x

مكتشف فيروس «كورونا»: أتوقع زيادة أعداد المصابين (حوار)

الإثنين 28-04-2014 20:37 | كتب: ريهام العراقي |
د. على محمد زكى مكتشف فيروس «كورونا» د. على محمد زكى مكتشف فيروس «كورونا» تصوير : عزة فضالي

حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا القاتل فى مصر، و94 حالة وفاة و323 إصابة فى السعودية التى ظهر فيها الفيروس لأول مرة فى يونيو عام 2012. التشخيص الأول لهذا الفيروس القاتل جاء من طبيب مصرى كان يعمل بأحد المستشفيات السعودية، قبل أن يفصله بسبب نشره بحثا فى دورية طبية بريطانية كشف فيه عن تشخيصه وكشفه الجديد. عاد إلى مصر قبل نحو عامين، حيث يعمل أستاذًا لمادة الميكروبيولوجى فى جامعة عين شمس، ينتظر منذ هذا الوقت تجهيز معمل متخصص.. ولا يزال ينتظر.

«المصرى اليوم» التقت الدكتور على محمد زكى، الذى عرفت مصر قصته بعد أن تناولت صحيفة الجارديان اكتشافه وخسارته عمله بسبب هذا الكشف، فى تقرير كتبه الصحفى إيان سامبل فى 15 مارس 2013 بعنوان «فيروس كورونا.. هل هو الوباء الجديد؟». فى هذا الحوار يحذر زكى، أحد أبرز العلماء المصريين فى مجال تشخيص الفيروسات، من خطورة انتشاره بسبب موسم العمرة والحج وعودة المصريين من الخليج.

■ ما فيروس novel corona «كورونا».. وما مدى خطورته؟

-ينتمى إلى العائلة الفيروسية التى تسبب الالتهاب الرئوى الحاد «سارس» والذى انتشر عام 2003 فى الصين، وهو فيروس موجود فى الخفافيش والجمال وينتقل إلى بعض الحيوانات ومنها إلى الإنسان، وهو ما ظهر فى الحالة التى توفيت فى قطر، لأن المريض كان على اتصال بالجمال. خطورة الفيروس أنه أشد من سارس، لأنه يهاجم الجهاز التنفسى ويدمر الرئة بجانب تسببه فى الفشل الكلوى للمصاب. ولفظ كورونا مشتق من كلمة «تاج» باللاتينية، وهو الشكل الذى يظهر عليه الفيروس تحت الفحص المجهرى، وكنت أول من قام بتشخيصه، وتأكدت من ذلك بعد تحليله فى أحد المعامل الكبرى فى هولندا.

■ ما أوجه التشابه والاختلاف بين فيروس «كورونا الجديد» وأنفلونزا الطيور والخنازير؟

- يتشابه «كورونا» مع أنفلونزا الخنازير فى أنهما يهاجمان الجهاز التنفسى للإنسان، لكنهما يختلفان فى أن فيروس أنفلونزا الخنازير ينشط فى موسم الشتاء، بينما فيروس «كورونا» ينشط طوال العام. فأول حالة اكتشفتها كانت فى شهر يونيو 2012 فى السعودية، كذلك من أوجه الاختلاف بينهما أن أنفلونزا الخنازير اكتشف له مصل معالج، بينما لم يكتشف أحد أى مصل لفيروس «كورونا» حتى الآن.

■ كيف ينتقل إلى الإنسان.. وما أعراضه؟

-ينتقل عن طريق الرذاذ أو مخالطة المريض، وأعراضه تبدأ بنزلات برد عادية وتتطور إلى إصابة المريض بالتهاب رئوى حاد، وفى خلال يومين من الإصابة يحصل فشل كلوى للمريض، وخطورته فى ارتفاع نسبة الوفيات، فى بداية اكتشاف الفيروس منذ عامين فى السعودية أصيبت 11 حالة، مات منها 11 مريضًا بنسبة وفاة 100%، لكن هذه النسبة لم تكن تمثل خطورة كبيرة كما هو الحال الآن بعد ارتفاع نسبة الوفيات.

■ ما درجة الحرارة المناسبة لتكاثره.. وهل نستطيع مواجهته من خلال أدوات النظافة والمطهرات؟

-يتكاثر الفيروس فى الخلايا عند درجة حرارة 37، وأى مطهرات عادية مثل «ديتول» أو «كلوركس» من الممكن أن تحارب ظهوره.

■ هل تتوقع انتشار هذا الفيروس فى مصر؟

-طالما لم نعرف مصدر الفيروس حتى الآن، فالأعداد مرشحة للارتفاع. واكتشاف أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» فى مصر كان شيئا متوقعا، وقد تكون هناك حالات إصابة أخرى، لكنها لم تكتشف بعد، خاصة أن السعودية تستقبل عشرات الآلاف من الحجاج والمعتمرين المصريين بجانب وجود جالية مصرية كبيرة هناك.

■ وماذا عن مواسم الحج والعمرة؟

-لا أحد يستطيع التكهن بحجم الأعداد التى يمكن أن تصاب بالفيروس، لكن الخوف يكمن فى سرعة انتشاره، لأنه بدأ فى مرحلة الانتقال من إنسان إلى إنسان وهو ما حدث فى المملكة العربية السعودية بعد إصابة عدد من الأطباء وفريق التمريض بالمستشفيات بسبب مخالطتهم المرضى.

■ هل ترى إمكانية فى أن يلعب الحجر الصحى دورًا فى الكشف عن العائدين من السعودية عقب رحلات الحج والعمرة؟

-لا يستطيع الحجر الطبى الكشف على آلاف العائدين من السعودية، ولكن يجب أن يكون هناك وعى من الشخص نفسه، بأن يبلغ عن نفسه فى حالة وجود أى أعراض مثل الكحة الشديدة أو الالتهاب الرئوى، وعليه أن يتوجه إلى أقرب مركز طبى.

■ نعود إلى يونيو 2012 وتشخيص الفيروس لأول مرة، هل التقرير الذى أرسلته إلى وزارة الصحة السعودية وقتها هو ما تسبب فى إقالتك من وظيفتك؟

-لا.. لأن إرسال تقارير عن أى حالة مرضية خطيرة، خاصة المصابة بالتهاب رئوى، إلى وزارة الصحة بروتوكول متبع فى السعودية بعد ظهور أنفلونزا الخنازير.

■ كيف وصلت لهذا التشخيص؟

-اكتشافى للفيروس كان بمحض الصدفة، عندما استقبلت المستشفى مريضا فى يونيو 2012 مصابا بالتهاب رئوى حاد، وطلب منى طبيب الأمراض الصدرية الحضور إلى المستشفى لأخذ عينة من لعاب المريض، وأجريت عليها «مزرعة فيروسات» فلاحظت ظهور فيروس مختلف على الخلايا التى زرعت عليها الفيروسات. كان ذلك فى الفترة التى توفى فيها المريض بعد 11 يوما من حضوره إلى المستشفى، فأرسلت تقريرا إلى وزارة الصحة السعودية عن حالة المريض المتوفى، وحرصت على زراعة الفيروس للتأكد منه، رغم أن وزارة الصحة أكدت أن العينة لا تظهر أى فيروس جديد.

■ ما أسباب إجبارك على ترك وظيفتك هناك؟

-علاقتى بالسعودية ليست سيئة، فهى صاحبة الفضل عليّ، لكنها أزمة مع أفراد، وقد يكون سبب إقالتى هو اكتشاف عالم مصرى عددًا كبيرًا من الفيروسات والخروج بإنتاج علمى هائل فى معمل صغير عبارة عن غرفتين وصالة، استطعت من خلاله أن أصل إلى العالمية. السبب الثانى قيامى بوضع اسم الفيروس على قائمة الفيروسات المسببة للأمراض المتنقلة بين البشر فى بحث على الإنترنت، وهو ما قد يكون تسبب فى إجراء تحقيق معى من المسؤولين بوزارة الصحة السعودية وقتها.

■ كيف استقبلت خبر تحويلك للتحقيق وإجبارك على ترك وظيفتك؟

-لم يكن يهمنى خسارة وظيفتى بقدر حبى للعمل، وحق العالم فى معرفة هذا الفيروس ومدى خطورته، لأن تشخيص الفيروس لا يقدر بثمن، والمستشفى أجبرنى على ترك وظيفتى، لأن وزارة الصحة هناك لا تريدنى الاستمرار فى العمل، هم عملوا تحقيقا معى بعد وضعى اسم الفيروس على قائمة الفيروسات المتنقلة بين البشر فى بحث على الإنترنت.

■ لماذا استعنت بأحد المعامل الهولندية فى تحديد هوية الفيروس ولم تستشر الأطباء السعوديين؟

-معملى فى جدة له حدود معينة، وكان لابد من فك شفرة الفيروس، وكان من السهل سرقة أبحاثى التى أعددتها فى حالة إعطائه لأشخاص محليين، لذلك قررت الاستعانة بأحد المعامل فى هولندا، بسبب شكّى فى انتمائه للعائلة الفيروسية «سارس» وأننى قد أكون بصدد اكتشاف فيروس جديد، والهولنديون يمتلكون خبرة أكبر فى هذا المجال ولديهم الإمكانيات اللازمة، ورغم أن هذا الفيروس موجود بالفعل فى الطبيعة، لكنه غير معروف عالميا، وكنت أراه لأول مرة فى حياتى العملية، خاصة أن المريض المصاب به تظهر رئته فى الأشعة التليفزيونية مثل الزجاج المطحون، وتحتوى على إفرازات بشكل كبير.

■ هل تعتبر المملكة العربية السعودية هى البيئة الحاضنة للفيروس؟

-لا أحد يعلم إذا كانت السعودية هى بيئة الفيروس أم أنه دخل إليها عن طريق آخر، فالمريض الذى دخل إلى المستشفى السعودى يوم 13 يونيو 2012، كان تسبقه مجموعة أشخاص من الأردن أرسلوا عينات ولم يستطع أحد أن يشخص حالتهم، ومات اثنان منهم بعد عدة أيام، فلا أحد يعلم إذا كانت بيئة الفيروس الجزيرة العربية أم أنه انتقل إليها عبر الحيوانات القادمة من بلدان أخرى.

■ بالعودة إلى مصر.. هل وفرت جامعة عين شمس معملا لاستكمال مشواركم فى علم الفيروسات؟

-يوجد لدينا بالكلية وحدة الدكتور أسامة رسلان، وهى مفتوحة للجميع، لكننى تقدمت بطلب لتوفير معمل خاص بى إلى جانب عدد من الأجهزة لاستكمال المشوار فى البحث عن الفيروسات، وما زلت أنتظر.

■ بماذا تنصح لتجنب الإصابة بالفيروس؟

-ننصح دائما بضرورة الالتزام بالنظافة عن طريق غسل الأيدى باستمرار. والتخلص من المناديل الورقية بعد استعمالها، وتجنب مخالطة المصابين بالأنفلونزا، لأن الخطورة الحقيقية فى الفيروس هى ظهور أعراض بسيطة وعادية فى البداية، قبل أن ينتقل لأشخاص آخرين عن طريق الاختلاط قبل أن تظهر عليهم الأعراض الكاملة. وهى كارثة حقيقية يجب أن نأخذها فى الحسبان لذلك لابد من عزل المريض.

د. على محمد زكى

- يعمل أستاذا فى كلية طب بجامعة عين شمس.

- تخرج من قسم الميكروبيولوجى دفعة 1978.

- سافر إلى السعودية فى العام 1993، واشتغل فى مستشفى الدكتور سليمان الفقيه بجدة.

- أنشأ معملا فى المستشفى السعودي لاكتشاف الفيروسات، وحرص على متابعة الحالات المصابة بالأمراض الخطيرة، خاصة أن هناك بعض الحالات كانت تأتى إلى المستشفى وتلقى حتفها دون أن يستطيع أحد تشخيص حالتهم ومعرفة سبب الوفاة.

أهم الفيروسات التى اكتشفها:

- بعد افتتاح المعمل بشهر واحد فقط، وفى عام 1994 شخص حمى «الضنك» لأول مرة، وقتها لم يكن يعلم أحد أن بالسعودية هذا النوع من الحمى.

- عام 1996، قام بتشخيص فيروس «المجموعة الصفراء» التى تنتقل عن طريق الحشرات.

- اكتشف عام 2005 حمى «الخمرة» نسبة إلى مكانها بالسعودية، قرر بعدها، الاشتغال بعلم الفيروسات.

- يونيو 2012 قام باكتشاف فيروس جديد من عائلة كورونا اسمه NOVEL CORONAVHRUS.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية