لم يكن غريباً أن يتزامن حضور أرتورو فيدال إلى ملعب يوفنتوس بعودة الدوري إلى خزينة النادي بعد زلزال «الكالتشيوبولي» في 2006، كان «فيدال» أكثر من مجرد لاعب، بل حجر الأساس الذي يبنى عليه المدرب أنطونيو كونتي كل شيء، لدرجة تغيير الخطة في بعض الأحيان لمنح «فيدال» أدواراً هجوميَّة أكبر.
العام الثاني لـ«فيدال» في يوفنتوس كان إعجازياً بحق، وربما لا توجد مبالغة في اعتبار فيدال كان أفضل لاعب خط وسط في أوروبا خلال موسم 2012/2013، هداف الفريق رغم كونه، في النهاية، لاعب وسط ملعب، وفي نفس الوقت أكثر من قام بقطع الكرات خلال مرحلة دوري المجموعات التي جمعته بحامل اللقب «تشيلسي» وفريق طموح كـ«شاختار»، 12 أسيست لزملاءه، قاد فريقه لرُبع النهائي في موسمه الأوروبي الأول بعد غيبه، كان صورة متكاملة للاعب الوسط في الكرة الحديثة.
ولم ينتهِ الموسم قبل أن يصبح «فيدال» هو الاسم الأول الذي ارتبطت به معظم أندية أوروبا الكبرى، هدف لمانشستر يونايتد، تشيلسي يضع 30 مليوناً من أجل التعاقد معه، ريال مدريد يريد قدومه، برشلونة يُعوّل عليه في حمل وسط الملعب عقب اعتزال «تشافي»، كان «فيدال» هو كل شيء يريده أي نادي، ورغم كل تلك الأحاديث إلا أنه لم يفقد تركيزه مع ناديه، صار هداف يوفنتوس للموسم الثاني على التوالي، 20 هدفاً مع 8 تمريرات حاسمة، وواجبات دفاعية هامة لا يُقصر في أيٍّ منها، دليلاً جديداً على قيمته الحالية بين لاعبي أوروبا كلهم.
«تشيلي»، وفي أعلى تصنيف في تاريخها ضمن أفضل منتخبات العالم، تعول كثيراً على جيلٍ رائع يقوده أليكسيس شانشيز، إدواردو فارجاس، ماتياس فيرنانديز، جاري ميدال ومورسيو إيسلا، و«فيدال» هو واسطة العقد فيه، الصورة المثلى للاعب خط الوسط الذي «يقود» الفريق، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو أمر ظهر كثيراً خلال تصفيات أمريكا الجنوبية التي احتلت فيها «تشيلي» المركز الثالث ضمن الفرق التسعة، وكان «أرتورو» هو هدَّاف الفريق، وأكثر من قام بتمريراتٍ حاسمة، والثاني في قائمة أعلى قاطعي الكرات، «هو روح المنتخب» كما وصفه المدير الفني جورجي سامباولي، واللاعب «الذي نشعر بالأمان عند وجوده في الملعب» كما يصفه حارس وكابين «تشيلي» كلوديو برافو.
مجموعة «تشيلي» هي واحدة من أصعب مجموعات التصفيات، طرفي نهائي كأس العالم الماضي، أسبانيا بأكثر قائمة مُكتملة ضمن فرق البطولة كلها، وهولندا التي تعاني الكثير من المشاكل والإصابات ولكن يقودها لويس فان جال القادر على أن يصنع كل شيء بأي فريق، بالإضافة إلى منتخب أسترالي يحاول جاهداً ألا يكون لقمة سَهلة للجميع، مما يجعل طريق منتخب أمريكا الجنوبية شديد الصعوبة، و«فيدال»، أكثر من أي شخص آخر، سيكون هو الأساس الذي تقوم عليه المهمة، كما كان دوماً وفي أي فريق لَعب له.