x

ليونيل ميسي.. ثقل الجبال على أكتفِ الفتية

الجمعة 23-05-2014 11:03 | كتب: محمد المصري |
ميسي بقميص منتخب الأرجنتين ميسي بقميص منتخب الأرجنتين تصوير : آخرون

يَدَّعي ليونيل ميسي أنه لا يحتاج إلى كأسِ العالم كي يُثبت أنه لاعب عظيم، يُحاول التخفيف من الضغوطِ على كاهله بالإشارة إلى لاعبين عظام لم يسبق لهم الفوزِ باللقبِ العالمي، ولكن في قرارة نفسه يُدرك المُعجزة الأرجنتينية أن ذلك هو الأمر الوحيد الناقص في مسيرته المُدْهِشَة.

«ليونيل» لا يَطمح لأن يكون «واحداً» من عظماء اللعبة، هو في الحقيقة في نَهمٍ حقيقي نحو أن يُصبح «أفضل لاعب في التاريخ»، أو على الأقل يوضع في مُقارنةٍ مستمرة مع بيليه ومارادونا وزيدان، والشيء الناقِص الوحيد بينه وبين أسماء هؤلاء هو كأس العالم.

مواسم برشلونة الخرافية تحت قيادة بيب جوارديولا، تغيير مركزه من الجناح إلى عُمق المَلعب، التحطيم المُستمر لكل الأرقامِ القياسية، أن تحقق ثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا، تفوز بالكرة الذهبية أربع مرَّات على التوالي، تُحرز 93 هدفاً في عامٍ واحد، كل هذا وأنت بعد في السادسة والعشرين من عُمرك، ولازالت الفُرصة مُتاحة للمزيد من الأرقامِ والجوائز، ولكن «ميسي» يعرف أن كل هذا لن يغير من حقيقة أنه «لاعب لم يَفُز بكأسِ العالم» لو لم يستطع قيادة الأرجنتين إلى البطولة.

لازال يتذكَّر اللعنات في كُل مرَّة يذهب بالأرجنتين إلى بطولةٍ كُبرى ويعود خائباً، ماذا يفيد 240 هدفاً مع برشلونة لو لم تستطع أن تحرز إلا هدفا واحدا في كأسِ العالم؟.

«ميسي» يفاجئ في كل مرة أنه لا فائدة، «خليفة ماردونا»، في كل مرة يبحث الجميع عن ذلك الخليفة، ويملؤوا الجرائد والمُدرجات والحانات والأرصفة بالسبابِ واللعن، ناسين أنه مُجرَّد فتى صغير في الثامنة عشر من عمره في ألمانيا، وفي الثانية والعشرين فقط في جنوب أفريقيا، وأن الجبال المَلقية على كاهله، في كُل بطولة يلعبها برشلونة، في كُل مباراة للأرجنتين، في كُل لِعبه ولَمسة يبحث كل زملاءه عنه، كل هذا يبدو ثقيلاً جداً على أكتفِ الفتية حين يكونون في الثانية والعشرين.

ومع الوقت، ازدادت العلاقة تعقيداً، بين «ميسي» الذي يُثْقَل بالطموحات، وبين «ميسي» النَّهِم الذي يمتلئ بالإيمان أنه مستحق للقبِ «أفضل لاعب في تاريخ الكرة»، وبين هذا وذاك، تحديداً، يأتي تَصريحه بأنه «لا يحتاج كأس العالم»، هذا الشعور بأنه لا يرغَب في تحمُّل مسؤولية الفريق، وفي نفسِ الوقت إدراك أنه وبشكلٍ فردي يُريد ذلك بشدَّة.

يُمكن النَّظر في تلك العلاقة المُعقَّدة مع كل تقرير يصدُر عن تدخل «ميسي» في تعاقدات أو اختيارات إدارة برشلونة للاعبين أو الإدارة الفنية، الأمور التي يُلَمَّح إليها في الصحفِ الأرجنتينية عن الخلافِ بين «ميسي» و«تيفيز»، والذي أدى لاستبعادٍ مُتكرر للأخير من المُنتخب، لأنه من المُفضَّل رفقة أجويرو أو هيجوين أو دي ماريا، في كُل كرة يَلوم فيها أحد زملاءه لأنه لم يُمرر له، وفي كل لَقطة تُصَوَّب عليه عدسات المُصوّرين عند المَكسب أو الخسارة، «ميسي» يُحِب ذلك ويَكرهه، وفي النهاية يَعلم أنه لا مَناص من قبوله، وسيذهب إلى البرازيل وهو بحاجةِ إلى كأسِ العالم، حتى لو ادّعى غير ذلك.

والشّيء المُبشّر لفتى الأرجنتين في كُل هذا هو أنه سيذهب مع فريق يَلعب أغلبه بقمَّةِ مستواه خلال الموسم الحالي، وفي نَفسِ الوقت فهو مَحظوظ بقرعةِ المونديال التي وضعته في مجموعة سَهلة تضم البوسنة ونيجيريا وإيران، وإذا استطاع أن يحتل قمة المجموعة فإنه لن يُقابل أي عثرات في دور الـ16 مع مجموعة ثانية من المنتظر أن يتنافس على بطاقتها الثانية - نظرياً - الإكوادور وسويسرا وهندوراس، وراء فَرنسا، مما يجعل طريق الأرجنتين إلى دور الثمانية مُتاحا جداً، وهي النُّقطة التي من المُفترض أن يبدأ فيها «ميسي» في حِمْلِ الفريق بصورةٍ حقيقية، من أجلِ أن يُكْمِل الشيء الوَحيد الناقص في مسيرة استثنائية لن تتكرر للاعبِ كُرة، ويُصبح كما يَقول الجَميع في الأرجنتين بمصافِ «مارادونا» و«بيليه» و«زيدان».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية