x

مسرح العرائس.. تراث مفقود ووعود بالتحسن

الأربعاء 14-05-2014 20:42 | كتب: صفاء سرور |
عرائس الليلة الكبيرة في مخازن مسرح العرائس عرائس الليلة الكبيرة في مخازن مسرح العرائس تصوير : اخبار

مسرح العرائس، مغارة الكنز، المكان الذي قد تتوجه إليه رغبة في مشاهدة كافة أعمال ناجي شاكر على الطبيعة، لتفاجئ بأنه لم يتبق من صنع يد الفنان إلا عملين فقط بعد الحريق هما «حمار شهاب الدين» الذي عرضت «عرائسه» بشكل محترم في بانوراما المسرح، و«الليلة الكبيرة» وكانت «عرائسه» مجمعة داخل أكياس قماش في مخزن.

في مسرح العرائس، وداخل مخزن في الطابق الثاني، بحثت عن شخصيات «الليلة الكبيرة» وسط أكوام «عرائس» معلقة على حوامل خشبية وملقاة في جوانب الغرفة، إلى أن وقعت عيني عليها، لافتة مكتوب عليها «الليلة الكبيرة» وأسفلها حوالي 5 أكياس قطنية حمراء مخزن بداخل كل منها أكثر من عروسة، مما تسبب في تشابك خيوطها بشكل جعل مهمة التصوير صعبة.

سألت عن عروسة «فتح عينك تاكل ملبن»، لأجد المسؤولة التي صاحبتنا تعرف أنها «عروسة» صلاح جاهين، بعد بحث مضن داخل الأجولة القماشية وصلنا لـ«العروسة»، والتي لم تختلف حال ثيابها غير الجيدة عن أغلب «العرائس»، لكن مازاد عليها كان ظهور العروسة بنصف شعر بعد سقوط أجزاء من الخيوط المكونة لشعر رأسها، ولم نتمكن من تصويرها إلا بعد إصلاحها.

عروسة الدرويش الجوال في الأوبريت، بدت هي الأخرى بذراع مقطوع، وعرائس الفرقة الموسيقية الموجودة في مشهد السيرك بدت رؤوسها شبه مخلّعة، فأسأل «لماذ لا تخرج هذه العرائس من الأجولة للصيانة والعرض الجماهيري؟» فتجيبني إحدى موظفات المسرح «لأ بتخرج، دي حتى كانت لسة في عرض في الإمارات».

الأمر لا يقتصر على تخزين «عرائس الليلة الكبيرة»، فبسؤالي عن عرائس مسرحية «الشاطر حسن» تأتي الإجابة «دي مش بتاعة دكتور ناجي»، أقول «هذه أول مسرحية افتتح بها مسرح العرائس» فيقولوا «لأ اللي عندنا (عودة الشاطر حسن) ومن صمم عرائسها الدكتورة نجلاء رأفت»، وبسؤالي عن «بنت السلطان» وصلت للإجابة النهائية بعبارة مقتضبة قالتها مسؤولة بالمسرح «أصل مسرح العرايس كان اتحرق»، مما يعني ببساطة ضياع تراث فني.

يشرح الفنان إسماعيل الموجي، مدير مسرح العرائس، في اتصال تليفوني لـ«المصري اليوم»، سبب الحالة التي كانت عليها «عرائس الليلة الكبيرة» بقوله إنها بسبب حادث تعرضت له العرائس بعد عرضها في الإمارات منتصف أبريل الماضي، وألقى باللوم على شركة الطيران التي «رفضت نقل العرائس والديكور إلى القاهرة، بدعوى أنها أحمال زائدة»، وقال «رفضت العودة دون العرائس والديكور، وأثناء محاولة نقلها إلى قرية البضائع سقطت بالخطأ من العمال من أكياس التخزين، وتمكنت من إنقاذها من التحطم».

وفيما يتعلق بطريقة تخزين «العرائس»، أكد أن هذه الطريقة هي المتبعة منذ عام 1959، والمعمول بها أيضًا في كل دول العالم، وقال «المسرح بصدد إنهاء العمل بطريقة التخزين هذه، بعد انتهائه من تحسين حالة المخازن وتجهيز متحف للمسرح سيضم كل أعمال الفنانين الذين عملوا في مسرح العرائس، والذين ستعرض أعمالهم بطريقة أفضل وداخل أكياس شفافة، تحمي العرائس من التلف».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية