قادت المصادفة «المصرى اليوم» للتواجد فى منطقة انفجار قنبلتين بدائيتى الصنع فى 3 أطفال بمنطقة البصراوى التابعة لدائرة قسم شرطة إمبابة، ما تسبب فى إصابة أحدهم بعمى بالعين اليمنى، وخضع لجراحة فورية بمستشفى قصر العينى الفرنساوى.
أخبار متعلقة
وتلقت نيابة قسم إمبابة، برئاسة المستشار علاء سمير، فى تمام الساعة 12.45 ظهراً، أول أمس، إخطاراً من ديوان عام قسم إمبابة، بإصابة 3 أطفال بمنطقة البصرواى، نتيجة انفجار قنبلتين، أثناء لعبهم أعلى العقار رقم 1 بشارع بولس بشاى، ملك المدعو نزيه بشاى، وعلى الفور انتقل رجال المفرقعات بمديرية أمن الجيزة إلى العقار محل الواقعة لتمشيط المنطقة وإجراء الفحص لمسرح الحادث.
وانتقل محمود دهشان، وكيل أول النيابة، إلى مستشفى التحرير العام بإمبابة، للاستعلام عن حالة المصابين والجرحى، فتبين وجود الأطفال عبدالله ياسر السنوسى، وبلال طارق، وبيشوى نزيه، أعمارهم تتراوح ما بين 10 و12 سنة، وأن الطفل الأخير فى حالة صحية حرجة لا تستدعى سؤاله عن الواقعة، وجرى نقله بسرعة شديدة إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى، وأجرى عملية جراحية عاجلة فى إحدى عينيه لاستقرار شظايا إحدى القنبلتين المنفجرتين بها، بينما أقر والده فى أقواله أمام النيابة بأنه فوجئ بسماع دوى انفجار أثناء جلوسه على المقهى القريب من منزله فظن وأهالى المنطقة أن الأمر بمثابة انفجار أسطوانة غاز فى أحد المنازل، وسرعان ما رأى نجله وصديقيه غارقين فى دمائهم، فهرعوا إلى المستشفى لإنقاذ حياتهم.
وأشار والد الطفل خلال التحقيقات إلى أنه عرف بأن نجله والطفلين المصابين الآخرين كانوا يحبسون كلباً خاصاً بوالده أعلى العقار المكون من طابق واحد، فى حجرة مخصصة للحيوان، وأثناء عبثهم أعلى سطح المنزل، عثروا على 3 قنابل، فأصروا على فتحها وبيان محتوياتها، ما تسبب فى انفجار قنبلتين منها.
وانتقل محقق النيابة إلى المنزل محل الحادث، برفقة رجال الأدلة الجنائية لإجراء معاينة تصويرية دقيقة لمسرح الأحداث، للاستفادة منها كدليل إدانة ضد الجناة، الذين تلاحقهم الأجهزة الأمنية، وتبين أن العقار رقم 1 بشارع بولس بشاى، ملك المدعو نزيه بشاى، تاجر دباغة، ومكون من طابق واحد فوق الأرضى، وأن القنابل عثر عليها أعلى سطح المنزل.
وتمكن رجال المفرقعات بمديرية أمن الجيزة، من إبطال القنبلة الثالثة التى عثر عليها أعلى سطح العقار، وبمعاينتها المبدئية تبين لمحقق النيابة أنها صغيرة الحجم وزنها 7 كيلوجرامات، وتحوى مواد شديدة الانفجار «تى إن تى» التى تشتعل بسرعة شديدة، فأمرت النيابة بالتحفظ عليها وإرسالها إلى المعمل الجنائى لفحصها وبيان استخدامها.
وتبين من خلال التحقيقات أن العقار محل الحادث، يقطنه بالطابق الأرضى عمال دباغة يعملون مع صاحب المنزل فى جلب الدباغة من الصعيد وبيعها لأصحاب المدابغ، بينما ينقسم الطابق الثانى إلى 3 شقق سكنية مساحتها صغيرة، الأولى تقطنها سيدة مسنة تدعى «أم أحمد»، 65 عاماً، والشقة الثانية مخصصة كعيادة طبية مملوكة لطبيبة تدعى ماجدة إسكندر، وجد عليها لافتة توضح أنها ستعاود استئناف العمل يوم 12 يونيو المقبل، أما الثالثة فتقطنها أسرة عامل يدعى صبحى مجاهد، يسافر كل أسبوع إلى بلدته بالصعيد، بما يرجح أن الجناة استغلوا خلو المنزل من الحركة الدائمة، ووضعوا القنابل أعلى سطح المنزل غير المحاط بالأسوار.
وأكدت مصادر قضائية أن الأجهزة الأمنية تقوم بالبحث والتحرى عن عناصر إخوانية بالمنطقة، خاصة وأن العقار محل الواقعة مطل على شارع البصراوى الرئيسى الذى تخرج به مظاهرات لعناصر الإخوان كل يوم جمعة، لاستغلالهم حادث مقتل شاب يدعى محمد خليل، تاجر ملابس، الذى كان يقطن شارع فؤاد الشيخ المجاور للعقار محل الواقعة، على يد مندوب شرطة أحمد الطيب، بديوان عام قسم إمبابة، خلال الشهر الماضى.
