قال اللواء كمال الدالى، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إن أجهزة الأمن في المحافظة استعدت لتأمين الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية الشهر الجاري، ووضعت خطة أمنية شاملة ومحكمة لتأمين المقار الانتخابية وصناديق الاقتراع، وشملت الخطة كيفية مواجهة عناصر الإخوان والتصدي لكل ما من شأنه إعاقة العملية الانتخابية أو يحاول إفسادها، بكل حسم وقوة.
وأضاف مدير أمن الجيزة لـ«المصري اليوم»،: «سنؤمّن الناخب منذ لحظة خروجه من منزله إلى مقر لجنته الانتخابية، وأثناء عملية إدلائه بصوته، وكذا فى رحلة عودته إلى منزله، حيث ستنتشر قوات الأمن والعمليات الخاصة والدوريات الأمنية فى كافة الشوارع والميادين وبمحيط اللجان والمقار الانتخابية، وسيتم التصدي لمحاولات ارتكاب أعمال عنف من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، إن حاولت تعطيل العملية الانتخابية.
وأشار اللواء كمال الدالي إلى أن محافظة الجيزة حصلت على ما وصفه بـ«نصيب الأسد» من عمليات جماعة الإخوان التى استهدفت رجال الشرطة بعد ثورة 30 يونيو، وتمكنت أجهزة الأمن بالمحافظة من ضبط أكبر عدد من المطلوبين فى قضايا الإرهاب واستهداف رجال الشرطة والأكمنة وسيارات الأمن، موضحا أن محافظة الجيزة تتميز بطبيعة خاصة، حيث إن هناك تفاوتا طبقيا بين قاطنيها واتساعا جغرافيا، وتتعدد بها المناطق العشوائية، بما جعلها ملجأ للعناصر المتطرفة من الجماعات المتشددة، كأجناد مصر وأنصار بيت المقدس، موضحا أن المحافظة قطنها العديد من المتورطين فى الحوادث الإرهابية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وقت اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وتابع أن العناصر المتطرفة قطنت فى الجيزة لسهولة الاختباء في مناطقها العشوائية المتكدسة بمئات الألوف من السكان، ووجود نسبة كبيرة من المنتمين لتلك الجماعات، خاصة فى المناطق الأكثر فقرا.
وحول كيفية مواجهة عناصر الإرهاب فى الجيزة، قال الدالي: «انتهجنا خطة عمل محكمة على محورين، الأول كان ضرورة منع تكرار الحوادث الإرهابية عن طريق الانتشار الأمني على مدار الساعة، وتحديد هويات أعضاء تلك الخلايا وضبطهم طبقا للإجراءات القانونية، والمحور الثاني كان تشكيل مجموعات عمل عالية المستوى بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطني للوقوف على ملابسات تلك الجرائم والوقائع، وتحليلها وربطها بعمليات أخرى في مناطق مجاورة، لتحديد أعضاء الخلايا العنقودية».
وأوضح الدالي أن أجهزة الأمن بإشراف وتعليمات اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، مستمرة فى جهود التصدى للجماعات المتطرفة وملاحقة المطلوبين في قضايا الإرهاب ومنفذي العمليات الإجرامية التي أودت بحياة عشرات الشهداء في الجيزة ومئات الشهداء من رجال الشرطة فى جميع محافظات الجمهورية، مشيرا إلى أن هناك إصرارا من الضباط والأفراد أنفسهم على التصدي لتلك الخلايا الإرهابية وضبط أعضائها وتقديمهم للعدالة مهما تكلفوا، فجهود الضباط والأفراد مستمرة على مدار اللحظة، ولا أحد يذهب إلى بيته.
وأكد مدير أمن الجيزة أنه أصدر تعليمات للضباط والأفراد بضرورة الاحتياط بآليات وبنود الأمن الذاتي، وتوخي الحذر أثناء السير في الشوارع، وأثناء خروجهم من منازلهم، حرصا على سلامتهم. مضيفا أن تعليمات مشددة صدرت للدوريات الأمنية ونقاط الارتكاز الأمنى والأكمنة الشرطية بضرورة اليقظة وعدم الشروع في مداهمات دون وجود مجموعات مسلحة أو فرق من العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي، وذلك لخطورة العناصر المتطرفة.
واختتم مدير أمن الجيزة تصريحاته لـ«المصري اليوم» قائلا: «تعاملنا مع الإرهاب بجدية وحرفية- والحمد لله- نجحنا فى ضبط العديد من المطلوبين، ونلاحق باقي أعضاء الخلايا، ضيقنا عليهم، ونطاردهم، والمواطنون يساعدوننا ويقفون في صفنا لمواجهة الأخطار التى تهدد المجتمع، والقضاء على الإرهاب أصبح بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت».