فى الوقت الذى ازدادت فيه أشكال العنف من بعض الليبيين ضد المصريين فى العلن، وعلى مسمع ومرأى من الجميع، اتفقت مصالح مجموعة من المهربين المصريين والليبين على ألا تتأثر علاقتهم بما يحدث بين البلدين، إذ تزايدت عمليات التهريب من وإلى ليبيا خلال الـ3 سنوات الماضية، والتى بدأت فى منطقة السلوم عبر الحدود الجبلية والبحرية وامتدت بطول الخط الحدودى بين البلدين لتصل إلى سيوة عبر بحر الرمال الأعظم ومنها إلى منطقة الجلف الكبير لمسافة تقدر بـ1049 كم من الجنوب إلى الشمال فى الخط الحدودى الفاصل بين مصر وليبيا.
دليل فى الصحراء الغربية، رفض ذكر اسمه، قال: «أى حاجة عليها جمارك بتتهرب عن طريق الحدود من وإلى ليبيا، فهناك علاقة تبادل منفعة بين البلدين، فمن ليبيا تم تهريب أكبر كمية سلاح ومخدرات وسجائر وترامادول إلى مصر بعد الثورة، فيما غادرت إلى ليبيا أكبر كتل للهجرة غير الشرعية من مصر الذين جاءوا من أفريقيا وسوريا وبنجلاديش بالإضافة إلى المصريين ذاتهم» موضحا أن تهريب البشر يلقى رواجا كبيرا خاصة فى واحة سيوة وجنوب ليبيا، فقد يحصل المهرب فى مصر على ألف جنيه أو أكثر بقليل مقابل تهريب الفرد داخل الصحراء الغربية وحتى الحدود الليبية على أن يدفع الشخص ذاته مبلغاً آخر يقرره المهرب الليبى من أجل تهجيره داخل الأراضى الليبية.
ويضيف الدليل: «أصبح التهريب أسهل مما يكون فى منطقة بحر الرمال الأعظم وكلما اتجهنا نحو الجبل والوديان الجافة، وجدنا آثار سيارات التهريب ذات الدفع الرباعى المجهزة بالـ(جى بى إس)، والتى يستخدمها المهربون الليبيون لعبور بحر الرمال، حيث العديد من الوديان المعروفة ومنها وادى وسع، ووادى سورة، ووادى عبدالملك، وسيلكا، جلاس، وديانا، حيث يتفق المهرب المصرى مع الليبى على نقطة واحدة لا يصلها إلا بجهاز التتبع لتهريب أى شىء ممنوع».
ويتابع الدليل: «حتى المناطق المزروعة بالألغام من وقت الحرب العالمية الثانية أصبح من السهل عبورها، فالمهرب يسير بقطعان من الأغنام فى الطريق حتى يتأكد من خلوه من الألغام، فإذا تفجر لغم فى أغنامه يتأكد أن الطريق أصبح خاليا الآن من الألغام».
أما منطقة الجلف الكبير فقد أصبحت الأقوى والأكثر فى عمليات التهريب الكبيرة خاصة السلاح والمخدرات، إذ تمتد منطقة الجلف الكبير بطول 700 كم فى الصحراء الغربية، وتقابلها مدن الصعيد فى مصر والمحافظات الجنوبية فى ليبيا، وبها العديد من الوديان الجافة مثل وادى الأخص ووادى البخت ووادى الضيق ووادى الجزائر ووادى مفتوح ووادى مشى، ومنها إلى محافظات الصعيد ووجه قبلى.
وعن دور الدولة حيال عمليات التهريب، يقول الدليل: «الدولة والجيش مش نايمين، هما شغالين وكل يوم بنسمع عن إن الجيش قبض على مجموعة مهربين، لكننا لا نعرف من هم أو ما هى البضائع التى يهربونها، لكن المشكلة بالنسبة لهم إن أعداد المهربين فى تزايد يوما بعد يوم، مما يجعل مهمة القضاء على التهريب أمرا فى غاية الصعوبة».