x

ثروت الخرباوي فيروز عند الإخوان حرام شرعاً ثروت الخرباوي الثلاثاء 29-04-2014 20:11


أقر وأعترف أنا العبد الفقير لله بأننى أحب الفن وأتذوقه ولا أحرمه على نفسى، فالفن عندى قبيحه قبيح وحسنه حسن، ومنذ أيام قليلة كنت أتحدث مع الفنان الكبير محمد صبحى عن الفن، وكان مما قلته- وقاله- أن الثورة الصناعية فى أوروبا لم تبدأ بالمخترعات ولكنها بدأت بإبداعات الفنون والآداب، وقد جرى فى خاطرى بعد حديثى مع صبحى كيف أن الفن فى زمننا هذا فى مصرنا هذه أصبح داعيا للتخلف، وأن الأدب أصبح شبيها بقلة الأدب، وأننا لا يمكن أن نرقى بين الأمم إلا إذا قمنا بنهضة فى مجالات الفنون والآداب أولا.

وفى الاتجاه المعاكس سادت مفاهيم التخلف التى ارتدت ثوب الدين وما الدين منها بقريب، فأصبح الفن عندهم محرما على إطلاقه، والرسم مضاهاة لخلق الله على سبيل التحدى، والنحت صناعة للأصنام- لا للتماثيل- والغناء مزمارا من مزامير الشيطان، والتمثيل هو الكذب بعينه، لذلك كان مشروعهم الذى حاولوا تطبيقه علينا وفشلوا خاليا من أى لمحة تدل على أنهم يعرفون أو يفهمون أو يدركون قيمة الفن، لذلك فإننى سأدخل بكم ومعكم إلى دولة الإخوان السرية لأحكى لكم عن الفن فى هذه الدولة وقيمته، وأسبر غور فن الإخوان الحلال، وطبعا قد يتبادر إلى ذهنك فور قراءة كلمة الفن الحلال عبارة «ذبح على الطريقة الإسلامية»، والآن لك أن تسألنى وتقول: كيف يرى الإخوان أصحاب مشروع الإسلام السياسى الفن؟.

أولئك الذين ألفوا العنف والإرهاب، وعاشوا بعيدا عن الفنون التى ترتقى بالنفس الإنسانية، فقست قلوبهم فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة، غدت مسألة تحريم الفنون عندهم مزاجا عاما، فالأناشيد بغير الموسيقى فقط هى المباحة، بشرط أن تستنفر الهمم وتحضها على الجهاد، ولكن الموسيقى رجز من عمل الشيطان، والرسم محرم بشكل قطعى إذا كان لشىء فيه روح، أما عن الصور الفوتوغرافية فقد قال عنها الشيخ محمد عبدالله الخطيب الذى يمثل مرجعية فقهية للجماعة (الصور الفوتوغرافية ‏بعض العلماء أجازها وبعضهم أفتى بكراهيتها، والضرورة تبيحها‏ بشرط أن يكون موضوعها لا يشتمل على محرم كالسفور أو غيره‏).

وعن التماثيل أصدر الشيخ الخطيب فتوى قال فيها: (حرم الإسلام على المسلم أن يشتغل بصناعة التماثيل أو يجمل بها بيته أو فى أى مكان يحل فيه‏..‏ جاء فى الحديث‏:‏ إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور‏، وفى رواية:‏ الذين يضاهئون خلق الله،‏ رواه البخارى‏‏).

وبغض النظر عن فقه هذا الحديث وغيره من الأحاديث وتأويل معانيها على الوجه الذى يتفق مع مزاج التحريم، فإن هذه الفتاوى كشفت عن أن الفن لدى جماعة الإخوان محرم لا هوادة فيه.

وفى إحدى الفتاوى الإخوانية التى انتشرت منذ سنوات قال الشيخ الإخوانى الظريف: «إن الممثل الذى يتزوج فى الفيلم أو المسرحية من ممثلة تؤدى معه دورا فنيا تصبح زوجته حقيقة لا خيالا»! حتى إن واحدا من الإخوان بعد أن سمع هذه الفتوى تمنى أن يقوم بدور مع فنانة شهيرة على أن يتزوج منها فى الفيلم ليصبح زواجه منها حقيقة لا خيالا، ولا خاطرا ولا احتمالا!.

أظن أنه من المناسب الآن أن أنهى المقالة، وفى النهاية يجب أن تكون هناك قصة، والقصة عن «يوم» كانت نقابة المحامين قد قررته عام 2001 لمساندة الشعب الفلسطينى، وكان بعض الشباب الناصرى قد أقام معرضا لجهاد الفلسطينيين، وكانت خلفية هذا المعرض بعض أغانى المطربة فيروز التى ارتفع صوتها من أجهزة التسجيل يشدو فوق سماء النقابة، وعندما سمع أمين عام النقابة الإخوانى صوت فيروز أصابه الفزع، وقام على الفور بإلغاء هذا اليوم، لأن فيروز لا مكان لها فى آذان الإخوان، وعندما نقلت الخبر وقتها لصديق لى من الإخوان ممن يجيزون الغناء والموسيقى اسمه خالد بدوى وكان محبوسا وقتئذ، قال ضاحكا: هو فيه حد يقدر يجادل فى فيروز! فيروز حلال شرعا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية