x

جنوب أفريقيا 2010.. أندريس إنييستا: «سمعت الصمت الذي يسبق المجد»

الإثنين 05-05-2014 13:07 | كتب: الألمانية د.ب.أ |
نجم كرة القدم الإسباني أندريس إنييستا نجم كرة القدم الإسباني أندريس إنييستا تصوير : اخبار

في 11 يوليو 2010، سمع نجم كرة القدم الإسباني أندريس إنييستا صوت الصمت خلال المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

وتواجد أكثر من 80 ألف مشجع في المدرجات باستاد «سوكر سيتي» في جوهانسبرج، لكن لاعب الوسط الشهير والمتألق أندريس إنييستا يرى أن كل شيء توقف لثانية فقط قبل أن يسجل أهم هدف في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

وقال إنييستا، في برنامج «إنفورمي روبنسون» بالتليفزيون الإسباني، قائلا: «من الصعب أن تسمع الصمت، ولكنني سمعته في هذه اللحظة وأدركت أن الكرة في طريقها لداخل المرمى».

وربما كانت هذه المقابلة التليفزيونية هي المقابلة التي تحدث فيها لاعب برشلونة الخجول بشكل أكثر انفتاحا عن أعظم لحظة في مسيرته الكروية.

وكانت لا تزال هناك أربع دقائق متبقية على انتهاء الوقت الإضافي للمباراة النهائية بالبطولة وكانت النتيجة هي التعادل السلبي.

وخاض المنتخب الهولندي الفترة الأخيرة من المباراة بعشرة لاعبين فقط لطرد أحد لاعبيه في هذه المباراة التي مارس فيها الفريق خشونة هائلة وكان الفريق في انتظار ضربات الترجيح.. وتراجع مستوى اللياقة والطاقة في كل من الفريقين ولكن المنتخب الإسباني، أكد أنه ما زال يمتلك بعض هذه الطاقة.

كانت هجمة طويلة، سارت الكرة من خيسوس نافاس إلى إنييستا ثم سيسك فابريجاس وعادت لنافاس ومنه إلى فيرناندو توريس ثم فابريجاس مجددا، قبل أن يمررها لإنييستا الذي لمس الكرة مرتين فقط الأولى للسيطرة عليها وتهيئتها لنفسه واللمسة الأخرى كانت التسديدة.

واستغرق هذا كله ثوان قليلة بالنسبة للمتابعين لهذه المباراة في كل أنحاء العالم ولكنه لم يكن هكذا لإنييستا.

ويتذكر «إنييستا»: «توقف كل شيء، ولم يكن هناك سواي والكرة.. مثلما ترى لقطة بالتصوير البطيء.. هكذا بدا الأمر بالنسبة لي».

لم يكن مجرد هدف في نهائي كأس العالم، كان هذا هو الهدف: التسديدة التي أنهت عقودا من الغضب والضيق لدى المشجعين الإسبان، كان هذا هو الهدف الذي منح إسبانيا أول لقب لها في بطولات كأس العالم بعدما كان أفضل إنجاز سابق للفريق هو عبور دور الثمانية مرة واحدة فقط في مونديال 1950 بالبرازيل.

رغم ارتدائه قميص أحد لاعبي الفريق المنافس «برشلونة»، احتفل المشجعون في كل استادات إسبانيا بهذا النجم في الموسم التالي عندما كان برشلونة هو الفريق الضيف في أي مباراة.

والحقيقة أنه حظي بأكبر حفاوة واستقبال حار عندما حل ضيفا على استاد فريق إسبانيول، المنافس اللدود لبرشلونة في نفس المدينة.

ولم يحظ اللاعب الراحل داني خاركي، الذي توفي في 2009 عن عمر يناهز 26 عاما بسبب أزمة قلبية داهمته، بتكريم وتقدير كالذي قدمه إنييستا إلى روحه عقب تسجيله هدف الفوز بلقب المونديال في 2010 وذلك أمام مئات الملايين من المشجعين الذين شاهدوا المباراة عبر شاشات التليفزيون في كل مكان بالعالم.

وكتب «إنييستا» بالإسبانية على قميصه الأبيض الداخلي «داني خاركي، معنا دائما».

وكشف إنييستا، خلال احتفاله بالهدف، عن قميصه الداخلي تكريما لروح خاركي الذي كان صديقا له منذ الطفولة.

وقال «إنييستا»: «يسعدني أن الناس لا يتذكروني أنا فقط ولكن أن يتذكروا داني خاركي أيضا».

ولا يشتهر إنييستا في إسبانيا بالأداء الفني الراقي الذي يقدمه في الملعب فقط ولكن أيضا بشخصيته الحصيفة المتواضعة.

ويقول النجم الشهير: «ما يراه الناس هو ما علمني والداي».

وترك إنييستا منزله في قرية «فيونتيلابيا» الإسبانية وهو في الثانية عشرة من عمره وسافر إلى برشلونة ليتطور كلاعب كرة قدم في أكاديمية «لاماسيا»الشهيرة للناشئين والشباب بنادي برشلونة.

ولم يكن حجزه لمكان بالتشكيلة الأساسية للفريق الأول في النادي الكتالوني أمرا يسيرا، ولكنه أصبح قبل 2010 عضوا لا يمكن إنكار مكانه بين أبرز النجوم فى كرة القدم الإسبانية.

كان الموسم الذي سبق كأس العالم 2010 مروعا بالنسبة لهذا النجم الكبير، حيث تعرض لأربع إصابات عضلية كانت آخرها قبل شهرين فقط من السفر إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في المونديال.

واعترف «إنييستا»: «هذا اليوم قتلني، كان أحد الأيام التي شعرت فيها بأكبر قدر من الحزن.. لا يدرك الناس أن هناك أوقات عصيبة للغاية على مدار العام كله.. فقدت ثقتي وقتها في مستواي».

وسارت قصة إنييستا بالتوازي مع قصة إسبانيا، وأثارت الهزيمة «0/1» في أولى مباريات الفريق بمونديال جنوب أفريقيا الشكوك حول قدرة الماتادور الإسباني على المنافسة على اللقب.

ولكن الفوز على هندوراس «2/0»، ثم تشيلي «2/1»، ساعد الفريق في العودة لأجواء البطولة تحت قيادة مديره الفني فيسنتي دل بوسكي.

وأوضح «إنييستا»: «كأس العالم الحقيقية بدأت في دور الستة عشرة».

وتغلب المنتخب الإسباني على نظيره البرتغالي «1/0» في دور الستة عشر ثم على باراجواي بنفس النتيجة في دور الثمانية وألمانيا بنفس النتيجة في المربع الذهبي ليبلغ النهائي في جوهانسبرج.

وقبل يوم واحد من المباراة النهائية، فحص راؤول مارتينيز، طبيب الفريق، حالة إنييستا ووجد أن كل شيء على ما يرام أخيرا بالنسبة لهذا اللاعب.. وبدا أن وقت إنييستا حان، كان هذا وقت سماع الصمت الذي سبق المجد.

منتخب إسبانيا

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية