x

الجلد والإعدام.. «كرباج السلطة» على ظهر نساء السودان

الجمعة 16-05-2014 21:44 | كتب: معتز نادي |
الصحفية لبنى أحمد حسين الصحفية لبنى أحمد حسين تصوير : اخبار

«عندما أفكر فى محاكمتى، أصلى كى لا تضيع حربى هباء».. عنوان لمقال بجريدة «جارديان» البريطانية الذى اختارته صحفية سودانية تدعى لبنى أحمد حسين فى مواجهتها «كرباج السلطة السودانية»، حيث أدينت لـ«ارتدائها البنطال» عام 2009.

عقوبة «الجلد» فى السودان عادت لتثير الجدل من جديد، بعدما أصدرت محكمة سودانية فى الخرطوم، الخميس، حكماً نهائياً بالإعدام على الفتاة السودانية مريم يحيى إبراهيم بعد إدانتها بالردة إثر اعتناقها الديانة المسيحية، وبعد أن أمهلتها المحكمة 3 أيام للاستتابة والرجوع إلى الإسلام، كما حكمت المحكمة عليها بالجلد 100 جلدة بتهمة الزنى لزواجها من رجل مسيحى.

وتنص بعض مواد القانون الجزائى فى الخرطوم، الذى اعتمد عام 1991، بعد وصول الرئيس السودانى عمر البشير للحكم، على إنزال عقوبة الجلد لدى مخالفة القواعد الأخلاقية مثل الزنى والدعارة. وتشمل العقوبة المقررة للباس أو السلوك غير المحتشم أو المخل بالآداب العامة فى الأماكن العامة فرض حكم بالجلد 40 جلدة أو دفع غرامة.

الصحفية «لبنى» فجَّرت الجدل حول تلك العقوبة بعدما تعرضت هى نفسها لحكم بالجلد ألغى بعد ضغوط دولية، خاصة بعدما واجهت الأمر بقوة، وقررت التخلى عن عملها فى بعثة الأمم المتحدة بالسودان، مبررة الأمر بقولها: «اخترت أن أستقيل من الأمم المتحدة- ما يعنى سقوط الحصانة عنها- حتى أستطيع مواجهة السلطات السودانية». وحسبما نقلت عنها هيئة الإذاعة البريطانية، عام 2009، قالت إن «الأمر سيبدو سخيفاً للعديد من الناس أن تستطيع امرأة مواجهة هذا الوضع». الحكومة السودانية تبرر تمسكها بعقوبة «الجلد» تطبيقاً للشريعة الإسلامية فى حكم البلاد، معتقدة أن الأمر من شأنه «تحسن ظروف الناس»، إلا أنها «لم تتحسن»، كما تقول «لبنى».

عام 2009 شهد أيضاً صدور حكم على فتاة كانت تبلغ من العمر 16 سنة بالجلد 50 جلدة، وأصدر الحكم قاض فى محكمة للنظام العام، عقب القبض عليها مباشرة فى شوارع الخرطوم لـ«ارتدائها تنورة تصل إلى ركبتيها».

«لبنى» قالت إن «قضيتها ليست حالة معزولة»، لافتة إلى أن مدير الشرطة اعترف بأن «43 ألف امرأة اعتقلن فى الخرطوم خلال عام 2008 بسبب ملابسهن».

كما تكشف عن أن «الأمر لا يتوقف على الملابس فقط، فالشرطة اعتقلت فتاتين فى مكان عام، وعندما اكتشف وجود مقاطع فيديو من أحد المسلسلات التركية المدبلجة إلى العربية (مهند ونور) على هواتفهما النقالة، حيث يقوم البطلان بتقبيل بعضهما البعض، حكم عليهما بالجلد 40 جلدة بتهمة الإتيان بفعل خليع».

فى السياق نفسه، تدعو منظمة العفو الدولية إلى إلغاء عقوبة «الجلد» فى السودان، وتعلق على الأمر فى موقعها الإلكترونى: «يجرى الحديث عن القبض على آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والفتيات، كل سنة فى الخرطوم لارتداء ما يعتبر (ملابس غير محتشمة)، غير أن الأغلبية تظل صامتة وتكظم غيظها بسبب ما يتعرضن له من صدمة نفسية، أو خشية أن يوصمن بالعار من جانب المجتمع.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية