تمكن ما يقرب من 447 مشجعًا لأتلتيكو مدريد من الاحتفال بفوز فريقهم ببطولة الدوري الإسباني وسط أجواء جمعت بين فرحة هستيرية في مدرجات جماهير الفريق الزائر مع تصفيق وتحية من الجماهير أصحاب الملعب، بالإضافة لتعبير لاعبي الفريق البطل عن الفرحة بالفوز على استحياء.
ولم تتوقف المجموعة التي لم تتجاوز خمسمائة مشجع، التي حضرت مباراة، السبت، لمساندة أتلتيكو مدريد عن القفز والصياح للاحتفال بفوز فريقهم، مما أجبر جماهير الفريق المضيف (برشلونة) على تقبل خسارة لقب بطولة الدوري بروح رياضية عالية، ومشاركة جماهير الفريق صاحب اللقب الجديد بالتصفيق والهتاف باسم ناديهم (أتلتيكو).
ولم يجد أي مشجع من مشجعي الفريق الكتالوني ما يقوله أمام احتفالات جماهير أتلتيكو، حيث إن عاشقي الفريق الكتالوني وضعوا في اعتبارهم أن هذا اللقب هو الأول لأتلتيكو منذ ما يقرب من 18 عاما.
ولم يقم أي من متابعي اللقاء داخل ملعب كامب نو بأي أفعال استفزازية أو منافية للسلوك القويم كما كان يحدث في مباريات سابقة، بل على النقيض جاءت كل التصرفات على نهج سليم.
وظهر القلق والتوتر واضحا على وجه دييجو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو مدريد، على مقعد المدير الفني أثناء متابعته للقاء حتى أطلق حكم المباراة صافرة النهاية، ليحتضن مواطنه ومساعده جيرمان بورجاس بعد أن توجا مع الفريق المدريدي بلقب الدوري بعد التعادل «1/1» مع برشلونة.
وتمكن أتلتيكو من الفوز ببطولة الدوري على حساب صاحب اللقب في الموسم الماضي (برشلونة) للمرة الأولى منذ العام 1996، عندما كان سيميوني لا يزال لاعبا في صفوف الفريق ، والذي احتفل بذلك اللقب بشكل جنوني داخل الملعب.
وعاد سيميوني للاحتفال مرة أخرى بإحراز نفس اللقب بعد عقدين من الزمن، ولكن هذه المرة مرتديا بزة سوداء وليس سروالا قصيرا كما كان في السابق.
وتوجه «سيميوني» بعد احتضان بورجاس إلى البحث عن مواطنه الآخر خيراردو مارتينو، المدير الفني لفريق برشلونة، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب الوحيد له هذا الموسم قبل أن يخلي مقعد المدير الفني للفريق الكتالوني.
وأسر «سيميوني» بعض الكلمات في أذان خيراردو مارتينو مربتا على ظهره، قبل أن يتوجه صوب جماهير الكامب نو لاستقبال تصفيقهم الحار والرد عليه بمثله.
وأعرب «سيميوني» عن امتنانه لتحية الجماهير قائلا: «هذا التقدير هو أجمل ما يمكن أن تحصل عليه في عالم كرة القدم.. تصفيق الجماهير أنهى بشكل رائع موسما قويا لبطولة الدوري».
وظهرت عينا سيميوني مبتهجتين محدقتين بقوة في كل ما يحدث حوله من احتفالات لاعبي الفريق وجماهيره القليلة التي صاحبته إلى محطته الأخيرة للفوز باللقب، بالإضافة إلى جماهير برشلونة التي أثنت عليه بدورها من خلال موجة من التصفيق الحار.
وكان دافيد فيا، الذي ينوي الرحيل عن أتلتيكو، أكثر اللاعبين انفعالا وتفاعلا مع الانتصار الذي حققه فريقه، وهو ما أرجعه البعض إلى تواجده داخل ناديه وبيته القديم برشلونة.
وتجمع اللاعبون الأبطال بعد ذلك في دائرة داخل الملعب ليقوموا برفع سيميوني في الهواء للاحتفاء به.
وبينما كان سيميوني يدلي بتصريحات للصحفيين حول مفاتيح انتصار الفريق وأسرار الفوز بلقب بطولة الدوري للموسم الحالي، وأثناء استعداد لاعبيه لارتداء ملابسهم للمغادرة، همت جماهير الفريق البطل بالخروج من ملعب الكامب نو للاحتفال على طريقتها الخاصة مرددين كلمة «أبطال» بصيحات عالية.