قال الصحفي جلين جرين والد، الذي تولى مهمة نشر الوثائق التي سربها إدوارد سنودن، الموظف السابق بوكالة الأمن القومي، إن وكالة الأمن القومي الأمريكية قدمت لكندا مساعدات مالية من أجل تطوير إمكاناتها التكنولوجية فيما يتعلق بأنشطة المراقبة والتجسس، وفقما جاء في وثائق نشرها الصحفي الأمريكي في كتاب صدر مؤخرًا بعنوان (No Place to Hide).
وأوضح الصحفي في كتابه أن كندا حلّت رابعًا كأعلى دولة تلقيًا للأموال التي خصصتها وكالة الأمن القومي في 2012 ضمن برنامج المساعدات الذي يهدف لإعانة شركاء الولايات المتحدة في تغطية نفقات تطوير إمكانات تكنولوجيا المراقبة والتجسس والبحوث والتطوير، فيما تصدرت باكستان والأردن وإثيوبيا قائمة الدول المتلقية لهذا النوع من المساعدات. ورغم أن الوثائق لم تحدد حجم المساعدات المالية التي تلقتها الدول الثلاث، فإنها أوضحت أن كندا حصلت في 2012 على مساعدات تتراوح قيمتها بين 300 و400 ألف دولار أمريكي، وفقما ذكرت صحيفة هفنجبوست الأمريكية في تقرير نشرته عن كتاب «جرين والد» الجديد.
وأشار «جرين والد» في كتابه إلى طبيعة العلاقة التي تربط بين وكالة الأمن القومي ومؤسسة أمن الاتصالات الكندية، كما توضحها الوثائق الواردة بالكتاب والتي توضح أيضًا كيف كان التعاون بين الجهتين الأمريكية والكندية والذي «استهدف مراقبة حوالي 20 دولة صنفت بأنها ذات أولوية عالية».
وتكشف الوثائق التي عرضها «جرين والد» طبيعة الخدمات التي قدمتها المؤسسة الكندية لوكالة الأمن القومي الأمريكية، ومن بينها فتح مواقع سرية، وإتاحتها للوكالة، وتمكين الولايات المتحدة من النفاذ لمواقع جغرافية نادرة لم تكن متاحة لها من قبل.
يذكر أن كندا تعد أحد أعضاء تحالف المراقبة الذي يضم 5 أعضاء ويطلق عيه اسم «العيون الخمسة»، ويشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ونيوزيلاندا وأستراليا، وثمة تعاون وثيق يربط بين الدول الخمس الأعضاء في مجال المراقبة والتجسس، وفقما أوضحت الوثائق الواردة في كتاب تسريبات سنودن.