ربما يبدو هدفا خياليا، ولكن المدرب ميجيل هيريرا، المدير الفني للمنتخب المكسيكي، يؤكد أن هدفه هو بلوغ المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وقاد «هيريرا» المنتخب المكسيكي إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل بعدما كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الغياب عن البطولة ولكن هذا المدرب الذي تولى تدريب الفريق قبل الدور الفاصل أمام المنتخب النيوزيلندي في تصفيات المونديال وضع لنفسه ولفريقه هدفا أقل ما يوسف به بأنه مبالغ فيه.
وقال «هيريرا»: «خطتي هي أن نبدأ الرحلة بعيوننا مسلطة على المباراة النهائية».
ويحظى المنتخب المكسيكي بتاريخ طويل وحافل في بطولات كأس العالم، حيث شارك في النهائيات 14 مرة لكن أفضل إنجاز للفريق كان بلوغ دور الثمانية في بطولتي 1970 و1986 حيث أقيمت البطولتان في بلاده.
والحقيقة أن تعاقب أربعة مدربين على الفريق في 2013 يبدو أمرا يثير الشك بشأن قدرة الفريق على المنافسة.
وبعد قيادته الفريق إلى النهائيات، حصل «هيريرا» في ديسمبر الماضي على موافقة الاتحاد المكسيكي لكرة القدم بالاستمرار في منصب المدير الفني للفريق حتى يكون مسؤولا عنه في المونديال البرازيلي.
وتفرغ «هيريرا» لتدريب المنتخب المكسيكي بعد 11 عاما من العمل مع أندية الدرجة الأولى ولكن الفوز بلقب المونديال أو بلوغ النهائي يبدو حلما كبيرا وخياليا في الوقت الحالي.
وتنامت سمعة وشهرة «هيريرا» سريعا بعدما فاز بلقب الدوري المكسيكي مع فريق أمريكا في الموسم الماضي.
وكان فوزه بهذا اللقب مع أحد أبرز الأندية المكسيكية والأداء الهزيل والمروع للمنتخب المكسيكي في السنوات الماضية سببا في تدعيم موقفه لتولي مسؤولية الفريق بعدما نجح في العبور به إلى النهائيات بالفوز الكبير على المنتخب النيوزيلندي في الدور الفاصل.
واعتمد «هيريرا» في بناء المنتخب المكسيكي على فريق أمريكا مع تدعيمه بعدد قليل من العناصر من خارج الفريق.
ونجحت هذه التجربة، حيث أطاح «هيريرا» بالمنتخب النيوزيلندي وتأهل بفريقه إلى النهائيات المقررة في البرازيل منتصف هذا العام.
وقال «هيريرا»: «نريد صناعة التاريخ» ولكن سجل الفريق في بطولات كأس العالم يبدو متناقضا مع آمال وطموحات هذا المدرب، حيث خرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول في سبع مشاركات، وعلى مدار آخر خمس مشاركات للفريق في البطولة، كان أفضل إنجاز له هو بلوغ الدور الثاني.
وقال المدافع السابق هيريرا، الذي خاض حياة الاحتراف من 1987 إلى 2000: «نعلم أنه هدف صعب وأن التاريخ لا يساعدنا على هذا، ولكن إذا لم تكن تفكر في هذا مع بداية البطولة، فإنك تخوضها دون طموحات».
وأكد «هيريرا»، المعروف بلقب «القملة» على ضرورة تقديم بطولة جيدة في المونديال البرازيلي رغم الفرص الهزيلة للفريق من وجهة نظر الخبراء.
وأضاف: «الاتحاد المكسيكي يطالب بأن نخوض مباراة خامسة في المونديال (ببلوغ دور الثمانية) ولكن تفكيري يذهب لأبعد من هذا».
ونال «هيريرا» الإشادة في المكسيك على الأداء الهجومي الذي تتسم به الفرق التي يدربها.. وأصبح هذا الطابع الهجومي سمة للمنتخب المكسيكي، حيث يريد هيريرا قيادة الفريق إلى أفضل عروض في تاريخ مشاركاته ببطولات كأس العالم.
ويدرك «هيريرا» أن المنتخب البرازيلي هو المرشح الأقوى لصدارة المجموعة الأولى التي يخوض من خلالها فريقه فعاليات الدور الأول بالمونديال البرازيلي، خاصة أنه يخوض البطولة في بلاده، ورغم هذا، يشعر هيريرا بالثقة في قدرة فريقه على التأهل للأدوار التالية.
وشدد «هيريرا»: «آخر مباريات بين المنتخبين كانت متكافئة للغاية، وسنحاول تقديم مباراة جيدة ونحصد نقاط الفوز التي نريدها من هذه المباراة».
وينتظر أن يستعين المنتخب المكسيكي في المونديال بثمانية لاعبين لديهم خبرة بالأداء الأوروبي مثل المدافع المخضرم رافاييل ماركيز قائد الفريق واللاعبين الشابين إيزاك بريزويلا وكارلوس بينا.
وأكد «هيريرا» «تحتاج دائما إلى الذهاب لكأس العالم بنظرة لتغيير كل شيء والفوز بكأس البطولة، هل هذا أمر صعب؟ نعم، صعب للغاية، ونعلم هذا.. ولكن إذا لم تذهب للبطولة بهذا الأمل، فلماذا تذهب أساسا؟».