x

بطرس غالى: أزمة «سد النهضة» تنتهي بالحوار وليس بالمواجهة

الخميس 22-05-2014 09:41 | كتب: أ.ش.أ |
بطرس غالي بطرس غالي تصوير : other

أكد الدكتور بطرس بطرس غالى، السكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة، أن أزمة «سد النهضة» تنتهي بالتفاوض الدبلوماسي، وليس من خلال المواجهة العسكرية، مضيفا أن المشكلة تتمثل فى إقامة سدود أخرى مما يزيد من حجم المشاكل.

وقال غالي، فى محاضرة فى اللقاء الفكرى الذى نظمته مكتبة مصر العامة بالجيزة الليلة الماضية، إننا «سنحتاج فى السنوات القادمة إلى كميات إضافية من المياه لسد احتياجات السكان من المياه، سواء للشرب أو للزراعة، وهو ما يزيد من مشاكل مياه النيل، خاصة إذا ما أخذنا فى الاعتبار الاحتياجات المتزايدة فى أفريقيا من المياه، نتيجة تزايد السكان بشكل مضطرد أيضا فى دول حوض النيل».

وحذر غالى مجددا من مشكلة الانفجار السكانى فى مصر وأفريقيا، وقال إنه يمثل أكبر تحد تواجهه مصر، لأنه من المتوقع أن نزيد خلال السنوات القادمة بحوالى 20 مليون نسمة، موضحا أن «مصر تمر بمرحلة صعبة وتحتاج بذل أقصى الجهد لكى نتخطى هذه المرحلة».

وتابع أننا «لم نعط الاهتمام الكافى لكى نحسن من صورة مصر فى الخارج، فمازلنا نتعرض لهجوم من الخارج من قبل الصحافة الأوروبية، وجناح قوى فى الولايات المتحدة».

وأشار إلى أن الاهتمام بالداخل جاء على حساب الخارج، مضيفا أنه «فى عصر العولمة فإن القضايا المحلية الوطنية سوف تعالج وتحل دوليا، وبالتالى فإنه يجب أن يكون لدينا اهتمام بالشؤون الخارجية والقضايا الدولية».

وقال غالى إنه «ليس عيبا أن نستعين بخبير يساعدنا فى عرض صورتنا الصحيحة فى الخارج، وهو أمر معمول به فى دول العالم، مثلما نستعين بمدرب أجنبى لتحسين حال الكرة فى مصر».

وكان غالى قد خصص محاضرته للحديث عن العلاقة بين الدبلوماسية والثقافة، وأكد أهمية البعد الثقافى والثقافة بمفهومها الواسع فى العلاقات الدبلوماسية بين الدول، قائلا: «من المهم فهم عناصر ومظاهر الثقافة وتوظيفها لصالح وخدمة العلاقات بين الدول، بالإضافة إلى فهم لغات الشعوب وتقاليدها وعاداتها».

وشدد على ضرورة الاهتمام بأفريقيا ودول أمريكا اللاتينية، مؤكدا أهمية مراجعة سياسات ودوائر اهتمام المصرى على مستوى الخارج، خاصة أن مركز السلطة فى العالم انتقل من أوروبا إلى الشرق فى المحيطين الهادي والهندي، وأن دولا جديدة ظهرت وأصبحت تلعب دورا مهما فى النظام الدولى، مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية وإندونيسيا، كما نجد أن البرازيل أصبحت تلعب دورا فى أفريقيا، ولها خبراء فى الدول الأفريقية الناطقة بالبرتغالية.

وأوضح أن أفريقيا أكثر أهمية لمصر من دول أوروبا، منبها إلى أن شعوب أفريقيا حساسة وأنها ترى أن هناك عنصرية من قبل مصر تجاهها، وبالتالى يجب أن يشعر المواطن الأفريقى بأن مصر أفريقية دولة وشعبا، مضيفا أنه يلاحظ فى وسائل الإعلام ندرة الحديث عن الشئون الأفريقية ومشاكل أفريقيا التى تعتبر عمقا استراتيجيا لمصر.

حضر المحاضرة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، والسفير عبدالرؤوف الريدى، سفير مصر الأسبق فى واشنطن، رئيس مكتبات مصر العامة، وأعضاء المجلس المصرى للشؤون الخارجية ورجال الثقافة والصحافة والإعلام ورواد المكتبة.

من جانبه، أشار وزير الثقافة إلى أهمية البعد الثقافى فى العلاقات الدولية، ووصفها بأنها تمثل البنية الأساسية للدولة ونمط الحياة والسلوك للشعوب.

وقال: «يجب على الدولة المصرية الجديدة أن تهتم بالثقافة بالمعنى الشامل والواسع للكلمة، وأنه فى هذا الإطار يجب أن تكون المدرسة مؤسسة جامعة للثقافة والتعليم، جامعة فى وقت واحد لا انفصال بين الجانبين».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية