احتفظ منتخب كوت ديفوار خلال السنوات الأخيرة بموقعه كأفضل منتخب أفريقي، وكان دائما مرشحا فوق العادة لتحقيقِ إنجازات لم يسبق لأفريقيا أن رأتها، ولكن ما حدث أن المُحصلة كانت لا شيء، خسارة نهائيين لكأس الأمم، وخروج من الدور الأول في بطولتي كأس عالم متتاليتين رغم تقديم أداء جيد، فقط لأنهم وجدوا أنفسهم في مجموعاتِ الموت.
البرازيل، البرتغال، هولندا، الأرجنتين، كان على رفاق ديدييه دروجبا مواجهة تلك المنتخبات خلال 4 سنوات، في أسوأ قرعة ممكنة لمنتخبٍ أفريقي في كأسي العالم الماضيتين.
هذا العام يتحسَّن الوضع كثيرا، كوت ديفوار في مجموعةٍ سهلة بالمونديال، ولكن المشكلة المُقابلة هي ارتفاع أعمار جيلهم الذهبي الذي بدأ مسيرته في 2006، ورغم ذلك فهو جيل يحاول أن يصنع بصمة ما في كأسِ العالم قبل وداعه إلى الأبد.
في هذا الملف، يستعرض «المصري اليوم» فُرص مُنتخب كوت ديفوار، أمل أفريقيا في المونديالِ القادم، مُلقيا الضوء على مشواره في التصفيات، مشاركتيه السابقتين في المونديال، والوَهَج الكبير من لاعبه الأهم في تلك المرة يايا توريه، والذي قد يذهب بالجيلِ كاملاً إلى إنجازٍ يستحقه.
رغم مكانته العريقة في تاريخ كرة القدم الأفريقية ووضعه في صدارة منتخبات القارة خلال العامين الماضيين، ما زال رصيد المنتخب الإيفواري «الأفيال» مقصورًا على لقب وحيد في بطولات كأس الأمم الأفريقية كما فشل الفريق في عبور الدور الأول «دور المجموعات» في مشاركتيه السابقتين ببطولات كأس العالم.
وتأهل المنتخب الإيفواري لنهائيات كأس العالم 2014 بفوز رائع «4-2» على نظيره السنغالي في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بالدور الفاصل من التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال لتكون النسخة الثالثة على التوالي التي يشارك فيها المنتخب الإيفواري ببطولات كأس العالم.. المزيد
وقتها، قرر «بيب جوارديولا»، المدير الفني لبرشلونة، بيع يايا توريه، لاعب منتصف الملعب (الجيد)، لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، كي يمنح الفرصة كاملة للشاب الإسباني الذي لم يكمل الـ22 من عمره سيرجيو بوسكيتس، لحظة كان من المفترض أن تكون سيئة، ولكنها بعد 5 سنوات فقط حوَّلت «يايا» لواحدٍ من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، إذا لم يكن الأفضل على الإطلاق في هذا الموسم.
قواعد بَرشلونة الصارمة في زمن «جوارديولا» لم تَكُن تسمح لـ«توريه» بإخراج كل ما في جُعبته، نظرياً كان يَلعب على الورق كـ«محور دفاعي»، Defensive midfielder، الدور الأكبر الذي ينبغي عليه لعبه هو قطع الكرات، إتاحة المساحات لزملائه، تسليم الكرة لـ«تشافي» و«إنييستا» من أجل بدء الـ«تيكي-تاكا» في أبهى صورها، وفي دورٍ كهذا سيكون «بوسكيتس» هو الأفضل، مميزات لاعب الوسط الإيفواري المدهشة بدأت تظهر في الحقيقة حين حَمَل على عاتقه مسؤولية الفريق كاملةً، بحرية تامَّة في تنويعات اللعب، الشخص الذي يَصنع «تيمبو» أو «إيقاع» الفريق، ولذلك فإن الرحيل عن برشلونة كان في الحقيقة بداية جديدة أكثر بهاءً لـ«يايا».. المزيد
أوقعت قرعة تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال البرازيل المنتخب الإيفواري، الذي يقوده فنيًا صبري لاموشي، في مجموعة متوسطة المستوى أمام المغرب وتنزانيا وجامبيا، وتمكنت من فرض سيطرتها على قمة المجموعة منذ بدء التصفيات.
وتفوق كوت ديفوار على تنزانيا بهدفين دون رد، قبل التعادل خارج أرضه أمام المغرب بهدفين لكل منهما، ليستقبل بعد ذلك جامبيا الذي مني بهزيمة ثلاثية، وعاد بعد ذلك ليكرر فوزه على تنزانيا «4-2»، قبل التعادل مع المغرب مجددًا لكن بهدف لمثله، ويتأهل عن جدارة إلى الدور الفاصل والحسم.. المزيد
يعد المنتخب الإيفواري أحد أقوى الفرق الأفريقية، وعلى الرغم من احتلاله مراكز متقدمة في الترتيب العالمي، خاصة في الفترة الأخيرة، إلا أنه لم يحقق المستوى المطلوب منه خلال مشاركاته في بطولة كأس العالم.
وشاركه المنتخب الملقب بالأفيال مرتين في بطولة كأس العالم، عامي 2006 و2010، ويأتي تأهله إلى مونديال البرازيل لتكون المشاركة الثالثة التي سيخوضها متصدرًا قائمة المنتخبات الأفريقية، وبين صفوفه مجموعة من أفضل لاعبي العالم.. المزيد