x

موقع إماراتي: خطاب «القرضاوي» الأخير «مناورة قطرية» لإفشال المصالحة الخليجية

الإثنين 12-05-2014 18:21 | كتب: بسام رمضان |
تصوير : الأناضول

قال موقع «24» الإماراتي إن خطاب الدكتور يوسف القرضاوي، الداعية الإسلامي، في الدوحة، مساء الأحد، بمثابة مناورة قطرية لإعلان فشل المصالحة الخليجية.

ورأى مراقبون مقربون من مصادر دبلوماسية خليجية مطلعة على ملف «المصالحة الخليجية»، لـ«24»، الإثنين، أن «خطاب شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، أمس الأحد من الدوحة، هو بمثابة مناورة قطرية جديدة تهدف من خلالها إلى دفع الدول الخليجية المعنية لإعلان فشل المصالحة».

واعتبر سياسيّ مخضرم على صلة بآخر تطورات ملف المصالحة، أن خطاب «القرضاوي»، هو نسخة معدلة من خطاب آخر كان يفترض أن يلقيه، وتمّ إدخال تعديلات جوهرية عليه في اليومين الأخيرين، ولاسيما كلام القرضاوي عما أسماه «انتصار قطر»، «فأيّ انتصار يتكلم عنه القرضاوي، وضدّ من؟»، يقول السياسيّ.

ويستطرد: «هذه رسالة جديدة مسمومة، تهدف إلى رمي الكرة في ملعب دول الخليج الأخرى المعنية بالمصالحة، فقطر تريد أن تقول ظاهرياً إنها التزمت بأحد بنود المصالحة، وهو منع التهجم على دول الخليج الأخرى، لاسيما من قبل القرضاوي وجماعته، انطلاقاً من الدوحة، إلا أن هذه المحاولة الصبيانية لا تخفي ما حاولت قطر تمريره من خلال القرضاوي وهو قرار استمرار المواجهة، وعدم القيام بأيّ خطوة حقيقية باتجاه ما اتفق عليه في وثيقة المصالحة».

واعتبر السياسي المخضرم أن «ما قيل في السابق على لسان وزير خارجية قطر بأن القرضاوي لا يمثل الدوحة، هو كلام أثبت عدم صحته، لاسيما أن الدوحة تبلغت كلاماً واضحاً بأن أي ظهور إعلامي للقرضاوي يتدخل فيه في الشؤون السياسية للدول الأخرى، ستنظر إليه بقية الأطراف على أنه موقف قطري رسمي، وبالتالي ليس مستغرباً أن تعتبر هذه الأطراف في الرسائل القطرية، عبر القرضاوي، بمثابة انسحاب رسمي من وثيقة المصالحة، ورفض تام لبنودها».

وأبدى مراقب آخر، مطلع أيضاً على تفاصيل ملف المصالحة، ولاسيما اللقاء الأخير على مستوى وزراء خارجية التعاون الخليجي، عدم استغرابه من خطاب القرضاوي الأخير، مضيفاً: «كان هناك صيغة أخرى تقصر الخطاب على عنوان الندوة وهو القدس المحتلة، وكان جواب المسؤولين في قطر لدى سؤالهم عن الهدف من إطلالة القرضاوي الأخيرة، والخشية من أن تعرض جهود المصالحة للخطر، بتأكيد أن كلمة القرضاوي لن تتجاوز حدود الموضوع، ولن يأتي القرضاوي على ذكر أي دولة خليجية أخرى».

وأضاف المراقب: «في حقيقة الأمر هذه كانت مناورة جديدة من الجانب القطري، بمعنى أن يخرج القرضاوي ويحاول مجدداً حشد أنصاره، وشدّ عصب تنظيم الإخوان الإرهابي، وإعلان وقوفه ضدّ المرحلة الانتقالية في مصر، وضدّ الانتخابات تحديداً، وأيضاً تأكيد أنه وتنظيمه وقطر يسيرون على خط واحد، وأنه باق وهذا التنظيم في قطر، والأخطر أن هذه الأخيرة لم تغير موقفها من تنظيم الإخوان الإرهابي».

وقال المراقب نفسه: «هذا كلام مؤسف حقاً، فهل يعتقد القطريون أن باقي الأطراف على هذا القدر من السذاجة؟ لا أظن ذلك. هم يعرفون جيداً معنى هذا الكلام، ويعرفون أنه عملياً يقوض كل جهود المصالحة، لكنّ المؤسف أكثر من ذلك أن الساسة في قطر لم يمتلكوا الجرأة، خلال الاجتماعات المخصصة لهذا الغرض، بمصارحة الأطراف الأخرى بموقفها الحقيقي، واكتفت بالكلام العمومي واللعب على الألفاظ».

وحول ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة من تطورات، بعد خطاب القرضاوي، اعتبر مصدر مطلع على الوساطتين الكويتية والعمانية، أن «ما بعد هذه الكلمة ليس كما قبلها، وأتوقع أن الأطراف الأخرى التي حاولت القيام بوساطة بين الدوحة وبقية العواصم الخليجية التي قامت بسحب سفرائها احتجاجاً على مواقف قطر ودعمها لتنظيم الإخوان الإرهابي، تشعر بالكثير من الإحراج وخيبة الأمل بعد أن برهنت جميع الوعود القطرية السابقة، ومنها وعود قريبة جداً، أنها مجرد حبر على ورق، ولعب على الوقت الضائع، إلا أننا لا نعرف بعد كيف ستتعامل الدول الخليجية المعنية بهذا الأمر، مع المسألة، وأظن أننا سنرى النتيجة خلال أيام قليلة جداً».

وأضاف المصدر: «يجب ألا ننسى أن ذلك يأتي بعد تطورين هامين، هما الكشف عن خلية للقاعدة في الإمارات، وأخرى في السعودية، وهو ما ألقى الضوء مجدداً على المخاوف الخليجية من المساس بأمن الخليج، وتسهيل تحرك مثل هذه الأطراف، لاسيما بعد الكثير من المؤشرات على تقارب الإخوان والقاعدة في الفترة الأخيرة، فكنا نتوقع من الدوحة أن تستغل هذه الفرصة وتقوم بخطوة جريئة تثبت فيه جديتها فيما يتعلق بالمخاوف الخليجية، إلا أن هذا لم يحصل، ولم يعد متوقعاً حدوثه بعد خطاب القرضاوي».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية