x

الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى يكشف تفاصيل لقائه المشير: طالبت السيسى بأن يسترد مصر

الأحد 04-05-2014 20:43 | كتب: محسن محمود |
السيسي يلتقي الأبنودي السيسي يلتقي الأبنودي تصوير : other

«تحدث عن أهم المشاكل التى تواجه مصر، عن الفقر والشباب، وتطرقنا فى الحديث عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وتجنبنا الحديث عن الانتخابات الرئاسية».. بهذه الكلمات كشف الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى لـ«المصرى اليوم» تفاصيل لقائه بالمشير عبدالفتاح السيسى، المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث أكد أن اللقاء استمر ساعتين عقب زيارته الأخيرة للقاهرة أثناء الاحتفال بصدور ديوان المربعات.. فإلى نص الحوار:

■ فى البداية حدثنا كيف جاء لقاؤك بالمشير السيسى؟

- أثناء تواجدى فى القاهرة للاحتفال وسط أصدقائى بصدور ديوان المربعات، وعقب انتهاء الاحتفالية، وأثناء توجهى إلى منزلى فى القاهرة نظراً لعدم قدرتى على العودة إلى الإسماعيلية فى اليوم نفسه تلقيت اتصالاً لترتيب موعد للقاء المشير، وفى صباح اليوم التالى وقبل أن أعود إلى القرية التى أعيش فيها التقيته، وللعلم لم تكن هذه المرة هى أول رغبة للسيسى أن يرانى.

■ متى بدأت علاقتك بالمشير؟

- السيسى منذ كان قائداً للجيش فى ظل وجود الإخوان فى الحكم، أرسل لى أنه يريد أن يلتقى بى، لكنى رفضت بشدة أن يأتى إلى الإسماعيلية نظراً لأن مكانى غير مؤمن وأنا رجل بسيط ولا أستقبل شخصيات كبيرة فى مثل هذا المكان المتواضع «اللى يا دوب على قد أصحابي»، لكن أصر على الحضور، وسرعان ما تقلبت الأوضاع السياسية التى جعلته لا يستطيع الحضور.

■ وهل انقطعت العلاقة وقتها؟

- لم تنقطع، ففى الوقت الذى شاركت فيه فى احتفالية جامعة المستقبل وكتبت أشعارها، تحدث السيسى خلالها مع الحاضرين وأعرب عن سعادته بالاحتفالية ثم التقى بعدها بالأدباء والمثقفين والفنانين وبعدها أرسل لى شعار القوات المسلحة وشهادة تقدير، وكل هذا سابق لفكرة ترشحه للرئاسة، ولا أظن أنه كان فى ذهنه الترشح فى ذلك الوقت، وبالرغم من أننى متحفظ عادةً فإننى أيدت السيسى علناً عندما اتخذ موقفه العظيم فى 3 يوليو، وأنا كنت مع الشعب الذى اجتمع على مودة هذا الرجل، لذلك العلاقة بيننا كانت سابقة للقاء الأخير، خاصة لأننى أدركت أنه من المستحيل أن يسافر إلى الإسماعيلية فى ذلك الوقت، لكنه التقط فكرة أننى سأزور القاهرة وبعدها تم ترتيب اللقاء.

■ وأين كان اللقاء؟

- أنا لا أعرف المكان الذى التقينا فيه، وأنا فى مثل هذه الحالات أغمض عينى ولا أتلصص ولا أعرف أين كنا، لكن كنا فى المكان الذى أعلن منه خطاب الترشح، والذى انتقده الإخوة الذين يدعون الثقافة والثورية، لكن هذا المكان لا يوجد به جدران وكله زرع وخضرة، لذلك هو لم يتعمد أن يلتقط الصور وخلفه هذا المنظر وكأنه فى قطعة من الجنة.

■ وماذا دار بينكما؟

- استقبلنى خير استقبال، وشربنا القهوة سوياً، ورحب بى وذكّرنى باللقاءات التى لم تتم، ثم تحدثنا عن مصر، وسأتحدث فى البداية عن رأيى فى هذا الرجل لكل من معى أو ليس معى، وهذا الرأى للتاريخ والإنسانية، فهو رجل ذو بصيرة، وذو نظرة نافذة للأشياء، يستمع أكثر مما يتكلم بكثير، ويصغى جيدا، ويعرف المزيف من الحق، ويزن فى الحال ولديه فرازته، وهو يعلم كم الأخطار المحيطة به شخصياً، وكم الأخطار المحيطة بمصر بسببه مثل عبدالناصر.

■ هل تعنى أنه عبدالناصر جديد؟

- أنا أرى أنه سوف يقاتل، مثله مثل عبدالناصر، لأنه لا يهمه أن يرضى عنه الغرب أو غيره، ونحن نرى الغرب، وبالتحديد أمريكا تتراجع عن مواقفها التافهة، التى لا مبرر لها، والتى لا تليق بسياسيين يعتقدون أنهم سادة العالم، بل غلبهم السيسى قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية، فهو شخص هادئ لدرجة أنه يصيبك بالاطمئنان بالرغم من أننى شخصية قلقة، وأنا منذ التقيته لم أتحدث عنه كلمة واحدة فى الإعلام خوفاً من الاتهام بالمتاجرة، خاصة أن الهم أكبر بكثير من المتاجرة.

■ لكن رأيك يؤكد أنك منحاز للسيسى ضد حمدين.

- أنا مع السيسى وسوف أنتخبه لكنى لست ضد حمدين، لأن الاثنين يشربان من نفس البئر، وهى حب مصر، لكن السيسى شخصية مطمئنة نظراً لماضيه فى المخابرات، لذلك أنا أؤيد السيسى ولا أسمح بأن ينال أحد من حمدين، وكذلك من يؤيد حمدين لابد ألا ينال من شخص هذا الرجل العظيم، وأتمنى أن يحدث ذلك من قبل الحملتين.

■ وما أهم النقاط التى تحدث فيها مع المشير؟

- تحدثنا فى أهم مشكلتين سوف تواجهان أى حاكم يحكم مصر، هما الفقراء والشباب، الفقراء وما وصلوا إليه من تدنٍ فى المعيشة والحياة، ومما لا شك أننى أرى الفقراء عن قرب، والشباب كما نرى وما وصلوا إليه، بداية من المخدرات والألتراس، والشباب الذى يشتريه الإخوان بالأجر ضد الشرطة، خاصة لأننى مقتنع تماماً بأن من يقاتل فى الجامعات أمام الشرطة ليسوا إخوانا لأن عددهم قليل، والباقى كله ممول ويتقاضى أموالاً، نظرا للأحوال المعيشية السيئة التى يعيشون فيها، مستغلين أبناء الفقراء الذين يسكنون المدن الجامعية والذين يعتبرونهم كنزا مفتوحاً فى ظل الخلل السياسى إلى جانب البلطجية بالتأكيد، لذلك تحدث السيسى فى خطابه قائلاً: «لابد أن نسترد مصر»، ومصر لن تسترد إلا بالفقراء والشباب.

■ وهل تحدث معك فى كيفية استرداد مصر؟

- «هو قال إنت عجباك جملة لابد أن نسترد مصر، فقلت له هى دى الثورة، قلتها عفو الخاطر لكنها هى دى الثورة»، لأن الثورة سرقت ولابد أن نسترد مصر هدوءاً وتضحيةً وبناءً، ولا بد أن تحارب أعداءك وتنظف بلادك وتغير كل أجهزتك الإدارية الفاسدة، واسترداد مصر ليس كلمة سهلة، وإنما هو عمل ينخرط فيه الشعب بأكمله، وأنا أظن أن الشعب هينخرط، والمهم ربنا يكفيه شر من «يتنطط حواليه».

■ ولماذا لم تنصحه بالابتعاد عن هؤلاء؟

- فى الحقيقة هو بدأ يتخذ مواقف حادة تجاه الذين يتاجرون باسمه ويوهموننا بأن السيسى فى جيوبهم، لذلك منع أى شخص تابع للحزب الوطنى من أن يشارك فى حملته، بالإضافة إلى بعض السياسيين المتطفلين، وهناك أناس اعتقدنا أنهم ضمن الحملة الانتخابية لكنه استبعدهم.

■ وهل يعيش السيسى وسط حراسة مكثفة بالفعل؟

- الرجل يجلس بمفرده، يتأمل، ولم أر أى حراسة، ونحن نخرج من المكان فوجئت بمصور التقط لنا صورة، والصورة أو المنظر الخلفى هو نفس المكان الذى ظهر به خلال خطاب الترشح، وكلامى معه كان من منطلق المسؤولية الكاملة، وأنهينا هذا الحوار بصورة فيها احترام للكلمة التى تقال.

■ وما رأيه فى عبدالناصر؟

- هو كان متحفظا فى الحديث عن ناصر نظرا لكثرهة ما قيل عن التقارب بينهما، وهو من وجهة نظرى ليس عبدالناصر، لأن ناصر صنعته الظروف، وهذا الرجل لم يبدأ بعد حتى تصنعه ظروفه، والسيسى لم يشف تجربة عبدالناصر خاصة أن الظروف العالمية تغيرت كثيراً، والمطامع أصبحت أكثر وأوضح، ومصر منذ قديم الأزل لم يكن فيها هذا العدد من الجواسيس، وفى زمن ناصر مثلاً عندما يتم القبض على جاسوس «تنقلب الدنيا»، أما الآن فمصر تحتاج إلى جهد كبير جداً حتى ننظفها من جواسيسها، والكثير من القوى السياسية أصبح انتماؤها للخارج، نظراً لأن تمويلها من الخارج، لذلك أصبحت الجاسوسية نوعاً من العمل الوطنى، وهذا سوف يستغرق وقتاً حتى نرتد ونعود مصريين ومخلصين لتراب هذا البلد.

■ هل تطرقت فى حديثك معه عن الإرهاب وكيفية التخلص منه؟

- تحدثنا فى جميع التفاصيل على مدار ساعتين، وهو طمأننى أنه رجل فاهم وليس متطيراً، «لا يحفظ صم»، لا يقول كلاما قيل من قبل، يرى الواقع بصورة حقيقية بسيطة، وأيضاً تجربته القديمة منحته هذه المساحة من الهدوء فى النظر للأشياء، وعقب انتهاء الجلسة أصر على أن يوصلنى إلى الباب، فهو رجل كريم وجدع وابن بلد ونبض البنى آدم المصرى، وكنت قد التقيت رؤساء كثيرين ويظل طوال الوقت هو رئيس وأنت مواطن، لكن السيسى مختلف، ولم يحدث أن قمت مستريحا بهذا الشكل خلال لقائى بالرؤساء ولا مؤمناً بأن يكون لنا مستقبل نظيف مع هذا الرجل، فمثلاً الكلام عن العسكر وأسلوبهم فى التعامل لا تشعر أنه عسكرى، خاصة لأنه كان فى جهاز المخابرات، ولا تشعر أيضاً أن رواح البدلة العسكرية على جسده، وأقصد بكلامى أن الجيش يخضع للأوامر، بينما أنت أمام شخصية هادئة كنهر النيل، وأنا أتحدث لك بأمانة لأننى أتحدث عن مستقبل بلد، والسيسى لم يلتق بى حتى أقول هذا الكلام عنه، وكان يعتقد أننى لن أتحدث فيه لأن علاقتنا سابقة عن الترشيح.

■ وما رؤية أصدقائك والمقربين منك لزيارتك للسيسى؟

- اتصل بى فى اليوم الثانى الأستاذ هيكل وقال لى أنت قابلت السيسى؟ فقلت له نعم، فرد علىّ قائلا برافو، وهيكل يعرفنى جيدا أننى لست لاعب أكروبات ولا بلياتشو، ويعرف أنى نقلت رؤيتى الحقيقية للرجل، وأنا أيضا لست من ضمن المتحلقين حول هيكل لأنى أحبه حبا حقيقيا وساعات يتصل بى، وأنا أيضا عندما أشعر أن الغياب طال أتصل به.

■ لو قدم لك حمدين نفس الدعوة.. هل كنت ستلبى دعوته؟

- حمدين لو انتبه وهو الذى دعانى كنت سأخرج من لقاء السيسى وأذهب إليه، لكن حمدين يعتب علىّ، كان ينتظر أن أدعمه.. مع تواضعى، لأنى لست قوة سياسية تُسقِط أو تعمل على إنجاح أى مرشح، لكنى من أول لحظة مع السيسى بكل ما أملك من إخلاص ووعى ولست بمفردى، بل لأول مرة أرى ميدان السكة الحديد فى قناة كله «عمم»، بل تناسوا الثأر وخلافاتهم وتوحدوا فى هذه اللحظة، ولم يستطع أى شخص أن يقول لهم انتخبوا فلانا أو علانا، لأنهم كانوا يعتقدون أن الإخوان أهل دين، واكتشفوا أنهم أهل ضلال، خروج الصعايدة للسيسى هو نفس خروجهم لعبدالناصر عندما كانوا ينتظرونه على قضبان السكة الحديد حتى يشيروا إليه بأكفهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية