x

«داش ابن داش»: أنا صحيح شيخ جزارين المدبح.. بس ضد التوريث.. يعنى خليفتى لازم يكون بالانتخاب

الثلاثاء 11-05-2010 00:00 |
تصوير : other

كلمة «داش» التى تعنى بالإنجليزية «الخط الفاصل»، هى لقب عائلة داش عاشور، كبير الجزارين فى المدبح وشيخهم، وهو اللقب الذى ارتبط بالعائلة منذ الجد الأكبر «داش»، الذى أطلق عليه هذا الاسم لأنه كان يعمل متعهداً غذائياً للأجانب فى مصر أيام الاحتلال الإنجليزى والفرنسى.

«داش عاشور»، الذى اختار والده أن يسميه على اسم جده، هو المتحدث باسم الجزارين فى المدبح بصفته كبيرهم، فهو يعمل فى هذه المهنة منذ 40 عاما، من إجمالى سنوات عمره التى لم تتعد 68، ولأن لقب «شيخ الجزارين» لقب عرفى يتمنى «داش» أن يعترف به رسميا: «أنا شيخهم بالبق بس.. لكن مالييش منصب رسمى مع إنى أقدر أمتحن أى جزار وأعرف إن كان جزار بجد ولا لأ.. وفيه اسئلة ممكن تعرفنى دا، ده غير إنى بمجرد ما أشوف الجزار بيسن السكينة قدامى، أعرف إذا كان جزار أصلى ولا لأ».

وعن آماله كشيخ للجزارين يقول: «نفسى يبقى معترف بيا رسميا وأطالب بحقوق الجزارين.. يبقى لهم كارنيه ومعاش وتأمينات، لإن الجزار وخصوصا العمال الصغيرين اللى بيشتغلوا باليومية مالهمش أى حقوق ولا ضامنين مستقبلهم».

كل أبناء «داش» يعملون معه فى الجزارة، ومع ذلك فهو لا يأمل فى توريث زعامة المدبح لهم، لأنه يؤمن بالديمقراطية: «قبلى كان المعلم زينهم غريب هو كبير المدبح، وكنت أنا جزار عادى وخبرتى هى اللى أهلتنى لده، عشان كده أنا نفسى إن خليفتى ينتخب فى جو ديمقراطى.. يعنى الجزارين يجتمعوا ويعملوا انتخابات بينهم ويختاروا الأصلح علشان يمثلهم ويبقى شيخهم».

«صبح صبح يا عم الحاج» عبارة وردت كثيرا على لسان بوحة بطل فيلم «بوحة»، الذى قدمه محمد سعد، وهى العبارة التى استفزت «داش» جملة وتفصيلا، ليست هى فقط ولكن الشخصية كلها: «الجزارين الحقيقيين مش زى الأفلام.. مش مفتريين ولا شرسين.. الجزار راجل عادى جدا، يروح شغله الصبح يدبح الدبيحة ويرجع بعد الضهر، وفى البيت يلعب مع ولاده وكله طيبة وحنان.. لكن الصبى هو اللى بيلوث هدومه بالدم ويمشى فى الشارع بالسكاكين عشان يخوف الناس.. وأنا بصفتى شيخ الجزارين بقول إن بوحة ده مش مننا.. إحنا أحسن من كدا وولادنا فى الجامعات الأجنبية و«الليسيه فرنسيه».

ولأن الجيل الجديد وهم أبناء كبرى عائلات المدبح ومنهم «داش»، من خريجى الجامعات الأجنبية و«الليسيه فرنسيه»، فهم خرجوا من جلباب المهنة، لكن الغاوى منهم هو الذى استمر: «رغم إن أغلبهم خرجوا من المهنة، لكن برضه فيه منهم اللى بيبقى غاوى مدبح.. يحب يشوف الدم ويتبسط وهو بيجرى ورا الدبيحة وهى بتعيط من الخوف منه».

تفاصيل حياة «داش» وغيره من الجزارين لا تخرج كثيرا من المدبح: «بيوتنا وأشغالنا كلها فى المدبح، حتى مقابرنا، عشان كدا احنا مش بنخاف من الموت، لأن اللى هيموت هيتدفن بسرعة لإن المدفن جنب البيت».

الارتفاع الجنونى الذى أصاب اللحوم الحمراء، كان وسيلة ليعبر «داش» من خلالها عن أن الجزارين ليسوا «مفتريين»: «إحنا مالناش ذنب، الحكومة هى السبب، قللت استيراد العجول والمارينو وكترت من اللحمة المدبوحة الجاهزة، والجديد إننا كمان بقينا نستورد لحمة من الهند.. مع إنهم لو فتحولنا باب استيراد الدبايح، الخير هيكتر والأسعار هتقل وكمان تجار المواشى مش هيقولولنا العلف غلى ويغلوا علينا.. وبعدين إزاى يقاطعوا اللحمة دى أرخص حاجة.. الجبنة بقت أغلى منها، وكمان العيال مش هتشبع والخضار هيبقى قرديحى محدش يقدر يستغنى عن اللحمة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية