x

صبري غنيم لماذا اختفت عمامة الأزهر صبري غنيم الأربعاء 14-05-2014 20:54


الخلايا الإرهابية التى سقطت فى قبضة أجهزة الأمن كشفت عن اختفاء عمامة الأزهر فكان اختفاؤها سببا فى انحراف هؤلاء الشبان فكريا فاتجهوا إلى الفكر التكفيرى، لأنهم لم يجدوا من يصحح مسارهم أو يثبت عقولهم، فكان المناخ خاليا وأصبح من السهل عليهم أن ينخرطوا فى هذا التيار المتطرف بعد أن هانت عليهم أنفسهم أن يبيعوا ضمائرهم للضلال ويشتركوا فى قتل الأبرياء.

■ إننى أحمّل المجتمع والأزهر الشريف ورجال الدعوة والتنوير المسؤولية عن تقصيرهم فى حق هؤلاء الشبان الذين وجدوا أنفسهم فى ضياع، لا وظيفة، ولا مصدر للرزق، فكان سهلا عليهم أن يتمردوا ويستسلموا للباطل، شبان فى العشرينيات.. براعم شابة من السهل تشكيلها ولأنهم لم يجدوا من يعلمهم الدين الصحيح.. انحرفوا فكريا وتصوروا أنهم بصلواتهم مسلمون مع أن الصلاة وحدها ليست هى معيار التقوى، فالتقوى هى أن تكون على علاقة مع ربك، تتقى الله فى وطنك، وفى مالك، وفى أهلك.

■ طابور المنحرفين فكريا.. قتلة ضباط وجنود الشرطة والجيش يتساقطون ويعترفون بجرائمهم فى بجاحة، لم تظهر عليهم علامات الندم لأنهم مغيبون.. كل منهم يستحق رصاصة، لكن رصاصة واحدة لا تكفى لأنها لا تطفئ نار الأم التى فقدت ابنها أو الزوجة التى ترملت.. أو الابن والابنة التى تيتمت بعد غياب الأب البطل سواء كان ضابطا أو جنديا على أيدى هؤلاء الكفار..

السؤال الآن.. من يعوض أسر الأبرياء.. إن القبض على القتلة لا يكفى.. والقصاص منهم لا يكفى أيضا..

■ أنا وغيرى فى ذهول.. لم نتصور بجاحة القتلة وهم يرون تفاصيل إجرامهم، وكيف كانوا يزرعون الألغام القاتلة لقتل الأبرياء.. ثم لماذا هذا العداء الذى بينهم وبين رجال الشرطة.. مع أنه لم ينلهم أذى منهم.. ومن اعترافاتهم تفهم أنهم مأجورون.. لا هوية لهم ولا دين.

■ إننى هنا أحيى أجهزة الأمن.. وبالذات قطاع الأمن الوطنى.. لقد قادتهم العناية الإلهية إلى أوكار هؤلاء المجرمين، القتلة الذين تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء.. مع أن معظمهم حفاة أقدام ولكم أن تتخيلوا وهم يقتلون أبرياء متعلمين، دفعوا دم قلبهم فى التعليم فتخرجوا فى الكليات العسكرية وصاروا ثمرة طيبة ذات نفع كبير لوطنهم.. وتكون نهايتهم على يد هؤلاء حفاة الأقدام..

■ لذلك أقول.. على رجال الدين .. يا رجال الأزهر الشريف انزلوا إلى الشارع المصرى.. التقوا مع شبابنا فى المقاهى والتجمعات الشبابية، اشرحوا لهم المفاهيم الصحيحة للدين، حتى لا يقعوا فريسة لدعاة الفتنة والقتل.

■ إن الانتماء للوطن هو جزء من الإيمان، وهذه هى مسؤولية الأزهر الشريف الذى يكتفى فى أعقاب كل حادث إرهابى بإصدار البيانات مع أن شيخه من الرجال الذين يتمتعون بالوفاء والاحترام ولا يكفى أن يكون سفيرا لنا، لكن نريده أن يكون القدوة الطيبة لشبابنا.. نريده أن يقيم لشبابنا الندوات، يجمع حوله العلماء والأئمة وكل منهم يؤدى واجبه فى تدعيم العلاقات بينهم وبين أولادنا.

■ لا تقولوا إن الأزهر الشريف يقوم بواجبه بعد أن فشل فى تقويم أولاده فى جامعة الأزهر.. ورأينا المنشقين من شبابنا وبناتنا وهم يتمردون ويتبجحون على أساتذتهم.. هل هذه هى التربية والدين لشبان يدرسون أصول الدين.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية