x

جمال دياب من ثورة 19 إلى السيسي ... يا مصري لا تحيا جمال دياب الأحد 11-05-2014 21:04


"نموت نموت وتحيا مصر" اشتهر هذا الهتاف عندما قامت ثورة 1919 التي بدأها الطلاب وامتدت لتغطي المظاهرات مختلف أنحاء البلاد, تصدت قوات الاحتلال الإنجليزي للمظاهرات بإطلاق الرصاص عشوائيا علي المتظاهرين، مما أدي إلي سقوط العديد من القتلي والجرحي, فلم يعد هذا الهتاف قاصرا على المظاهرات، وإنما انتشر أيضا في جنازات الشهداء.

******

الأسبوع الماضي كان من أسوأ فترات انقطاع الكهرباء علي الإطلاق, متوسط 5 ساعات انقطاعا في اليوم وصلت أحيانا إلي 7 ساعات, كانت الكهرباء ساعة تروح وساعة تيجي بمعني الكلمة.

جاء يوم الإثنين، وتساءلت هل سيتم قطع الكهرباء أثناء حديث المشير الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ فأجابت علي سؤالي المهندسة "صباح مشالي" وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة في خبر نشره موقع جريدة اليوم السابع بأن شبكة الكهرباء تشهد استقرارا بعد القيام بتخفيف الأحمال وأن المصريين سيتمكنون من مشاهدة اللقاء في ظل هذا "الاستقرار".

بغض النظر عن أن مؤسسات الدولة من المفترض أن تنحاز في اهتماماتها للمواطن، كل مواطن، فإذا بها تنحاز لـ"مرشح" رئاسي حيث أعلنت وزارة الكهرباء عن قيامها "بتظبيط الشغل" كي يتمكن المصريون من مشاهدة لقاء تليفزيوني مع المشير الرئيس.

"وياريتهم فلحوا" فالكهرباء انقطعت عندي بعد قول المشير الرئيس أن وعي المرأة المصرية بيقوم بإنعاشه وأن الخوف علي مستقبل الوطن بيبدأ من داخل المنزل, وأنه قد قام باستشارة زوجته في مسألة "ترشحه" وكان ردها أن رغم حبهم له ولكن لا يوجد خيار أمامه إلا الترشح لأن الوطن بيضيع.

الكهرباء رجعت، وعندما قمت باستكمال الحديث وجدت المشير الرئيس يتحدث عن أن البلد بيقع بالتظاهر، وكأنه لم يصل للحكم بعد دعوة الناس للتظاهر, ثم أضاف أن قانون التظاهر موجود لضبط التظاهر وليس لمنعه.

في آخر إبريل الماضي تم القبض علي 3 عمال في بورسعيد عندما ذهبوا إلي القسم لاستخراج تصريح للتظاهر وتم اتهامهم بالتحريض علي الإضراب وإثارة الشغب والإضرار بالأمن القومي وكأن القانون موجود لضبط المتظاهرين وليس لضبط التظاهر, وأصبح اعتياد الناس أخبار الموت والاعتقال في المظاهرات "غير المرخصة" يجعل مثل هذا الخبر يقع تحت بند المنوعات.

حرص المشير الرئيس الظهور بصورة الأمر الناهي صاحب القرار الأخير طوال الحوار, وأنه سيقوم بالمّن علي المعارضين بأنه "هايستحملهم", وعندما سأله محاوريه عن إذا كان استأذن المؤسسة العسكرية قبل قرار الترشح فكان رده "القائد العام مابيستئذنش من حد", أحاول فقط أن أتخيل ماذا سيفعل عندما يكون القائد الأعلي.

واستمر الحديث، ثم انتهى، وبقى منه القفشات: الجيش "محكمش" في الثلاثين سنة اللي فاتت ... مكتب الإرشاد بصراحة ... أنا مش قادر أديك ... أصبر علشان الظروف تتحسن ... كيلو اللحمة بثلاثين جنيه ... حتكلوا مصر يعني؟ ... ادفع عشرة دولار في الشهر مساهمة ... قول للمدرس أنا بشكرك ... ومش هأقدر أعمل حاجة دلوقتي مع تقديري لمطالب المُعلم ... ملك السعودية كبير وحكيم العرب ... اشتغلوا لخاطر مصر ومتعوزوش مناصب ولا فلوس... المرأه المصرية تشارك وتقول لجوزها كمان يشارك ... بقول للجيش والشرطة أقفوا علي ضوافركم لحماية الانتخابات ... سلاح إيه ... الجيش ده مؤسسة عظيمة أوي بشكل لا تتصوروه يا مصريين.

المشير الرئيس السيسي سيأتي للحكم كرابع رئيس عسكري منتخب.

المشير الرئيس السيسي اختار شعار "تحيا مصر" لحملته.

علي مدار مايقرب من قرن في تاريخ مصر الحديث يهتف الشباب ومن خلفهم جموع المصريين: "نموت نموت وتحيا مصر".

ولكن للأسف مازلنا نموت, ولا تحيا مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية