شكوك وكم واضح من التشاؤم.. هكذا تكون المشاعر المعتادة التي تسيطر على مشجعي المنتخب الإيطالي لكرة القدم قبل مشاركاته في بطولات كأس العالم.
ولا يختلف هذا الوضع قبل مشاركة الفريق المرتقبة في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، والتي يستهلها الآزوري بأصعب مواجهة ممكنة، حيث يلتقي نظيره الإنجليزي في 14 يونيو المقبل في الجولة الأولى من مباريات مجموعته بالدور الأول للبطولة، ثم يلتقي في الجولتين التاليتين منتخبي كوستاريكا وأوروجواي.
وأنهى المنتخب الإيطالي مشوار التصفيات دون خسارة محققاً تذكرة العبور إلى البرازيل حتى قبل الجولة الأخيرة.
وجاءت المباراة الودية أمام المنتخب الإسباني، في مارس الماضي، لتفسد شعور الجماهير الإيطالية بشكل أكبر، حيث اعترف تشيزاري برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي، بالمستوى الهزيل للفريق بعد الأداء الذي قدمه لاعبوه في هذه المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الإسباني 1/ صفر على ملعبه في العاصمة مدريد، وذلك قبل نحو 100 يوم من بداية مباريات الآزوري، في المونديال البرازيلي.
وقال برانديللي: «رأينا أن هناك فارقًا في المستوى البدني مع كل الاحترام للمنتخب الإسباني الذي يتمتع بمستوى يضع منافسيه في ورطة، علينا أن نعمل كثيرا لأننا نحتاج إلى الركض أسرع، حاولنا أن نضع الكرة في وسط ملعب المنتخب الإسباني ولكننا لم ننجح لأننا لا نمتلك سرعتهم».
وأوضح المتفائلون للمنتخب الإيطالي أن الهزيمة أمام إسبانيا لم تكن لاذعة كهزيمة الفريق أمام إسبانيا أيضا «صفر/ 4» في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية «يورو 2012» وأن الفرصة سانحة لتطوير المستوى البدني للفريق.
كما كانت الفروق الفنية واضحة، ولكن الأكثر واقعية هو الاعتراف بصعوبة تقديم أفضل المستويات في الظروف الجوية الاستوائية بالبرازيل، خاصة أن البطولة ستقام بعد أقل من شهر على انتهاء فعاليات الموسم بالدوري الإيطالي.
وأعرب برانديللي، دون جدوى، عن شكواه من عدم قدرته على إقامة معسكرات مع لاعبي المنتخب خلال الموسم، ولكنه أجرى تجمعًا للفريق في مارس الماضي شهد 31 لاعبًا، معظمهم من اللاعبين الشبان الذين لم يشاركوا من قبل مع الآزوري.
ورغم هذا، يبدو أن برانديللي، استقر بالفعل على قائمته النهائية للمونديال البرازيلي والتي ستضم 23 لاعبًا، حيث ينتظر أن يشارك اللاعب الأرجنتيني الأصل جابرييل باليتا مع الآزوري في المونديـال، بعدما قدم أداء رائعًا مع الآزوري في المباراة الودية أمام إسبانيا.
وأشاد برانديللي بمدافع بارما الإيطالي قائلًا: «كان (باليتا) الشيء الأكثر إيجابية في هذه المباراة. قدم أداء رائعًا في هذه المباراة».
وينتظر أن يضم الآزوري من فريق بارما أيضًا المهاجم المخضرم أنطونيو كاسانو، 31 عامًا، الذي تغلب على مشاكل القلب التي عانى منها في 2012 وأصبح مرشحًا للمشاركة بالمونديال البرازيلي، علمًا بأن آخر مشاركة له مع الآزوري كانت في نهائي يورو 2012 .
وربما يفتقد «كاسانو»، الذي تختلط موهبته الرائعة وعروضه القوية دائمًا مع السلوك الجامح والعنيد، للثبات والعزم الذي يحتاجه برانديللي من لاعبيه في كأس العالم.
ولكن كاسانو، يمكنه رفع المستوى الفني للآزوري حتى وإن شارك مع الفريق لفترات قصيرة في المباريات.
واشترط الإيطالي سيزار برانديلي، مدرب المنتخب الإيطالي على مهاجم ميلان، ماريو بالوتيللي، ضرورة التحلي بالهدوء و الاحترام إذا أراد استدعاءه ليكون ضمن لائحة الـ 23 لاعبًا التي سترافقه إلى البرازيل للمشاركة في نهائيات كأس العالم الصيف القادم.
وأوضح برانديلي في تصريحات لصحيفة «كوريرا دي لا سيرا»، الإيطالية، في سؤاله حول إمكانية استدعائه لسوبر ماريو: «سأستدعي بالوتيللي فقط إذا كان محترماً وهادئاً، وإذا ما رغبنا أن نرى ماريو يلعب بشكل جيد فينبغي تحفيزه علينا دوماً وهو ما يؤتي بثماره».
وأشاد برانديلي، بعدد الأهداف التي سجلها سوبر ماريو للآزوري والتي بلغت 14 هدفاً، حيث قال في هذا الصدد: «إن هذه النسبة ليست قليلة، حيث ينبغي عليه البقاء قريباً من مرمى المنافس ليشكل خطراً دائماً على مدافعيه».
ويأتي اشتراط برانديللي لبالوتيللي، تفاديًا لقيامه بأي تصرفات من شأنها إضعاف صفوف الآزوري في مونديال البرازيل.
ويعتمد برانديللي بشكل أساسي في الهجوم على النجم الشاب لميلان، ماريو بالوتيللي، حيث يتمتع اللاعب بموهبة كبيرة وإن كان متقلب المزاج.
وتحوم الشكوك حول قدرة المهاجم الآخر، جوزيبي روسي، على التعافي من الإصابة التي تعرض لها في الركبة خلال يناير الماضى، وأجرى فيها جراحة غاب على إثرها عن الملاعب منذ ذلك الحين.
وقبل تعرضه للإصابة، كان روسي، مهاجم فيورنتينا متصدرًا لقائمة هدافي الدوري الإيطالي هذا الموسم برصيد 14 هدفًا في 18 مباراة.
كما ينتظر أن يعتمد برانديللي، في خط الدفاع على خط دفاع يوفنتوس المكون من جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي ومن خلفهم زميلهم الحارس العملاق، جانلويجي بوفون، حيث قاد اللاعبون الأربعة فريق يوفنتوس لرحلة ناجحة في الدفاع عن لقبه بالدوري الإيطالي هذا الموسم.
كما ينتظر أن تضم قائمة الآزوري في المونديال من فريق يوفنتوس لاعبي الوسط كلاوديو ماركيزيو وأندريا بيرلو.
وبغض النظر عن الارتباك والتعقيدات التي تحيط بفريقه وبفرص الآزوري في الفوز بلقب المونديال للمرة الخامسة في تاريخ إيطاليا، اتفق برانديللي، على تجديد عقده مع الآزوري قبل بداية فعاليات المونديال البرازيلي، مع توليه الإشراف أيضًا على منتخبات الشباب والناشئين بإيطاليا.
وتولى برانديللي تدريب الفريق في 2010 خلفًا للمدرب مارشيلو ليبي، الذي قدم مشاركة متواضعة للغاية ومخيبة للآمال مع الفريق في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، حيث خرج من الدور الأول رغم قيادته الفريق نفسه للفوز بلقب مونديال 2006 بألمانيا.
وكان أفضل إنجاز لبرانديللي مع الآزوري هو الفوز بالمركز الثاني في يورو 2012، كما قاد الفريق للمركز الثالث في كأس القارات 2013 بالبرازيل.
ويرى قليلون أن برانديللي يستطيع قيادة الآزوري للفوز باللقب العالمي للمرة الخامسة، عندما تقام المباراة النهائية للمونديال البرازيلي في 13 يوليو المقبل.
ولكن المشجعين المتفائلين وكبار السن يتذكرون فوز الآزوري باللقب العالمي في 1982 بإسبانيا و2006 بألمانيا رغم الظروف الصعبة للغاية التي أحاطت بالفريق قبل مشاركته في كل من البطولتين.
وعندما يغادر الآزوري إيطاليا في الرابع من يونيو المقبل متجهًا إلى معسكره بمدينة مانجاراتيبا الساحلية التي تقع على بعد 100 كيلومتر غرب ريو دي جانيرو، سيتطلع بعض مشجعيه بثقة إلى قدرة الفريق على المنافسة.