x

يايا توريه.. توهُّج موسم مثالي قد يُلهم قارة كاملة

الثلاثاء 13-05-2014 11:08 | كتب: محمد المصري |
صورة أرشيفية ليايا توريه، لاعب منتخب كوت ديفوار. صورة أرشيفية ليايا توريه، لاعب منتخب كوت ديفوار. تصوير : other

وقتها، قرر «بيب جوارديولا»، المدير الفني لبرشلونة، بيع يايا توريه، لاعب منتصف الملعب (الجيد)، لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، كي يمنح الفرصة كاملة للشاب الإسباني الذي لم يكمل الـ22 من عمره سيرجيو بوسكيتس، لحظة كان من المفترض أن تكون سيئة، ولكنها بعد 5 سنوات فقط حوَّلت «يايا» لواحدٍ من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، إذا لم يكن الأفضل على الإطلاق في هذا الموسم.

قواعد بَرشلونة الصارمة في زمن «جوارديولا» لم تَكُن تسمح لـ«توريه» في إخراج كل ما في جُعبته، نظرياً كان يَلعب على الورق كـ«محور دفاعي»، Defensive midfielder، الدور الأكبر الذي ينبغي عليه لعبه هو قطع الكرات، إتاحة المساحات لزملائه، تسليم الكرة لـ«تشافي» و«إنييستا» من أجل بدء الـ«تيكي-تاكا» في أبهى صورها، وفي دورٍ كهذا سيكون «بوسكيتس» هو الأفضل، مميزات لاعب الوسط الإيفواري المدهشة بدأت تظهر في الحقيقة حين حَمَل على عاتقه مسؤولية الفريق كاملةً، بحرية تامَّة في تنويعات اللعب، الشخص الذي يَصنع «تيمبو» أو «إيقاع» الفريق، ولذلك فإن الرحيل عن برشلونة كان في الحقيقة بداية جديدة أكثر بهاءً لـ«يايا».

أمام جاريث باري ودي يونج كلاعبٍ حُر في الموسمِ الأول، ذو مهام دفاعية أكبر مع «باري» ووراء «سيلفا» و«أجوير» و«ميلنر» في الموسمين الثاني والثالث، قبل أن يَنفجر تماماً، ويصبح أفضل لاعب وسط في الدوري الإنجليزي كاملاً خلال موسم كأس العالم الجاري.

قدوم البرازيلي«فيرناندينيو» والمدرب «مانويل بيلجريني» كانا أفضل ما حدث لـ«يايا» منذ انضمامه للسيتزن، توظيف وتفاهم مذهل للاعبين في موسمهما الأول معاً، «فيرناندينيو» يتحمَّل المهام الدفاعية بالكامل، شخص مثالي كمحور دفاعي، كل الـ«ديرتي وورك» في كرة القدم، وإلى جانبه «توريه»، لاعب Box-to-Box في أفضل صورة عرفتها أوروبا كلها في 2013-2014.

الحصاد كان مذهلاً، «توريه»، لاعب خط الوسط، كان ثالث هدافي «البريميير ليج» وراء ثنائي «ساس» في ليفربول، ومتفوقاً على أسماءٍ من قبيل «أجويرو»، «روني»، «هازار»، «فان بيرسي»، إلى جانب صناعته لـ8 أهداف أخرى للفريق، وبالطبع دوره الدفاعي منحه كل تلك الصلابة لفريقه أمام كل فرق الدوري بلا استثناء، وهدفه التاريخي أمام «ساندرلاند» في نهائي «كارلينج-كاب»، والذي منح فريقه أول بطولات العام كان يختصر كل شيء عن البريق الذي ظهر عليه «يايا» خلال الموسم كاملاً.

مع نهاية الموسم، والدفعة المعنوية التي نالها بعد فوز السيتزن بالدوري في الجولات الثلاث الأخيرة، يبدو «أفضل لاعب وسط في الدوري الأوروبي خلال الموسم الحالي» في مزاجٍ ملائمٍ جداً لقيادة «كوت ديفوار» نحو نقطة كبيرة في مونديال البرازيل.

دائماً، وعبر جيل ذهبي رَشَّحه البعض ليصبح أعظم منتخب في تاريخ أفريقيا، اصطدمت «كوت ديفوار» بسوء حظ لا يتكرر كثيراً، وجود حارس بقيمة عصام الحضري منعهم لمرتين على التوالي من الفوزِ بكأس أفريقيا، ضربات جزاء أمام فريق زامبي صعب المَرَاس، والأمر الأسوأ كان في كأسِ العالم، بعد أن وجد الإيفواريون أنفسهم في «مجموعة الموت» لمرتين على التوالي، مع الأرجنتين وهولندا في 2006، ثم مع البرازيل والبرتغال في 2010، ورغم ذلك كان المنتخب يحاول، ويؤدي مباريات جيدة، ثم يخرج في النهاية.

في تلك المرة المجموعة أسهل كثيراً، والـ«كوت ديفوار» مرشح كبير لبلوغِ الدور الثاني، يُعيقه فقط الارتفاع الكبير في مُعدّل أعمار لاعبي جيله التاريخي، «زوكورا» و«كولو توريه» و«أرثر بوكا» و«سياكا تيني»، أفراد خط الدفاع، تجاوز جميعهم الثلاثين، المُلهِم لسنين طويلة «ديديه دروجبا» صار في السادسة والثلاثين، ورغم المحاولة المستمرة، وموسم معقول مع «جالطا سراي» إلا أن ما يستطيع فِعله حالياً أقل كثيراً مما كان في السنواتِ السابقة.

في المُقابل يُعَوّل المُنتخب على التوهُّج الذي يمر به بعض لاعبيه هذا الموسم، مثل «جيرفينيو» مع روما، أو «ويلفريد بوني» مع «سوانزي سيتي»، أو «روماريك» في «باستيا»، وفوق كل شيء.. هناك «يايا»، بموسِمه التاريخي وتفوقه الدفاعي والهجومي، أكثر عناصر «كوت ديفوار» قدرة على صُنعِ شيءٍ ما، وعلى عكسِ السنوات الماضية التي اتجهت فيها الأنظارِ دوماً نحو «دروجبا»، فإنها ستُسَلّط في تلك المرة عليه، وببعضِ الجُهد والعَرق.. فإن أفضل لاعب وسط في تاريخ أفريقيا يمكن أن يقود منتخب بلاده لأفضلِ نقطة في تاريخهم خلال الصيفِ المُقبل، وفي ظلِ انخفاض مستوى الكاميرون، وصعوبة التعويل على نيجريا والجزائر، وتبادل غانا لدورها مع كوت ديفوار والوقوعِ في مجموعة الموت.. فإن «يايا» يحمل أيضاً آمال القارة كاملةً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية