كشف الفنان حسن يوسف تفاصيل مقابلته مع الرئيس الأسبق حسني مبارك والتي جاءت في إطار زيارته له في مستشفى المعادي العسكري، لتهنئته بعيد ميلاده الـ86.
وقال الفنان الكبير في تصريحات خاصة لـ«العربية. نت» إن زيارته لمبارك جاءت بالتنسيق مع محاميه فريد الديب، حيث طلب «يوسف» من «الديب» مقابلة مبارك وتمت المقابلة بالفعل يوم 4 مايو، وامتدت 3 ساعات كاملة، تحدث فيها عن مبارك وعن تفاصيل كثيرة.
وأضاف «يوسف»: «شعرت خلال المقابلة بأنني أمام بطل من أبطال مصر ورمز من رموزها التي لن ينساها التاريخ شاء من شاء وأبى من أبى، وكان الرئيس ودودا وكريما وحنونا، تحدث معي بصراحة وأجاب عن أسئلتي من دون ملل أو كلل أو تبرم أو ضيق، وروى لي تفاصيل ليلة التنحي وكيف اتخذ قراره التاريخي».
وروى يوسف التفاصيل قائلا: «سألت الرئيس لماذا تنحيت؟ فأجاب مبارك لم يكن أمامي مفر من التنحي بعد أن أبلغني عمر سليمان نائب الرئيس في ذلك الوقت أن الإخوان سيطروا على الشارع وتمكنوا من ميدان التحرير، ولديهم فرق مسلحة وجاهزة لقتل الثوار في الميدان لو قرر هؤلاء الشباب فض الاعتصامات والتظاهرات، بعد أن لبيت لهم كل طلباتهم من إقالة الحكومة وحل مجلسي الشعب والشورى، فخروج هؤلاء الشباب من الميدان يعني نهاية الثورة واستمرار النظام، وهو ما لم يكن يريده الإخوان، وفي يوم 11 فبراير اتصل بي عمر سليمان وكنت وقتها في شرم الشيخ وقال لي إن الإخوان تمكنوا بالفعل من الميدان وسيقتلون الثوار ويلقون المسؤولية على الجيش والنظام وسألني ما الحل؟ فقلت له لابد أن أتنحى وأبلغته بأنني اتخذت قراري حقنا لدماء هؤلاء الشباب، وحتى نفوت الفرصة على الإخوان فقال لي سليمان هذا قرار متسرع، فقلت له بحسم اذهب الآن وفوراً إلى وحدة البث المباشر وألق بيان التنحي، ولا تنتظر حتى تذهب لمبنى ماسبيرو، فالوقت لا يحتمل أن تراق قطرة دم واحدة، وكان لدي معلومات بما يعتزم الإخوان فعله من جرائم قتل وحرق وجر البلاد لحرب أهلية، وسحب الجيش لمواجهة مع المتظاهرين بما يؤدي لكارثة لا يعلم إلا الله مداها».
ويستكمل مبارك قائلاً «عرض علي عمر سليمان بيان التنحي، ورغم أنني في الليلة السابقة فوضته بالقيام بمهام رئيس الجمهورية إلا أن الحالة التي كان عليها ميدان التحرير في يوم 11 فبراير تستدعي تصرفا آخر، فالإخوان أعدوا خطتهم وهي نفس خطة وسيناريو رابعة، وتشمل العنف والدم والقتل لمن يجرؤ من الشباب على الخروج من الميدان، فالهدف هو إطالة أمد الأزمة وجر الجيش لمواجهة مع الشعب لاستنزافه فطلبت من عمر سليمان تغيير البيان وتكليف القوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد فنحن في حالة حرب حقيقية، وفي حالة الحرب يكون القرار للجيش».
ويضيف «مبارك» كما يقول الفنان حسن يوسف: «بعد التنحي جلست مع أسرتي في شرم الشيخ حتى جاء قرار إحالتي للمحاكمة، بتهمة قتل المتظاهرين وقبلت المحاكمة ورفضت أن أخرج من مصر ففيها ولدت وعليها تربيت وقاتلت الأعداء من أجلها، وليس حسني مبارك من يهرب، فقد كنت واثقا من براءتي والحمد لله أنصفتني شهادات قادة المجلس العسكري وقادة الشرطة أمام المحكمة ونفت عني تهمة إعطاء الأمر بقتل الثوار».
ويقول حسن يوسف: «أنا كمواطن مصري أدين لهذا الرجل بـ30 عاما شهدنا فيها الأمن والأمان والازدهار وزيارتي له جاءت من منطلق أخلاقي وإنساني لرجل مريض قدم لبلده الكثير، ولم يجد إلا الجحود والنكران», وأضاف أن الرئيس مبارك أبلغه أنه يتابع كل ما يجري في مصر ويشعر كثيرا بالقلق على أحوالها.
ولم يخش الفنان حسن يوسف من توجيه انتقادات له بسبب زيارته للرئيس الأسبق، حيث يقول «ليس من المنطق أو الأخلاق أن ننسى للرئيس مبارك أفعاله الطيبة ولا نذكر سوى مساوئه، ولا يوجد حاكم من أيام محمد علي وحتى الآن لم يخطئ سياسيا، وأرفض أن يقول أحد له المخلوع، فهذه إساءة بالغة وقلة أدب».
وأكد «يوسف» أن اللقاء لم يخل من الفكاهة والدعابة، حيث سأله مبارك عن أخباره الفنية، فكانت إجابته إنه بلا عمل منذ 3 سنوات ويجلس في منزله ليقوم بتقشير البصل والبطاطس.
فضحك «مبارك» وسأله عن السبب وراء ذلك، فأكد له «يوسف» أن هناك تدهوراً في أحوال السينما والدراما بشكل كبير.
وطلب مبارك من حسن يوسف وفريد الديب البقاء معه للمساء حتى يحتفلا بعيد ميلاده، ويقطعا معه التورتة إلا أنهما اكتفيا بتناول الشيكولاتة والقهوة معه.