اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أفضل صديق لإسرائيل، وأن تل أبيب محظوظة بوجوده في السياسة الأمريكية.
وأوضحت المجلة أن إسرائيل لديها الكثير من أنواع الأصدقاء، الذين يقولون ما يراد أن يسمع ويهبون للدفاع عن أصدقائهم عندما يقول الناس أشياء قاسية عنهم، حتى وإن كانت صحيحة، وهم من يسمون أنفسهم «المجتمع المؤيد لإسرائيل»، على حد وصف المجلة، ولكن «كيري» صديق أفضل من ذلك، وهو ذلك النوع من الأصدقاء الذي لا يخاف أن يتكلم بعض الحقائق غير السارة عن مستقبل مظلم يمكن أن تواجهه.
ورأت المجلة أنه مع الموعد النهائي لإجراء محادثات السلام، فشلت إسرائيل في تلقي المشورة الحكيمة من الأصدقاء، وبالتالي يرتكب قادة إسرائيل خطأ تاريخيا وكارثيا، من المحتمل جدا أن يؤدي بإسرائيل إلى مستقبل من العزلة، نزع الشرعية والعنف، على المدى القريب، على حد قولها.
وأضافت أنه منذ 9 أشهر منذ بدأت جهود السلام برعاية «كيري»، وصلت إسرائيل أفضل وضع لها، حيث هناك حركة وطنية فلسطينية ضعيفة، وسعي فلسطيني لحل الدولتين، وتحييد لحركة «حماس»، بالإضافة إلى انخفاض في التأييد الفلسطيني للكفاح المسلح، وفوق كل ذلك كان «كيري» على استعداد كامل لتهدئة المخاوف الأمنية لإسرائيل.
ورغم كل ذلك، كان رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدم احتضان السلام، وكان هذا استمرارًا لتقويض محاولة «الصديق كيري» للمساعدة، بالإضافة لذلك، ومنذ بدء المحادثات، وافقت الحكومة الإسرائيلية على بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس.
وأوضحت المجلة أنه بدلًا من أن تصبح جهود «كيري» موضع ترحيب من قبل القادة الإسرائيليين كانوا يُتفهون منها ويسيئون لها، ولم يبذل «نتنياهو» أي جهد لتحضير الرأي العام الإسرائيلي لاحتمال السلام، وكل هذا يترك إسرائيل في موقف صعب، خاصة بعد الجهود الفلسطينية لكسب الاعتراف الدولي بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما ينذر بالشر لإسرائيل، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انهيار في الدبلوماسية الإسرائيلية.
وأكدت المجلة أن «كيري» أعطى لإسرائيل السبيل للخروج من مأزقها الحالي، ولكن تجاهل قادة البلاد ذلك، وبينما يواجه «كيري» إحراجًا شخصيًا الآن بسبب فشل عملية السلام، ستشهد إسرائيل المأساة الحقيقية، على حد وصف المجلة.
