x

كرواتيا تثق في تفجير مفاجأة جديدة بالمونديال

الثلاثاء 06-05-2014 10:05 | كتب: الألمانية د.ب.أ |
منتخب كرواتيا منتخب كرواتيا تصوير : آخرون

منذ تفكك يوغسلافيا السابقة في 1991 ظل المنتخب الكرواتي هو الأكثر جذبا للاهتمام والأكثر نجاحا من بين منتخبات الدول التي أسفر عنها هذا التفكك.

وانضم الاتحاد الكرواتي لكرة القدم إلى عضوية الاتحاد الدولي «فيفا» بعد أقل من عامين من انفصالها عن يوغسلافيا.

ومنذ ذلك الحين، ترك المنتخب الكرواتي بصمة واضحة على ساحة كرة القدم الأوروبية والعالمية. ولذلك يشعر أنصار الفريق بالحزن ويغضبون من الإشادة التي يصبها نيكو كوفاتش، المدير الفني للفريق، على المنتخب البرازيلي، حيث يعتبره المرشح للفوز في المواجهة بين الفريقين بالمباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وتبدو هذه الإشادة من كوفاتش أمرا مفهوما لأن المنتخب البرازيلي يخوض البطولة على أرضه ووسط أنصاره، كما يحظى الفريق بتاريخ وخبرة أكبر نتيجة مشاركته في جميع بطولات كأس العالم السابقة وفوزه باللقب في خمس من هذه البطولات، ليكون هو صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب.

وفي المقابل، ومع استبعاد الـ19 مباراة التي خاضها المنتخب الكرواتي في فترة الحرب العالمية الثانية، يقتصر تاريخ مشاركات الفريق على الساحة الدولية على 21 عاما مضت.

وقال كوفاتش: «المنتخب البرازيلي هو المرشح للفوز ليس فقط بصدارة مجموعتنا ولكن بالبطولة كلها».

ومنذ إجراء قرعة البطولة، في أواخر العام الماضي، يردد كوفاتش أن منتخبات كرواتيا والمكسيك والكاميرون ستتصارع سويا على المركز الثاني في المجموعة الأولى وحجز البطاقة الثانية من هذه المجموعة لمرافقة المنتخب البرازيلي إلى الدور الثاني.

وأغضبت هذه النبرة الصادمة الكثير من أنصار المنتخب الكرواتي، خاصة أن لاعبي كرواتيا كانوا مفتاح فوز يوغسلافيا في الماضي بلقب كأس العالم للشباب عام 1987 وكانوا العنصر الأساسي في قوة الفريق على مدار سنوات طويلة، وكان الحظ العاثر فقط وراء هزيمة المنتخب اليوغسلافي أمام المنتخب الأرجنتيني، بقيادة الأسطورة دييجو مارادونا، في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا.

وبعد تفكك يوغسلافيا، برهن المنتخب الكرواتي على أنه الأفضل بين منتخبات هذه الكتلة المتفككة، حيث تأهل لأربع من خمس بطولات كأس العالم التالية لتاريخ هذا التفكك، وفشل فقط في بلوغ مونديال 1994 بالولايات المتحدة، ولكنه فاز بالمركز الثالث في البطولة التالية عام 1998 بفرنسا، كما تأهل لأربع من خمس بطولات لكأس الأمم الأوروبية منذ ذلك الحين، وكانت أولاها عام 1996 بإنجلترا.

ونظرا لهذا التواجد القوي على الساحتين العالمية والأوروبية في السنوات الماضية ، يتوقع أنصار المنتخب الكرواتي دائما نتائج طموحة وكبيرة من فريقهم، ولا يختلف هذا بشأن مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.

ولكن التوقعات والتنبؤات في الرياضة صعبة دائما ومن الصعب التأكيد على واقعيتها، وخاصة مع فريق أظهر قابليته لتحقيق المفاجآت والقدرة على تقديم عروض ونتائج قوية مثلما حدث من المنتخب الكرواتي في السنوات الماضية، وأيضا في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال البرازيلي.

ويحفل هجوم وخط وسط الفريق بالعديد من النجوم، مثل لوكا مودريتش، نجم ريـال مدريد الإسباني، وماريو ماندزوكيتش، مهاجم بايرن ميونخ الألماني، وإيفان راكيتيتش، لاعب أشبيلية الإسباني، ما يجعل هجوم الفريق قادرا على إزعاج وضرب أى خط دفاع.

ويفتقد المنتخب الكرواتي جهود ماندزوكيتش في المباراة الافتتاحية للمونديال أمام البرازيل بسبب الإيقاف لطرده في المباراة الأخيرة للفريق بالتصفيات والتي فاز فيها المنتخب الكرواتي على نظيره الأيسلندي «2/ صفر» في نوفمبر الماضي.

ولكن ماندزوكيتش، صاحب الأهمية الكبيرة في هجوم الفريق، سيعود للمشاركة ضمن صفوف المنتخب الكرواتي في المباراتين التاليتين بالبطولة.

وقال دانيال سوباسيتش، حارس مرمى موناكو الفرنسي والمنتخب الكرواتي، قبل مباراة الفريق التي تعادل فيها وديا مع سويسرا «2/2» مؤخرا: «ماندزوكيتش من أفضل المهاجمين الأوروبيين، ولسنا غير مهتمين بغيابه عن صفوف الفريق».

ويتميز مودريتش بأنه لاعب خط وسط قادر على المشاركة في الهجوم أو صناعة الأهداف لزملائه، سواء من وسط الملعب أو من الجانبين.

واستعاد مودريتش مستواه العالي في الفترة الماضية وأصبح من أبرز العناصر في الريال بعدما عانى من تذبذب مستواه في فترته الأولى مع الفريق الملكي والذي انضم إليه في 2012.

ويتميز راكيتيتش، البالغ «26 عاما»، المولود بسويسرا ، بأنه الأصغر سنا من بين اللاعبين الثلاثة، وسبق له اللعب في منتخبات الشباب بسويسرا، ولكنه اختار اللعب لكرواتيا، كما نال شارة القيادة في أشبيلية العام الماضي، وذلك بعد عامين فقط من انتقاله لصفوف الفريق الإسباني.

ويملك كوفاتش بدائل إضافية في الهجوم من خلال إيفيكا أوليتش، مهاجم فولفسبورج الألماني، وإدوارد دا سيلفا «برازيلي الأصل»، مهاجم شاختار دونيتسك الأوكراني، ونيكيتشا ييلافيتش، لاعب هال سيتي الإنجليزي.

ويبدو خط دفاع المنتخب الكرواتي أقل سطوعا من خطي الوسط والهجوم، ولكن اللاعبين المخضرمين في هذا الخط يؤدون دائما بشكل أفضل مما قدموه من أداء في مباراة سويسرا، التي أقيمت بين الفريقين في الخامس من مارس 2014، حيث جاء هدف سويسرا نتيجة ارتباك وأخطاء دفاعية.

ويسافر المنتخب الكرواتي إلى المونديال البرازيلي بدون أكثر لاعبيه مشاركة في المباريات الدولية، وهو جوسيب سيمونيتش، مدافع دينامو زغرب الكرواتي، بسبب الإيقاف أيضا نتيجة واقعة أخرى على هامش المباراة أمام أيسلندا بالملحق الأوروبي الفاصل من التصفيات المؤهلة للمونديال.

وأدى سيمونيتش، على أرض الملعب، تحية مؤيدة للنازي عقب تأهل الفريق للمونديال لتفرض عليه عقوبة الإيقاف عشر مباريات ويتبدد أمله في المشاركة بالمونديال.

ورغم هذا، لا يزال لدى الفريق أمل كبير في تقديم عروض قوية ونتائج جيدة ومركز متقدم في المونديال.

وفي المقابل، يبدو تقدير كوفاتش نفسه للفريق غامضا، وقال كوفاتش: «الجميع يحلمون بالنجاح.. حلمنا هو بلوغ المباراة النهائية، ولكن فرقا أخرى لديها نفس الفرص.. نود أن نكون مفاجأة البطولة».

ويرى كوفاتش أن فريقه يمكن أن يفاجئ الجميع بالتقدم إلى الأدوار النهائية إذا عبر الدور الأول «دور المجموعات»، ويبدو أن مشجعي هذا المنتخب سينزعجون بشدة إذا كانت المفاجأة هى الخروج المبكر من البطولة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية