x

«المصرى اليوم» ترصد خريطة تهريب الأسماك من أسوان إلى القاهرة والسودان

الثلاثاء 13-05-2014 16:30 | كتب: صفاء صالح |
خريطة تهريب الأسماك من أسوان إلى القاهرة والسودان خريطة تهريب الأسماك من أسوان إلى القاهرة والسودان تصوير : اخبار

يلجأ معظم الصيادين الصغار إلى تهريب السمك خارج البحيرة بسبب الأسعار التى يفرضها عليهم كبار التجار الذين يطلق عليهم «حيتان البحيرة»، أو للتهرب من عمولة الميناء من سعر السمك، أو لبيع المحصول بأسعار مضاعفة فى السودان حيث يصل سعر كيلو السمك المصرى هناك عشرة أضعاف سعره فى الأسواق المصرية وبمخاطر أقل من تهريبه إلى الأسواق المصرية.

(س.ع) هو أحد المهربين الذى وافق بصعوبة على الحديث مع «المصرى اليوم»، رغم أنه لا يرى فيما يفعله اى إجرام إلا أنه لا يريد إفشاء سر زملائه من المهربين والطرق التى يسلكونها، لكن عددا من أعيان قبيلته ضغطوا عليه للحديث إلى الصحيفة. يقول (س.ع)، 30 سنة، مهرب أسماك: «قبل الأكمنة ما تنتشر على الصحراوى كان طريق أسوان القاهرة هو طريق تهريب السمك، لكن الآن بات من الصعب نقل السمك إلى القاهرة من هذا الطريق فأصبح الصيادون يهربونه عبر طريق شرق العوينات، حيث يخرج السمك من البحيرة ثم يتجه إلى طريق كتائب الجيش على طريق العوينات. وطالما أن الصياد لا ينقل سلاحا أو مخدرات، تسمح له قوات الجيش بالمرور. ومن هذا الطريق تتجه الأسماك إلى 4 أسواق رئيسية وهى إسنا وسوهاج وأسيوط ثم سوق العبور الذى نصل إليه عبر طريق 6 أكتوبر».

أربعة أسواق مصرية يدخلها جزء من أسماك بحيرة ناصر المهربة عن طريق البر، أما الجزء الأكبر من أسماك البحيرة فلا يخرج من البحيرة إلا فى مدينة وادى حلفا السودانية حيث طريق التهريب البحرى والأقل فى الخطورة. يقول (س.ع) «السمك فى السودان سعره 10 أضعاف السعر فى مصر وربما أكثر، لأن السودانيين لا يجيدون مهنة الصيد لذلك يعتمدون فى معظم استهلاكهم على الأسماك المصرية المهربة من بحيرة ناصر».

تبدأ رحلة التهريب جنوبا من مياه أبوسمبل ثم اختراق البحيرة فى منطقة مائية بين مصر والسودان، ويراقب المنطقة البرية المطلة على طريق التهريب البحرى، كتائب من حرس الحدود. ورغم ذلك فهى آمنة لعدم وجود أمن نهرى داخل البحيرة، يتساءل باستنكار ويضحك: «إذا كان السلاح بيتهرب من السودان لمصر عبر البحيرة، السمك مش هيتهرب للسودان من البحيرة؟».

عن النقاط الحدودية فى رحلة تهريب السمك للسودان يضيف: «بعد ذلك تمر رحلة الهروب من جزيرة جبل الأشكيد بالقرب من الحدود السودانية، ثم منطقة العشرة المحرمين وهى عبارة عن 10 كيلومترات من أرض محايدة ممنوع دخولها من القوات المصرية أو السودانية، ثم مدينة وادى حلفا حيث تبدأ الاتصالات مع التجار السودانيين لتسليم الأسماك».

يقر (س.ع) بتهريب الأسماك الصالحة فقط، ولكنه لا يهرب الملوحة أبدًا، لأن الملوحة المهربة معظمها فاسد بسبب سوء التمليح. ومعظم الملوحة التى تظهر فى موسم شم النسيم وتسبب حالات تسمم تخرج من مخازن الصيادين فى البحيرة وهى فاسدة. يقول: «الصياد بيعرف الملوحة لما يكون فيها عيب تمليح بيهربها حتى لا تدخل المينا ويقوم الطبيب البيطرى بالكشف عليها وإعدامها، لذا فهى تجد طريقها إلى أسواق القاهرة مع السمك المهرب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية