سادت حالة من الغضب بين أهالى الحى السادس بمدينة نصر، عقب وقوع الحادث الإرهابى الذى أسفر عن استشهاد 3 مجندين وإصابة 8 آخرين بينهم رئيس مباحث قسم شرطة ثان، مؤكدين أن المنطقة تحولت إلى بؤرة إرهابية ومأوى لعناصر جماعة الإخوان المتطرفة وساحة لأعمال العنف المتكررة من جانب الجماعة، ولاسيما داخل المدينة الجامعية وخارجها وقطع الطرق وتعطيل مصالح المواطنين.
وأكد الأهالى الذين يسكنون فى محيط مسرح الحادث الإرهابى أنهم يعرفون هوية الطلاب المتورطين فى أعمال العنف، والذين يقودون مظاهرات الجماعة، مشيرين إلى أنهم طالبوا قوات التأمين أكثر من مرة بالدخول إلى المدينة لضبط الطلاب المتورطين، إلا أن القوات رفضت طلبهم.
وشن الأهالى هجوما حادا على طلاب الإخوان قاطنى الشقق المفروشة المؤجرة بالحى، وطالبوا بطردهم، مؤكدين أنهم متورطون مع منفذى العمل الإرهابى فى رصد تمركز قوات التأمين على الأقل بتصوير القوات بالهواتف المحمولة.
وروى أحمد مجدى، أحد شهود عيان الواقعة، 27 عاما، تفاصيل العمل الإرهابى، وقال: «أصبت بالذهول من هول ما رأيت، وأصبحت أرتعش من المنظر. شاهدت المجندين والضباط يتساقطون فى أقل من 3 ثوان، وأحسست بالعجز، ولم أستطع فعل أى شىء».
وأضاف «مجدى» الذى يقطن بالمنطقة أن «سيارة ملاكى فضية اللون جاءت من الطريق العكسى، ومرت أمام ضباط وجنود متمركزين أمام الباب الرئيسى للمدينة، أعتقد أنه يستقلها ثلاثة أفراد، وأخرج الراكب فى المقعد الخلفى بندقية آلية، وبدأ فى إطلاق النيران، وفرت السيارة باتجاه الحى السادس، وحاول عدد من الأهالى مطاردتها بالسيارات وجريا على الأقدام دون جدوى، حيث كان قائدها يسير بسرعة جنونية، ولكننا حددنا أرقامها فقط وهى (و. ر 615)».
من جانبه، قال موظف بأحد الأجهزة الرقابية، أحد سكان المنطقة، طلب عدم ذكر اسمه: «شاهدت الواقعة وأنا جالس مع شقيقى على المقهى المقابل للباب الرئيسى للمدينة، وفور ما رأيت السيارة تفر، جريت وراءها، وألقيت عليها كرسيا خشبيا، وألقى أخى الشيشة على زجاجها الأمامى، دون جدوى».
وأوضح الموظف الذى يقطن بالمنطقة منذ مولده، قائلا: «نعرف طلاب الإخوان داخل المدينة والذين يقودون أعمال عنف، وطلبنا مرارا من قوات الأمن السماح لنا بالدخول نحن الأهالى إلى المدينة لضبطهم، إلا أن الأمن رفض، ولا نعرف ماذا ينتظرون ليطهروا تلك البؤرة الإرهابية، فنحن على يقين تام بأن العمل الإرهابى تم بالاشتراك مع طلاب الإخوان بالمدينة، إن لم تكن عناصر منهم نفذوا العملية».
واستطرد الموظف: «الشقق المفروشة والمؤجرة بالحى يقطنها العديد من طلاب جماعة الإخوان، ويصورون فيديوهات بالهواتف المحمولة، ويرسلونها لقناة الجزيرة، ويستخدمون الفيديوهات فى رصد تمركز قوات التأمين، ومواعيد تغيير الدوريات الأمنية، وننصح جيراننا بطرد عناصر الإخوان من تلك الشقق، فالحى أصبح بؤرة إرهابية كمنطقة شركس فى القليوبية التى ضبطت بها الشرطة الإرهابيين الذين نفذوا العديد من العمليات».
فيما قال «عمرو»، 23 عاما، طالب بكلية التجارة: «عندما تقترب الانتخابات الرئاسية أكثر وأكثر، ستزيد العمليات الخسيسة ضد الأهالى والشرطة لتخويفنا من النزول، وهذا لن يحدث، فهناك إرادة من الناس قبل الدولة للنزول والمشاركة فى حقهم الدستورى، رغم أنف الإرهاب والإرهابيين».
وأضاف «عمرو»: «لا أعرف لماذا يرتكب طلاب الجماعة مثل هذه الأفعال التى يعاقب عليها القانون، فالدولة تعلمهم مجانا وتصرف عليهم داخل المدينة الجامعية وتؤمنهم ليصبحوا أعضاء نافعين فى مجتمعهم مستقبلا. لم تعد إجراءات الفصل والتأديب كافية لتأديبهم، فقد علمنا أنه عندما يتم فصل طالب، يتجه إلى السفارة القطرية، ويحصل على تأشيرة عمل بـ(جواب الفصل)».
وعايشت «المصرى اليوم» لحظات ما بعد وقوع الحادث فى المنطقة، حيث وصلت أسرة المقدم محمد الصعيدى، رئيس المباحث، إلى القسم، وتعالى الصراخ، بعد أن تأكدوا من إصابته، إلا أن زملاء الضابط المصاب طمأنوهم عليه، ونقلوهم إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، حيث يرقد الضابط لتلقى العلاج.
وأغلقت قوات الأمن طريقى المخيم الدائم وامتداد شارع مصطفى النحاس، عقب وقوع الحادث، وفرضت كردونا أمنيا حول المنطقة، فيما دفعت بتعزيزات إضافية من قوات العمليات الخاصة، تحسبا لوقوع طارئ. وقال مصدر أمنى مسؤول بالمنطقة، طلب عدم ذكر اسمه: «تم إخطار أجهزة الأمن المعنية فور وقوع الحادث، وجرت مطاردات مع سيارة المتهمين المضبوطة، إلا أنها اختفت عن الأنظار، ونصبت قوات الأمن كمائن ثابتة ومتحركة على مداخل منطقة مدينة نصر من ناحية المقطم والقاهرة الجديدة وعزبة الهجانة والطريق الدائرى ومحور المشير، لمحاولة ضبط السيارة، ونرجح أنها لم تخرج من الحى».
وعقب وقوع الحادث بدقائق، استفز طلاب المدينة الجامعية قوات التأمين، حيث دوت هتافات عبرت عن فرحتهم عقب وقوع الهجوم منها «تكبير»، فيما وجهوا أقلام الليزر الأخضر ناحية قوات التأمين لاستفزازهم، وطالبت القيادات الأمنية الضباط بضبط النفس قدر الإمكان، بعدما أطلقت قوات التأمين طلقات نارية فى الهواء.
ووصل فريق من النيابة وآخر من رجال المعمل الجنائى إلى مسرح الحادث، لمعاينة آثار الهجوم وتحريز فوارغ الطلقات النارية، وتبين أنها لبندقية آلية، كما عاين فريق النيابة آثار دماء الشهداء والمصابين، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة.