الأمريكان بثلاث نقاط وهى أنهم سيغضون الطرف عما يحدث فى مصر لحين إجراء الانتخابات الرئاسية، بمعنى أن الأمريكان لن يصعدوا أو يتدخلوا، وأنهم سيضطرون إلى الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية إذا جرت فى مصر خاصة ما إذا كانت حرة ونزيهة، وأن الإخوان عليهم أن يبحثوا من الآن عن طريقة للاندماج فى الحياة السياسية أو البحث عن وسيلة للمصالحة، وعندما تحدث الإخوان معهم فى هذا الوقت عن أن لديهم القدرة على إعاقة الانتخابات الرئاسية، قال لهم الأمريكان إذا نجحتم فسيكون هذا متغيرا مهما جداً لكننا براجماتيون ولنا مصالحنا ولن ننتظر طويلاً لأنكم لم تحققوا شيئا، إضافة إلى أن دول الخليج أخذت موقفا منا بسبب موقفنا معكم.
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
- فى يوم 14 مارس 2014 عقد اجتماع آخر فى قطر حضره رموز من الإخوان المسلمين فى مصر والعالم العربى والإخوان القطريين وفى هذا الاجتماع تم بحث اجتماع بروكسل، وطرح خلال الاجتماع خطة لعرقلة انتخابات الرئاسة، تتكون من دعوة المتحالفين مع الإخوان داخل مصر إلى التوحد لتكوين ما يسمى الجيش الحر فى ليبيا حتى يكون ذلك بداية جديدة للاشتباك مع مصر والتسلل إلى داخلها، وأن يسعوا إلى تعطيل الانتخابات من خلال ضرب بعض المنشآت الحيوية والسعى الدؤوب لاغتيال المرشحين الرئاسيين، وإذا جرى اغتيال المشير السيسى ونجح، معنى هذا أنه لن تكون هناك انتخابات رئاسية، وتعهد الإخوان فى هذا الاجتماع بإحياء جميع الخلايا النائمة للتنظيم الخاص لتقود ما يسمونه المعركة الأخيرة، ثم عقد اجتماع آخر فى إسطنبول بتاريخ 21 مارس للتنظيم الدولى للإخوان وحضره اثنان من أعضاء حزب العدالة والتنمية التركى، وتم إبلاغ التنظيم الدولى بما جرى فى الدوحة، فأعلن التنظيم تأييده لاجتماع الدوحة وبروكسل.
■ وهل هناك أسباب أخرى لتغير الموقف الأمريكى تجاه مصر؟
- نعم.. فباراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عندما سأل محمود عباس أبومازن عن الوضع فى مصر، رد عليه الرئيس الفلسطينى، أن المصريين مع السيسى، فرد أوباما أعتقد أن السيسى سيترشح وسيفوز فى الانتخابات وليس لدينا مانع فى أن نعيد المساعدات إلى مصر، وأن نعترف به بشرط ألا يقصى أحداً فى الحياة السياسية، وعندما ذهب اللواء محمد التهامى مدير المخابرات العامة المصرية، والتقى جون كيرى، خلال الأيام الماضية، وأوضح له الصورة، قال له كيرى سنحترم خيار وإرادة المصريين فى هذا الشأن، وهو ما يدل على أننا أمام متغير دولى وإقليمى فى صالح مصر.
■ وكيف ترى الموقف القطرى الجديد بإخراج الإخوان من قطر؟
- بعد أن اتخذ وزراء خارجية دول التعاون الخليجى قراراً فى 17 إبريل قالوا فيه إن قطر وافقت على وثيقة الرياض، بدأت خطة لإبعاد الإخوان من قطر، وعندما ذهب أمير قطر للسودان قال لعمر البشير، الرئيس السودانى، نحن نريد أن نرسل لك عددا من رموز الإخوان وفى مقدمتهم يوسف القرضاوى، فقال البشير إن الشعب السودانى يتمتع بعلاقة طيبة مع الشعب المصرى ولا أستطيع أن أحول هذه العلاقة إلى عداء خصوصاً أن هناك ملايين السودانيين داخل مصر، إضافة إلى أننى لا أتحمل حسن الترابى هنا وأنت تريد أن تأتى لى بيوسف القرضاوى.
■ ولكن قيادات الإخوان يذهبون الآن إلى تونس وليبيا.. فماذا حدث؟
- ذهب أمير قطر إلى تركيا، فكان ردها أنها تكتفى بما لديها من إخوان، فذهبوا إلى لندن، فقالت لهم إننا نجرى تحقيقات فى جرائم الإخوان هنا ولا نستطيع الآن، وهناك حل آخر وهو أن نتصل براشد الغنوشى، أمين عام حزب النهضة التونسى الإخوانى، وأنه ابن لنا وسنرغمه على ذلك، وبالتالى اتفق الغنوشى مع منصف المرزوقى، وقرروا استضافة العديد من رموز الإخوان فى تونس، أما فى ليبيا فالوضع مختلف تماماً لأنه لا يوجد حكومة فى ليبيا فهى مقسمة لميليشيات متعددة.
■ فى ظل كل هذا كيف ترى الأوضاع الاقتصادية فى مصر؟
- رغم كل الأزمات لا تزال الدولة المصرية ماضية للأمام، وهناك جسر مفتوح ما بين السعودية والإمارات على وجه التحديد مع مصر، فهما يقدمان بلا حدود، وهناك اتفاق كويتى سعودى إماراتى على دفع مواد بترولية بقيمة 700 مليون دولار كل شهر لمصر إلى أن تنتهى الأزمة الراهنة، والكل بدأ يتعامل مع المشير السيسى على أنه رئيس مصر القادم ولذلك الإخوان يركزون الفترة الحالية على اغتياله.
■ وكيف يكون الوضع إذا نجح الإخوان لا قدر الله فى ذلك؟
- فى الحقيقة الوضع خطر فلا يوجد سوى مرشحين، حمدين صباحى، والذى أكمل توكيلات ترشحه بالكاد، والسيسى الذى حصل على أكثر من نصف مليون توكيل، والسؤال المطروح ماذا إذا حدث شىء للسيسى، سنكون وقتها أمام خيارين وهما إما الانقلاب العسكرى المباشر حفاظا على الدولة المصرية لأنها ستدخل فى حالة فوضى عارمة، وهنا سيتدخل المجتمع الدولى بكل قوة وحسم وقد يفرض الوصاية على مصر، وإما أن يسكت الجيش فيأتى حمدين رئيسا للدولة بالتزكية وهنا أيضا ستنفلت الأوضاع فى مصر لأن المصريين سينظرون إلى حمدين على أنه جاء ليعبر عما يسميه مجموعات شباب الثورة الذين أصبحوا الآن وجهاً لوجه مع الشعب المصرى، ومن منطلق حديثه عن محاكمة السيسى لن تقف معه دول عربية عديدة.
■ ماذا حدث خلال لقائك بالفريق شفيق؟
- الحقيقة للتاريخ، أننى زرت الفريق أحمد شفيق مؤخراً على خلفية التسريبات التى ظهرت عن السيسى، وقال لى الفريق شفيق رسالة واضحة ومحددة أنه مع السيسى حتى النهاية وطرح اقتراحا قال لى إن هدفه منه هو مصر، وهو أنه مستعد أن يترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية جنباً إلى جنب مع السيسى كمرشح احتياطى، على أن ينسحب قبل الانتخابات بيوم واحد، وبهذا نضمن أن الدولة لن تسقط، إذا ما حدث مكروه للسيسى، ويكون هناك قيادة بديلة، وعندما قال الفريق شفيق هذا لم يكن طامحا لسلطة، وقال انقل عنى هذا، ونقلت هذا ولكننى لم أتلق إجابة واضحة بهذا الأمر.
■ وهل الإخوان سيدعمون أحدا فى انتخابات الرئاسة المقبلة؟
- الإخوان أرادوا أن يرشحوا شخصية غير معروفة تدعى محمود عيد من عين شمس، ولكنهم قالوا إن هذا الأمر قد يحسب عليهم وإنه اعتراف بانتخابات الرئاسة فاستبدلوا هذا الأمر بالإعداد للانتخابات البرلمانية، وقالوا إننا إذا نجحنا فى عرقلة الانتخابات الرئاسية فسيكون ذلك أفضل، وإذا لم يحدث فلنستعد للبرلمانية، وأنا أرى أن الإخوان لن ينتخبوا حمدين أو غيره وأنهم لن يخرجوا للتصويت من الأساس وإنما لعرقلة الانتخابات فقط.
■ كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية القطرية؟
- المصريون لن يتسامحوا مع حكومة قطر نهائياً، وهناك فرق بين حكومة قطر والشعب القطرى، فإن الحكومة القطرية مارست هذا الدور وهو دور أمريكى إسرائيلى فبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى أرسل رسالة لقناة الجزيرة شكرها فيها على دورها فى الفترة الماضية سواء كان فى مواجهة الجيش المصرى أو فيما يسمى الربيع العربى، وعندما قام أوباما بزيارة للمملكة العربية السعودية فى 29 مارس فوجئ بالخطاب السعودى، فقد قال له الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن تحريض الإدارة الأمريكية ضد مصر وتبنيها لإرهاب الإخوان يجعلاننا جميعا نشعر بأن الدور علينا ولذلك نحن لا نأمن الموقف الأمريكى، والإماراتيون قالوا للأمريكان نفس الكلام تقريبا، وقد التقينا الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى فى وفد شعبى برئاسة المستشار أحمد الزند يوم 8 ديسمبر الماضى، وقال لن نترك مصر لأن المنطقة كلها ستسقط بذلك، ولذلك قضية مصر بالنسبة لنا قضية أمن قومى، ونعلم أن الإخوان ينفذون أجندة لتفتيت المنطقة.
■ بعد كل ما ذكرت ما المواصفات المطلوبة فى الرئيس القادم ليتعامل مع كل هذه القضايا؟
- لابد أن يكون له ثلاث مواصفات وهى: القوة والحسم وثقة الجماهير، وأن يكون له رؤية، والسيسى اختبرناه فى كل هذا، فقد كان قوياً فى زمان مرسى من اليوم الأول وقال لمرسى أنا لست إخوانيا أو سلفيا.
■ هل السيسى وقت أن وقف إلى جانب الشعب فى 30 يونيو كان يفكر فى الترشح للرئاسة؟
- بعد الثورة بقليل التقيت اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسى فى زيارة الزميل ياسر رزق، وسألته هل الفريق أول يقبل أن يترشح، فقال لى لا أعلم، فقلت له لم يعد أمامنا خيار غيره، فقال أظن أن هذه الفكرة ليست فى تفكيره نهائيا، ولكن ما حدث أن الشعب المصرى هو الذى طالب بذلك، فى 31 أكتوبر 2013 وكان هناك لقاء فى نادى الجلاء حضره الضباط والجنود وبعض الشخصيات المدنية، ثم دعيت إلى صالون الفريق أول السيسى، ورئيس الأركان وقتها صدقى صبحى، وقادة الأفرع الرئيسية ووزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبوالنصر ووزير التعليم السابق أحمد زكى بدر، وسألت السيسى وقلت له إحنا عاوزين نسمعك أنت إمتى هتاخد قرارك، فقال قرار إيه، قلت له الناس عاوزاك فى الشارع، فقال لى القرار أصعب مما تتصور فمصر تنفق 10% فقط من احتياجاتها والدولة المصرية تفككت والوضع صعب وأى دخول فى هذا الموضوع الآن صعب، وعندما دخلنا القاعة وقف الجميع وأخذوا يصفقون له وقال لهم أنا محتاج شوية معنويات، فتحدث أحد الحاضرين عاوزينك تترشح للرئاسة، فقال له مش القضية مين يحكم مصر إنما القضية مين يقدر يحل مشاكل مصر، وظل المشير رافضاً الترشح، وكانت نتيجة استفتاء الدستور التى شعر المصريون بأنها استفتاء على السيسى نفسه خرجت بأكثر من 98%، وحدث أنه تم عقد اجتماع يوم 26 يناير الماضى وعرض الأمر، فقال صدقى صبحى نعرف المخاطر ولكننا ندفع بك إلى النار من أجل مصلحة الوطن، وحدث اجتماع يوم 26 مارس بحضور رئيس الجمهورية وأعلن فيه السيسى بيان ترشحه، جرى خلاله حوار مع أعضاء المجلس العسكرى، وقال الفريق عبدالمنعم التراس، قائد الدفاع الجوى، كلمة واحدة اختصرت المشهد، قال له الشعب المصرى اختار القوى الأمين، واحنا أكثر ناس نعرفك وهنخسرك فى الجيش، ولكن ليس أمامنا من خيار إلا هذا.
■ وهل السيسى قادر على تجميع الدولة التى وصفها بالمتفككة؟
- لهذا عندما تحدث فى أول خطاب يوم 26 مارس لإعلان الترشح، من ضمن الأهداف التى ذكرها فى بيانه إعادة بناء الدولة المصرية الحديثة وإعادة الهيبة إليها.
■ حتى الآن تبقى شائعة أن السيسى «إخوان» شائعة غريبة ولا نعلم أساسها؟
- المشير طنطاوى هو من اختار السيسى وزيرا للدفاع، ومرسى قال أضرب طنطاوى بالسيسى، خاصة أن شائعة أن السيسى من الإخوان كانت منتشرة، بل وصدقها الإخوان أنفسهم على الرغم من أنهم أصحاب هذه الشائعة، خاصة أن عم السيسى كان من الإخوان فى البحيرة، وبالتالى قالوا إنه سيكون على الأقل متعاطفا معنا.
■ وكيف ترى ترشح حمدين صباحى؟
- لا أعتقد أن حمدين يخوض الانتخابات مجاملة للسيسى، فحتى اللحظات الأخيرة كان حمدين يقول إنه ليس لديه مانع فى أن ينزل السيسى وتكون هناك شراكة، وكانت هناك محاولات فى هذا الوقت لترتيب لقاء بين السيسى وحمدين قبل إعلان صباحى ترشحه، وتأخر اللقاء قليلاً والدكتور حسام عيسى شاهد على هذا الموضوع، لأنه كان يقوم بوساطة، وحمدين كان يقول فى هذا الوقت إن السيسى إذا التزم بأهداف 25 يناير و30 يونيو ليس لدينا مانع فى ترشحه، وتأخر اللقاء وحضر حمدين اجتماعا للتيار الشعبى، وأرغم حمدين من الشباب الموجود فى مركز إعداد القادة على الترشح فوافق على هذا، وهذه هى المشكلة أن حمدين يستجيب لقرارات الغير، مثل ما ذكره عن محاكمة السيسى رغم أننى أعرف أن هذا الحديث يكون من وراء قلب حمدين، فهو لا يختلف مع السيسى فى شىء.
■ لكن ترشح حمدين مهم فى الانتخابات؟
- أؤيد وجوده كمرشح لكى يكون هناك مرشح أمام السيسى، ولكن المشكلة أن البعض يدفع بحمدين بعيداً عن قناعات حمدين نفسه، وهذه هى المشكلة ولذلك قلنا إن حمدين لا يجب ألا يتعرض للابتزاز من الآخرين ولا يجب أن يغير قناعاته التى نعرفها، وإذا استمر هذا أعتقد أن حمدين سيقضى على مستقبله السياسى.
■ ما رأيك فى إعلان العديد من الشخصيات الناصرية تأييدها للسيسى وأنت من بينهم رغم أن حمدين ينتمى لهذا الفكر؟
- هذا التأييد يأتى من الإحساس بالمسؤولية وأن البلد يحتاج إلى رجل مثل السيسى وطنى قومى عروبى متدين منتمٍ لأبناء الشعب المصرى، وأتمنى من حمدين صباحى أن يرد على عدد من الأسئلة، لماذا قابل السيسى مرتين قبل الترشح للرئاسة ولم يعلن ذلك، وظل اللقاء سراً ولم يكشف النقاب عنه إلا بعد أن أدلى السيسى بحديث صحفى لـ«المصرى اليوم»، كما أتمنى من حمدين اتساقا مع مبدأ الشفافية وهو يقول عن نفسه مرشح الثورة، أن يرد بكل شفافية لماذا يتحدث دائما عن النظام القديم ويطالب بعزل كل من انتمى لهذا النظام حتى إن كان بريئا فى الوقت الذى حصل فيه على شيكات من رموز الحزب الوطنى، قدمها مرتضى منصور ولم ينفها حمدين، فإذا كانوا فاسدين فلماذا قبل شيكات منهم كتبرع لحملته، ثم إن حمدين كان نائبا فى مجلس الشعب فى ظل هذا النظام القديم، فهل معنى ذلك أنه جزء من هذا النظام وهل يجب عزله، فمن حق أى مصرى أن يمارس حقه السياسى.
■ وما رأيك فى أن حمدين مرشح الثورة.. وهل السيسى ضدها؟
- يبدو أن الثورة مشروع خاص، فيوجد من أراد أن يحول الثورة إلى فوضى ومن بينهم بعض الشباب الذى يقف وراء حمدين، أنا لا أرى أن حمدين يطالب بعزل الإخوان مثلما يطالب بعزل الوطنى، ثم إن كلمة مرشح الثورة تعتبر مثل احتكار أحمد عز للحديد، فحمدين صباحى ليس صاحب توكيل الثورة، فالثورة لا تعنى إسقاط الدولة بل تعنى تغيير الواقع إلى الأفضل، والثورة الحقيقية هى ثورة 30 يونيو.
■ هل فوز السيسى بالرئاسة يعنى انتهاء فكرة المصالحة؟
- فوز السيسى برئاسة الجمهورية يعنى أننا أمام مرحلة جديدة وهى مرحلة الحسم وإعادة هيبة الدولة ومواجهة الإرهاب وليس معنى ذلك أننا نجلس مع الإخوان ونتصالح معهم لأنه أمر مرفوض، لأنهم تنظيم إرهابى وليس سياسيا، ولذلك أى محاولة للجلوس مع الإخوان هى لعب بالنار، فإن عدم المصالحة مع الإخوان هو موقف شعب ويجب أن يكون موقف دولة، وأتوقع ألا يجلس معهم السيسى.
■ هل تتوقع أن يحصل الإخوان على مقاعد برلمانية فى الانتخابات المقبلة؟
- سيكون سقوط الإخوان فى الانتخابات البرلمانية مدوياً، وأعتقد أنهم سيخرجون الجيل الثالث من الإخوان ويحاولون شراء بعض الشخصيات المرشحة بالمال ليقفوا معهم، ورصدوا 3 مليارات جنيه للانتخابات البرلمانية.
■ كيف ترى لقب ناشط سياسى؟
- أرى أن معناه نشال أتوبيس، فالمصطلح أصبح كريها من ممارسات البعض، فعندما يرتبط اسم الناشط السياسى بالتمويل والفوضى يكون له أجندة معينة، للأسف من شاهدناه ممن يحملون هذا اللقب كانت هذه هى تصرفاتهم.
■ لمن صوتّ فى الانتخابات الماضية؟
- فى الجولة الأولى انتخبت حمدين صباحى وفى الإعادة انتخبت أحمد شفيق، وحمدين صديقى منذ زمن بعيد لكن فى هذه المرحلة الأفضل هو السيسى، والمشكلة فى حمدين أنه أصبح الآن تحت سطوة آخرين.
■ هل ترى أن هناك توجها حكوميا لدعم السيسى؟
- السيسى ليس فى حاجة لدعم الحكومة لأن الشعب يقف وراءه.
■ كيف سيتعامل السيسى مع أزمة سد النهضة؟
- إثيوبيا الآن أقرب للتفاوض والسيسى يعتبرها قضية أمن قومى، السيسى رجل دبلوماسى والخيار العسكرى سيكون آخر الخيارات والمشكلة ستحل سلمياً، لأن السيسى لا يريد الزج بالجيش فى هذه القضية.