أعرف أن خالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية يعرفنى جيداً.. وامتدت صداقتنا عبر عشرين سنة حافلة بدوام التقدير وتبادل الاحترام رغم الخلافات الكثيرة بيننا فى الرؤى والأفكار والطموحات.. ولم ولن يغضب خالد زين من أى انتقاد له أكتبه وأقوله لأنه يثق أنه ليس هناك دوافع شخصية أو حسابات خاصة، وإنما هى المصلحة العامة وكلمة أؤمن بها أقولها وأمضى إلى حال سبيلى..
ونفس الكلام أقوله عن معظم أعضاء مجلس إدارة اللجنة، الذين رغم كل شىء وأى خلاف أبقى شديد الاعتزاز بصداقتهم والحوار الدائم معهم.. واليوم أقول لخالد زين وكل أعضاء مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية إن اجتماعهم الأخير، أمس الأول، كان محبطاً وخائباً.. فقد كنت أتخيل وأتمنى اجتماعاً أوليمبياً يناقش كل الحقائق الرياضية الجديدة على أرض مصر، بعد أن نالت اللجنة الأوليمبية المصرية استقلالها عن الحكومة أو اقتربت من ذلك.. كنت أتخيله وأتمناه اجتماعاً يدرك أصحابه أن الأمر أكبر وأعمق من مجرد قانون جديد للرياضة، وإنما تحتاج فوضى الرياضة التى نعيشها كلنا الآن لكثير من الترتيب والتحديد والتوضيح.. إلا أننى فوجئت بمجلس إدارة اللجنة الأوليمبية فى أول اجتماع كامل له بعد كل العواصف التى كانت يقرر تأجيل مناقشة قانون الرياضة، وتصبح من أولويات الاجتماع الموافقة على تنظيم اتحاد كرة اليد مباراة استعراضية فى شهر يونيو المقبل بين منتخب مصر ومنتخب العالم..
وأيضاً الاتفاق على التقدم بطلب لوزارة الرياضة بقصد الحصول على موافقتها لاستضافة ألعاب البحر المتوسط تحت 20 سنة.. وهى أمور قد تكون عادية وطبيعية فى أوقات وظروف أخرى غير التى نعيشها الآن فى مصر رياضياً وسياسياً واقتصادياً أيضاً.. وأن تجتمع اللجنة الأوليمبية فى هذه الظروف لتبحث تنظيم مباراة استعراضية فى كرة اليد أو تطلب استضافة ألعاب لا يشاهدها أحد ولا يلحقها أو ينشغل بها إعلام العالم.. فليس لذلك معنى إلا أننا أمام مجلس لا يدرك حقائق زمنه الحالى، ويمكن اتهام رئيسه وأعضائه بأنهم هاربون من أدوارهم..
وعلى الرغم من أننى لا أملك أى شرط من تلك الواجب توافرها فيمن ينضم بالانتخاب لهذا المجلس.. إلا أننى لو تخيلت نفسى مؤقتاً رئيساً للجنة كنت سأصرف النظر عن أى جداول أعمال تقليدية أو غير مهمة، وأعددت قائمة بما ينبغى على المجلس مناقشته والتقليب فى ملفاته.. وطالما اللجنة هى التى تصيغ القانون الجديد..
فمن المؤكد أن هناك اتفاقاً عاماً على المبادئ الأساسية التى يجب تقديمها للاتحادات الرياضية ليبدأ كل منها الشروع فى إعداد لائحته الجديدة.. وكنت سأناقش أيضاً وضع اللجنة الأوليمبية نفسها فى القانون الجديد، وأدعو زملائى ومختلف الخبراء والمتخصصين لإعداد لائحة جديدة للجنة تتضمن تغيير نظام انتخاباتها وتقنين مواردها المالية، سواء من الدولة أو من إدارة جديدة للتسويق لابد أن تبدأ عملها فوراً.. وكنت سأدعو وزراء الشباب والرياضة العرب الذين اجتمعوا مؤخراً فى شرم الشيخ لأن يتخلوا عن كثير من امتيازاتهم لمصلحة اللجان الأوليمبية العربية باعتبارها الأحق والأولى.. وأيضاً خاطبت اللجان الأوليمبية فى كل الدول التى تتعنت مع بعثات مصر الرياضية حتى الآن.