x

لوكا مودريتش.. أن تحمل 4 ملايين كرواتي فوق كتفيك

الثلاثاء 06-05-2014 10:00 | كتب: محمد المصري |
الكرواتي لوكا مودريتش خلال مؤتمر صحفي عقب تقديمه باستاد سانتياجو بيرنابو، مدريد، 27 أغسطس 2012. الكرواتي لوكا مودريتش خلال مؤتمر صحفي عقب تقديمه باستاد سانتياجو بيرنابو، مدريد، 27 أغسطس 2012. تصوير : رويترز

«نحن أمة صعبة جداً، ليس لدينا سوى 4 ملايين شخص، ولكن توقعاتهم كبيرة منا، يريدون أن نصنع أشياء ضخمة، وإذا لم نفعل ذلك.. سيشعرون بخيبة الأمل».

عداد الوقت يُشير إلى الدقيقة 118 من مباراة كرواتيا وتركيا في رُبع نهائي أمم أوروبا عام 2008، عداد النتيجة 0-0، هجمة كرواتية غير جادة لإنهاء الوقت حتى ركلات الجزاء، فقط تلك اللمسة من «لوكا مودريتش» جعلت الفريق يأخذ الهجمة الأخيرة على محمل مُختلف، تمريرة وضعت «كلازينيتش» في مساحة يمنى فارغة مُتسعة، تحرك الفريق بأكمله للأمام، ورغم العرضية اليائسة التي ارتطمت بلاعب تركي، إلا أن «مودريتش» لم ييأس، لَحق بالكرة قبل أن تعبر لضربة مرمى، طَوَّعها تماماً، التفت بجسده، رَفع عينيه، عرضية مثالية على رأس البديل «كلازينيتش»، هدف، كرواتيا تضع تسعة أصابع في نصف النهائي للمرة الأولى بتاريخها، ويتبقى فقط 90 ثانية.


Turkey vs Croatia (Euro 2008) HQ by discbreaker

الفرحة الهيستيرية للكروات في ملعب «إرنست هابل» بفيينا تحولت لصمتٍ تام بعدها بدقيقة، حين تعادل الأتراك في الدقيقة 121، عادَ الجميع إلى الأرضِ وأدركوا أن عليهم تحمل ضربات جزاء عصيبة ضد فريق بمعنويات أعلى بكثير من أجل تحقيق أكبر إنجاز للبلد الصغير منذ معجزة دافور سوكر وأصدقائه في فرنسا 1998.

«إذا لم نفعل ذلك سيشعرون بخيبةِ الأمل»، «مودريتش» كان عليه أن يحمل ثقل خيبة الأمل لأربعة ملايين مواطن في بلده حين أضاع ركلة الجزاء الأولى، وأصبح واضحاً أن الأتراك هم من سيذهبون أبعد، وسينسى الجميع أداءه الاستثنائي وتسجيله هدف الفوز الوحيد ضد النمسا في المباراة الافتتاحية، وقوفه ضد لاعبين بقامة بالاك وشفانشتيجر في إنجاز الفوز على ألمانيا في المباراة الثانية، ثم الصعود بنقاطِ المجموعة كاملةً، سينسى الجميع كل شىء، سينسون حتى اختياره ضمن فريق البطولة في النهاية، وللمرة الأولى للاعب كرواتي منذ «سوكر»، وما سيبقى هو ركلة الجزاء التي ضلّت لخارج المرمى من اللاعب الذي مثّل، في دقائق قليلة، الأمل وخيبته لكل مواطن في بلاده.

«مودريتش» لم تتسنَّ له الفرصة بعد ذلك كى يَمحي آثار تلك اللحظة، كانت مسيرته تزدهر مع «توتنهام»، أعاد الفريق لواجهة الأندية الإنجليزية رفقة جيل استثنائي للنادي قوامه جاريث بيل، رافائيل فان دير فارت، آرون لينون، وليام ديفو، وكان هو العمود الذي يُقام عليه كل شىء، الوصول لدوري أبطال أوروبا، التأهل لربع النهائي، الفوز بجائزة أفضل لاعب في توتنهام عام 2010/2011، واحد من أفضل لاعبي الوسط في أوروبا، ومفاوضات طويلة الأمد انتهت بتواجده مع جلاتيكوس ريال مدريد الجديد، ولكن كل هذا لم يُغير من مرارة الحلق التي يشعرها في كل مرة يتذكر فيها خيبة «يورو 2008»، خصوصاً أن شيئاً آخر لم يحدث بعدها مع منتخب بلاده يمحي تلك الذكرى، فشل في التأهل لكأس عالم 2010، التواجد في مجموعة حملت طرفي النهائي في «يورو 2012»، وأداء رائع لن يتذكره أحد في ظل الخروج من الدور الأول بعد إحراج بطل أوروبا ووصيفه اللاحق.

تلك المرة يحضر «مودريتش» إلى البرازيل وهو في التاسعة والعشرين من عمره، بعد موسم مُذهل مع ريال مدريد جعله، بصورةٍ أو بأخرى، لاعب الفريق الأهم، حمل على كتفيه عبء وسط الملعب كاملاً في ظل مهام دفاعيَّة قليلة لثلاثي الـ«بي.بي.سي» في المقدمة، وفي ظل انخفاض مستوى «تشابي ألونسو» المتناسب مع ارتفاع سنه، قاطِع للكرات، ممرر رائع، مُصَوّب بين الحين والآخر حين يحتاجه الفريق، نضوج كامل مع أفضل نسخة للريال خلال العقد الأخير، ولكنه الآن يجب عليه أن يحمل ما هو أكثر، توقعات أمته الصّعبة، صناعة الأشياء الضخمة، لماذا لا نحلم ببرونزية جديدة؟، «مودريتش» عليه أن يذهب بعيداً في كأس عالم ربما يكون الأخير له، كى لا تصبح ذكراه الأهم مع المنتخب هى صناعة هدف في الدقيقة 119، ثم ضربة جزاء ضائعة عصفت بكل شىء.

«كل مباراة سنقع تحت نفس الضغط، لا يوجد لدينا الكثير لنخسره، سنذهب في كل مرة للفوز فقط، وأنا متأكد أننا سنلعب بشكلٍ جيد، وأتمنى فقط أن تكون لدينا نتائج جيّدة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية