سلسلة من جرائم الإهمال الطبى اجتمعت فى أسرة واحدة، قضت على أحلامها وشوهت أمامها صورة المستقبل بكل تفاصيله. لم يكن صبحى محمد الأقطش يعلم أنه سيتعرض لإهمال طبى يحرمه من الإنجاب، وبعد أن يتغلب على تلك المشكلة بعملية حقن مجهرى لزوجته، تتعرض هى الأخرى لإهمال طبى ثم تلاقى المولودة المصير نفسه وهو ما يؤدى إلى وفاتها.
البداية كانت مع صبحى، فعندما كان عمره 20 عاماً، شعر بمرض شديد وأكد له طبيب القرية أنه فى حاجة إلى إجراء عملية لاستئصال حصوة، وبعد إجرائها تضاعفت آلامه فأكد له طبيب آخر أنه تعرض لخطأ مهنى جسيم من قبل الطبيب الذى أجرى له الجراحة ترتب عليه منعه من الإنجاب، حزن صبحى حزناً شديداً، لكنه رضى بما هو مكتوب وخرج من تلك المأساة وهو يقول: «الحمد الله».
تزوج صبحى بعد 20 عاماً من الجراحة، وعندما شعر بمرارة الوحدة تعتصره هو وزوجته، عرض الأمر على طبيب متخصص فى عملية الحقن المجهرى، وبعد الفحوصات والأشعة اللازمة أكد لهما إمكانية الإنجاب، وطلب 70 ألف جنيه قيمة العملية، فتعلق صبحى بالأمل وباع من أجله الأرض التى يمتلكها وعاد إلى الطبيب ليجرى لزوجته العملية، بعدها لم تسعه الدنيا عندما علم بحمل زوجته، خاصة أن الطبيب قال له: «مبروك مراتك حامل فى بنتين».
فى وقت الولادة التى أجريت فى مستشفى خاص، سمع صبحى صراخاً شديداً، فدفع باب غرفة العمليات ودخل، فوجد زوجته غارقة فى بركة من الدماء، والطبيب يحمل بنتاً ويقول له «مبروك جبت بنت».
فقال له صبحى: «فين البنت الثانية» فرد الطبيب: «ماعرفش».
لم يستوعب صبحى ما حدث وقال: «طلعنى طاقم التمريض بره، وبعد ساعة خرجت زوجتى فى حالة سيئة جداً، والبنت ماتت بعد 15 يوماً، لنقص فى النمو رغم أن أطباء المستشفى لم يخبرونا بضرورة وضعها فى الحضانة».
تقدم صبحى بشكوى إلى نقابة الأطباء واتهم الطبيب بسرقة ابنته الثانية، وارتكاب خطأ مهنى جسيم أدى إلى مرض زوجته، وناشد صبحى د. حاتم الجبلى، وزير الصحة، فتح تحقيق موسع حول أخطاء الأطباء، وقال: «الدكاترة فى مصر سخطوا البنى آدمين وعملوهم فئران تجارب وأسرتى متعهدة الإهمال الطبى».