أوضاع الصحفيين فى مصر أصبحت أكثر سوءًا، لأنهم يدفعون ثمن تبرؤ مؤسساتهم منهم.
هكذا بدأ ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، حديثه لـ«المصرى اليوم» تزامناً مع اليوم العالمى لحرية الصحافة، مؤكداً أن النقابة نظمت دورات السلامة المهنية للصحفيين، وأنه تم تشكيل لجنة لبحث كيفية توزيع السترات الواقية التى تسلمتها النقابة من وزارتى الدفاع والداخلية.. وإلى نص الحوار:
■ بداية، كيف ترى أوضاع الصحافة والصحفيين المصريين تزامناً مع اليوم العالمى لحرية الصحافة؟
- الصحفيون يعانون إهمال مؤسساتهم الصحفية بشكل كبير، لأن بعض المؤسسات لا تحمى شبابها، وأول ما تبدأ بفعله لو تعرض أى منهم لأزمة هو أن تتخلى عنهم، وتخلى مسؤوليتها عنهم، وتعتبرهم (متدربين) لديها، بينما الأزمة الكبرى أصبحت متمثلة فى كيفية تعريف الصحفى، خاصة أن أغلب من يعانون من أزمات وكوارث المهنة، سواء بالقتل أو الإصابة أو الاعتقال- شباب.
وهناك 8 صحفيين قُتلوا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، قتل 3 منهم قبل ثورة 30 يونيو، بينما قُتل 5 آخرون بعدها، وهم بالترتيب كالتالى أحمد محمود، الصحفى بالأهرام، قُتل يوم 28 يناير 2011، والحسينى أبوضيف، قُتل فى ديسمبر 2012 فى عهد المعزول مرسى، ويليه صلاح الدين حسن صلاح الدين، والذى قُتل فى بورسعيد يوم 28 يونيو 2012، وهو صحفى غير نقابى. وبعد ثورة 30 يونيو، سقط 5 شهداء جدد للصحافة، وأخيرًا تأتى الشهيدة ميادة أشرف، التى قُتلت مؤخرًا فى أحداث عين شمس بين قوات الأمن والإخوان.
■ وماذا عن الصحفيين المعتقلين؟
- لدينا 5 صحفيين نقابيين مقبوض عليهم، وجميعهم إخوان وفى قضايا لا علاقة لها بالصحافة، وجميعهم أمام المحاكم أو النيابة، فضلاً عن 3 صحفيين آخرين مضبوطين فى قضية خلية الماريوت، وأرسلنا محامين من النقابة لمساندتهم فى القضية، كما تدخلنا لدى وزير الداخلية لتحسين ظروف حبسهم.
■ ما الإجراءات التى اتخذتها النقابة مؤخرًا لحل أزمات الاعتداء على الصحفيين؟
- بدأنا يوم 3 مايو الجارى، تزامناً مع اليوم العالمى لحرية الصحافة، إطلاق دورات تدريبية للصحفيين على السلامة المهنية أثناء العمل، بمشاركة 3 من المدربين الدوليين الحاصلين على شهادات اعتماد للسلامة المهنية من الاتحاد الدولى للصحفيين، حيث تتم هذه الدورات بتمويل كامل من جمعية الصحفيين الإماراتية، فضلاً عن نحو 260 صحفياً وصحفية من مختلف الصحف اليومية والحزبية والخاصة ولمدة 6 أيام، كما استعرنا من وزارتى الدفاع والداخلية سترات واقية وخوذات للصحفيين الميدانيين لحمايتهم أثناء التغطيات الحية.
وقضايا الاعتداء على الصحفيين تنظر أمام القضاء حالياً، والإفتاء فى أمور قضائية مخالف للضمير، والحديث عن أن هذا الشخص قتل زميلا، ونشر هذا الرأى فى وسائل إعلامية أو على مواقع التواصل الاجتماعى- يجعل ممن نشر هذا مشاركاً فى الجريمة، وقضية ميادة تنظر حالياً أمام النيابة، وأرجو من كل مَن لديه أى شهادة أن يتقدم بها للنيابة أو فى مذكرة قانونية للنقابة، خاصة أن القِصاص يكون بإثبات التهمة على القاتل.
■ ومن يتحمل مسؤولية الاعتداءات المستمرة على الصحفيين؟
- وزارة الداخلية تتحمل مسؤولية الاعتداء على الصحفيين خلال تغطية أحداث العنف، ولذلك عقدنا اجتماعاً مع وزير الداخلية، واتفقنا على تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين النقابة والوزارة لحماية الصحفيين الميدانيين بأسمائهم.
وأريد أن أقول بأن النقابة تحاول القيام بدورها فى حق الزملاء الشهداء الذين قتلوا أثناء تأديتهم واجبهم، حيث اتخذت قراراً فورياً باعتبار غير النقابيين أعضاء شرفيين بها، وقررت صرف معاش شهرى لأسر الشهداء، كما خاطبنا محافظ القاهرة، واتفقنا معه على إطلاق أسماء بعض شهداء الصحافة على شوارع العاصمة.
■ تم الإعلان مؤخرًا عن مقتل المتهم بقتل ميادة.. كيف ترى ذلك؟ وهل هدفه تهدئة الرأى العام؟
- لن أتدخل فى مثل هذا الأمر، لأنه ما زال منظورًا أمام نيابة الحوادث ونيابة أمن الدولة.
■ نظم مجلس نقابة الصحفيين وقفة احتجاجية على سلالم النقابة عقب إصابة الزميلين خالد حسين وعمرو السيد.. هل هذا هو الإجراء التصعيدى الأنسب خاصة بعد أن حاولت عدة أطراف المزايدة على الأمر؟
- الوقفة كانت إجراءً رمزياً للتصعيد ضد الهجوم المستمر على الصحفيين، فضلاً عن أننا طالبنا الصحفيين الميدانيين بالإضراب عن العمل احتجاجاً على استهدافهم، لكن الصحفيين أنفسهم الذين يتم استهدافهم لم يلتزموا بهذا الإجراء.
وهناك من يتحدث عن الاحتجاب كوسيلة لإنهاء هذه التعديات التى يشهدها زملاؤنا أثناء تغطية أحداث العنف، لكن أود أن أؤكد أنه لا يتعدى كونه إجراءً تصعيدياً، وخطوة أخيرة من خطوات التصعيد.
■ ما ردك على الاتهامات المستمرة لك ولمجلس النقابة بالتقصير حيال مشاكل الصحفيين؟
- لن أرد على مثل هذا الكلام الذى طالما تردد، ولكن أريد أن أوجه نداءً لكل من يرى تقصيرًا، أو يتهم المجلس أو النقيب بعجز أو قصور، بأن يتكرم بتقديم ما عليه من إجراءات محددة، لأن أسهل شىء يمكن أن تقوم به النقابة هو إصدار بيانات إدانة وشجب واستنكار فقط، وتتوقف عن العمل الفعلى بحماية الزملاء أو تطوير ما تقدمه النقابة لهم من خدمات مختلفة. والحقيقة أن توقعات الصحفيين فى دور النقابة، سواء كانوا نقابيين أو غير نقابيين، يفوق قدرتها، وهو ما يعنى أن المجلس فعل ما هو أكثر من طاقته، كزيادة البدل مرتين والمعاشات.
■ وفرت النقابة سترات واقية للصحفيين ولكن البعض يعترض على سترات وزارة الدفاع باعتبار أنها ستكون أكثر كشفاً للصحفيين خلال الأحداث، وقد تتسبب فى استهدافهم بشكل أكبر؟
- كل ما يقال هو «تلكيك»، فتكلفة السترة الواحدة 14 ألف جنيه، والجيش لم يستوردها لنا خصيصى، ولكنه وفرها لنا من مخازنه، ولو رأى الصحفى أنها ستجعله عرضة للاستهداف بشكل أكبر، فعليه أن «يدهنها» باللون المناسب له، ولكن توفيرها جاء بصعوبة بالغة. أما ناحية آلية تسليم السترات للصحف، فسيتم فحص هذا الأمر، واتفقنا على توزيعها بشكل مناسب من خلال تشكيل لجنة من رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة.
■ فى ذكرى اليوم العالمى لحرية الصحافة.. كيف ترى الإجراءات التى تم اتخاذها لتعزيز حرية الصحافة؟
- أبرز شىء تم اتخاذه هو أننا وضعنا دستورًا لم يأتِ مثله من قبل، كما وضعنا به مادة خاصة بحرية الصحافة ليست موجودة بكل دساتير العالم.
■ كيف ترى وضع الدولة أمنياً وتأثير ذلك على الصحفيين مع إقبال الانتخابات الرئاسية؟
- الدولة تعانى حالة عنف مستمر وانفلاتا أمنيا طيلة السنوات الثلاثة الماضية، وازداد ذلك مؤخرًا مع استمرار عنف الإخوان والجماعات الإرهابية، ولسنا فى ظرف طبيعى لتقييم الأوضاع، وعلى كل صحفى أن يلتزم بما قدمته النقابة من دورات تدريبية تضمن معايير السلامة المهنية.