x

عاصم حنفي ومتى إعدام برامج التوك شو؟! عاصم حنفي الثلاثاء 13-05-2014 21:33


طيب بانتهاء انتخابات الرئآسة.. ماذا نفعل بهذا الجيش الجرار من المذيعين والمذيعات وتوابعهم من المخرجين والمعدين والمصورين وعمال الاستديو والخدمات؟!

ومن غير المعقول طبعاً أن يتواصل نشاطهم مع الرئيس الجديد فى برامج التوك شو التى تصيب نصف المصريين بالعصبى وتسبب لهم الهياج النفسى والبارانويا الفاقعة.. وقد احترف قطاع من المصريين شغل التحليل السياسى والاستراتيجى من طوال مشاهدتهم للتوك شو..!

أقطع ذراعى أن رئيس الجمهورية الجديد.. سواء كان السيسى أو حمدين لن يتحمل هذا الوش التليفزيونى المركز.. من جيش المذيعات والمذيعين.. جيش يقف لنا على الواحدة.. ولا يستقر على موقف.. جيش لا يعجبه العجب.. ومصر تمر بمرحلة بناء والإخوة بالتوك شو يتمنون لنا الغلط.. وقد تحول المذيع إلى ضابط مباحث ووكيل نيابة وقاضى إعدامات.. يحكم على الضيف.. ثم يتقمص شخصية مسرور السياف لعقاب الشخص الذى ليس على المزاج..!

وفى بلاد الخواجات برامج التوك شو حاجة تانية.. برامج تبدأ مع المساء وتنتهى قبل السهرة.. ساعتين أو ثلاثة وخلاص.. لا يمكن أن يبث الخواجة برنامجاً سياسياً قبل النوم مباشرة.. هناك ميثاق إعلامى يحظر برامج السياسة فى سهرة الأسرة أمام التليفزيون.. الخواجة يفضل فى السهرة برامج المنوعات والأغانى والأفلام والمسرحيات.. وكلها تساعد على النوم العميق استعدادا للشغل والإنتاج فى الصباح المبكر.. هم حريصون على صحة شعوبهم النفسية.. ولا يمكن السماح لبرامج السياسة ليلاً.. لأنها تسبب الكوابيس والعياذ بالله..!

الخيبة عندنا.. أن برامج السياسة والتوك شو لا تتوقف أبداً.. والقناة الواحدة تستنسخ قناة ثانية وثالثة لاستيعاب إعلانات التوك شو.. نهار أسود.. هذا حصار.. غسيل مخ إعلامى إعلانى مقصود.. البرامج تبدأ مع بداية المساء ولا تنتهى بعد منتصف الليل.. ثم تعاد من جديد طوال الليل.. وفى الصباح برامج جديدة على نفس المنوال.. وفى إطار المنافسة تنتهك كل أعراف ومبادئ حقوق الإنسان المشاهد.. وكل مذيع وعلى مزاجه.. منهم من يصف يناير بالنكسة فيستضيف من يؤكد وجهة نظره.. ومنهم من يرى أن يونيو كانت وكسة وارتداداً عن خط يناير الثورى.. فيستعين بمن يؤكد ويزايد.. حالة من الوش التليفزيونى المقصود.. الذى يقسم المجتمع ويزيد من تفسخه.. هى برامج ليست بريئة لوجه الله.. يستعينون فيها باللامعين من المذيعين.. ثم ينتقلون إلى نجوم الصحافة والفن والغناء والرياضة.. هجروا أشغالهم وتفرغوا للسبوبة الجديدة.. والمهم ألا تتوقف البرامج أبداً.. التى تعتمد على الإعلان.. بما يعنى أن أباطرة الإعلان هم من يشكلون حياتنا ويحددون مسارنا فى الوقت الراهن والمخيف..!

أنا شخصياً.. دقة قديمة.. من هواة روتانا زمان.. وأتفرج باستمتاع على أفلام الأبيض وأسود.. أفضل برامج المنوعات والتسلية وتمثيليات السهرة والمسرحيات.

زمان زمان.. كان المذيع رقيقاً مهذباً.. ينوب عن المجتمع فى توجيه الأسئلة وإعطاء الضيف فرصة للتعبير.. المذيع كان ينوب عن المجتمع المسالم فى سؤال الضيوف.. وعرفت وتعلمت من صلاح زكى والمأمون أبوشوشة وطاهر أبوزيد وفهمى عمر.

زمان كانت سلوى حجازى وليلى رستم وأمانى ناشد والحوارات الراقية والمحترمة مع طه حسين والعقاد والشرقاوى ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وصلاح جاهين وغيرهم من وجوه الأمة اللامعين.

زمان كان اختيار التليفزيون هو الثقافة والذوق الرفيع والعلم والفن والمعرفة.. قبل أن تغزوه الإعلانات التجارية بثقافتها التجارية ومذيعيها المحدثين.. والخيبة يا أخى أنهم يرفضون إطلاق لقب المذيع عليهم.. يفضلون لفظة إعلامى.. فيها وجاهة.. مع أنهم لا نقابة لهم تنظم وضعهم وتحدد من ينتمى إليها.. وتدافع عنهم فى مواجهة الرئيس الجديد الذى أراهن أنه سيتخلص منهم تلبية لرغبة ملايين المصريين.. ولا تعرف بالضبط كيف سيتخلص من هذا الجيش العرمرم.. فهل يعمد إلى التأهيل المهنى يعلمهم وظائف وحرفاً منتجة.. ليكسبوا من عرق جبينهم.. أم يبيعهم للهم لوط واحد إلى الخواجة.. عسى أن ينجحوا ببرامجهم فى تأخر الخواجة.. فى حين نتقدم نحن بالتخلص منهم.. لنعود إلى سابق الشغل والإنتاج من جديد!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية