x

هل أثبت «بيليجريني» جدارته في توظيف ملايين «أغنياء أوروبا»؟

الأحد 11-05-2014 21:55 | كتب: إفي |
المدير الفني لمانشستر سيتي مانويل بيلجريني المدير الفني لمانشستر سيتي مانويل بيلجريني تصوير : أ.ف.ب

نجح التشيلي مانويل بيليجريني في الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، أول لقب دوري يحققه مع فريق أوروبي منذ انتقاله للتدريب في القارة العجوز عام 2004.

ويطرح هذا اللقب تساؤلا عما إذا كان المدرب قد نجح من خلاله في استرداد جزء من «كرامته» أمام ريـال مدريد الإسباني الذي تخلى عنه في يوليو 2010 بحجة عدم قدرته على قيادة مشروع «الجالاكتيكوس الجديد»، أم أن الظروف هي التي سمحت له بتحقيق هذا الإنجاز.

وعلى الرغم من الفارق الكبير في التاريخ بين ريـال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، كانت أوجه التشابه في بداية المشروع الذي قاده بيليجريني في كل منهما متشابهة، وهي الاعتماد على المال لضم أكبر عدد ممكن من النجوم لتحقيق الهدف المرجو.

صحيح أن الأهداف أيضا كانت مختلفة، فمع الملكي كان حلم الفوز بدوري الأبطال للمرة العاشرة يتصدر القائمة وبعدها الليجا ثم الكأس، أما بالنسبة للـ«سيتزنس» فانخفض سقف الطموحات لتحقيق نتائج طيبة بالـ«تشامبيونز» واستعادة لقب الـ«بريميير» الذي خطفه مانشستر يونايتد، الموسم الماضي، لكن المال كان هو أساس هذا المشروع.

خلال حقبة «المهندس» مع الملكي أجرت إدارة النادي برئاسة فلورنتينو بيريز صفقات بقيمة 231 مليون يورو موزعة على أساس 65 مليون يورو في صفقة البرازيلي كاكا قادما من إيه سي ميلان الإيطالي و94 مليونا لجلب البرتغالي كريستيانو رونالدو و36 مليونا للفرنسي بنزيمة قادما من ليون الفرنسي ومثلها للتعاقد مع تشابي ألونسو قادما من ليفربول الإنجليزي.

إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال بالخروج من كأس الملك في دور الـ16 أمام ألكوركون نادي الدرجة الثالثة وقتها، تلاه الخروج من نفس المرحلة بدوري الأبطال أمام ليون الفرنسي وإنهاء الموسم في المركز الثاني بالليجا خلف برشلونة الذي كان في قمة عنفوانه الكروي تحت قيادة بيب جوارديولا وهو الأمر الذي دفع إدارة الملكي للتخلي عنه.

وطوال الفترة التي قضاها «بيليجريني» بين جدران النادي الملكي لم يتوقف الإعلام المدريدي عن مهاجمته خاصة بعد الـ«ألكوركوناثو»، كما يطلق على فضيحة الإقصاء من ألكوركون، وبسبب النتائج المخيبة في الليجا أمام الخصم المباشر برشلونة، في ظل الصفقات القياسية التي أجراها فلورنتينو لتدعيم الفريق.

وعقب قرار الإقالة برر بيليجريني الموسم السيئ الذي قدمه بقوله «لم يكن لدي صوت لاتخاذ القرارات الخاصة بالصفقات داخل ريـال مدريد، يتعاقدون مع أفضل اللاعبين ولكن ليس أفضل اللاعبين الذين أحتاجهم، الأوركسترا لا يمكن أن تعمل بعشرة من عازفي الجيتار في ظل عدم وجود عازف على البيانو».

وبعد الفترة التي قضاها «بيليجريني» في قيادة مالاجا الأندلسي، والتي كان معه خلالها قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي لولا شجاعة بروسيا دورتموند الألماني، شد «المهندس» الرحال نحو مانشستر سيتي الإنجليزي.

تحت قيادة «بيليجريني» هذا الموسم نفذ مان سيتي خمس صفقات بقيمة تنخفض عن نصف تلك التي خصصها الريـال في الموسم الذي قاد خلاله المدرب التشيلي للفريق وهي 112 مليون يورو تقريبا موزعة على ضم ألبارو نيجريدو وخيسوس نافاس من إشبيلية والبرازيلي فرناندينيو من شاختار دونيتسك الأوكراني والأرجنتيني مارتين ديميكليس من مالاجا والمونتنيجري ستيفان يوفيتيتش من فيورنتينا.

أول فارق بين الحقبتين هو أن بيليجريني في مانشستر سيتي كان صاحب الكلمة الأولى في إجراء الصفقات نظرا لاختلاف طبيعة صلاحيات المدرب بين كرة القدم الإسبانية والإنجليزية، ففي الأولى يكون المدير الرياضي هو المسؤول عن اختيار الصفقات.

على العكس في الثانية، تكون هذه مسؤولية المدير الفني، بمعنى آخر أصبح لـ«المهندس» صلاحية اختيار «عازفي الجيتار والبيانو والأبواق» ليصنع الفريق «الهجومي» الذي يحلو له، وليدفع بمن يروق له ويجلس من يرغب على دكة الاحتياطي وفقا لمتطلبات المباريات، وليس لأي تأثير خارجي أيا كان نوعه.

وربما تكون هذه النقطة هي السبب الرئيسي الذي دفعت البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب تشيلسي الحالي وريال مدريد السابق بعد رحيل «بيليجريني»، إلى افتعال المعارك القوية التي أدت في النهاية لإقالة الأرجنتيني خورخي فالدانو المدير العام للنادي، ليصبح «الداهية» هو الآمر الناهي في هذا الصدد.

ثاني الفوارق بين الحقبتين هو أن الضغط الإعلامي الواقع على «بيليجريني» في إنجلترا ليس بأي حال من الأحوال مثل ذلك الذي كان يقع على عاتقه في إسبانيا، بسبب اختلاف التاريخ وسقف الطموحات بين الفريقين، وكون وسائل الإعلام في عالم فرق الليجا أكثر "ثقلا وتدخلا" عما يحدث مع أندية الـ«بريميير» وهو الأمر الذي فشل «بيليجريني» في التعامل معه وتلاه أيضا مورينيو الذي سبق وأقر بنفس الأمر.

تسبب هذا العنصر في عمل «بيليجريني» في قدر أكبر من الهدوء والراحة عما كان في إسبانيا، فخروجه من كأس الاتحاد أمام ويجان لم يصنع أزمة خاصة بعد تتويجه بكأس الرابطة والأداء الجيد الذي كان يقدمه في الدوري.

العامل الأخير الذي يتعلق في الأساس بمنافسات الدوري يتعلق بالمنافس الرئيسي على البطولة، حيث أن بيليجريني في الريال كان أمام برشلونة في أوج قوته وعلى الرغم من إنهاء الـ«ميرينجي» للموسم بـ96 نقطة وهو رقم قياسي حينها، إلا أنه جاء ثانيا بعد البرسا الذي لا يخطئ.

نظرية «المنافس الذي لا يخطئ» لم يواجهها مانشستر سيتي هذا الموسم، حيث إن منافسيه المباشرين ليفربول وتشيلسي ارتكبا الكثير من الأخطاء وبالأخص في المنعطف الأخير من البطولة مما سمح له التتويج باللقب.

وفي ظل وجود هذه العوامل المتشابهة والاختلافات يبقى السؤال حائرا ودون رد.. هل أثبت بيليجريني جدارته في توظيف ملايين «أغنياء أوروبا»؟ هل كانت «ضربة حظ أم «ضربة معلم»؟.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية