المصادفة هى التى أخذته من لعبة كمال الأجسام التى مارسها فى مصر، منذ كان عمره 11 عاماً، إلى عالم السومو اليابانى، ليصبح أول بطل عربى أفريقى يحترف هذه اللعبة فى اليابان.. هو عبدالرحمن أحمد شعلان، المعروف باسم «أوسونا أراشى» فى اليابان، البطل المصرى الذى استطاع بإصراره وطموحه أن يحترف المصارعة اليابانية، التى بقيت دائماً حكراً على اليابانيين والمحترفين فى بعض الدول الأوروبية والآسيوية، حتى أصبح فى أقل من 3 سنوات فى صفوف أبطال اليابان فى «السومو».
ويروى شعلان لـ«المصرى اليوم» مشواره مع اللعبة منذ أن عرفه أحد الأصدقاء عليها حينما كان فى الرابعة عشرة من عمره، لكن شعلان قال له: «لن أمارس أبداً هذه الرياضة البشعة.. لا أريد أن أصبح بديناً»، وعندما حاول شعلان اختبار نفسه أمام مصارع أقل منه بدنياً، خسر 7 مواجهات معه، وكانت هذه نقطة الانطلاقة مع اللعبة، التى لا تحظى بشعبية كبيرة فى الشرق الأوسط.
ووصل شعلان إلى مستوى الاحترافية بعد فوزه بميدالية برونزية فى بطولة السومو العالمية للمبتدئين سنة 2008، وبميدالية برونزية فى دورة عام 2010.
ويحظى شعلان الذى بدأ مشواره فى اليابان فى سبتمبر 2011 بشعبية كبيرة فى اليابان، إلا أنها لم تأت من فراغ، وإنما بعد معاناة وإصرار كبير للوصول إلى هدفه، حيث أكد أنه فى البداية كان من الصعب استقبال شخص ينتمى لثقافة ودين مختلف عن اليابانيين، إلا أن إصراره على تحقيق حلمه حوَّل انطباع اليابانيين عنه من الاستغراب إلى الحب والتشجيع.
واستطاع شعلان، الذى تخلى عن شهادة المحاسبة لدخول عالم السومو، أن يحتل خلال فترة قصيرة مكانة كبيرة، ليس فقط فى عالم السومو والإعلام اليابانى، وإنما أيضاً فى قلوب اليابانيين، باعتباره أول عربى أفريقى مسلم يحترف هذه اللعبة، وهو ما بدا واضحاً من الحفاوة التى اسقبلوه بها سكان إيواكى والأطفال فى المدرسة الابتدائية التى زارها مؤخراً بمناسبة الذكرى الثالثة للتسونامى والزلزال الذى ضرب منطقة توهوكو شرق اليابان عام 2011، لتقديم رسالة تضامن من الشعب المصرى لليابانيين.
ولم يكن اختيار شعلان لتقديم الرسالة محض مصادفة، حيث دعاه رئيس الوزراء اليابانى، شينزو آبى، العام الماضى لمائدة إفطار رمضانى للسفراء المسلمين فى اليابان، وقبل أن يلقى «آبى» كلمته رحب بحضور شعلان للإفطار الذى يستهدف تعزيز العلاقات اليابانية بالمجتمع الإسلامى، وقال آبى لشعلان إنه «همزة الوصل بين اليابان والمجتمع الإسلامى»، وهو ما اعتبره شعلان مسؤولية ملقاه على عاتقه يسعى إلى تحقيقها.
كلمات آبى عن شعلان جسدها الاحتفال الذى نظمته السفارة اليابانية فى القاهرة فى ذكرى التسونامى، حيث عرضت فيديو زيارة شعلان لـ«إيواكى»، فى حضور أسرته، وتحدث الحضور عن دوره فى تعزيز العلاقات المصرية- اليابانية بفضل شعبيته.
من جانبها، أعربت ماجدة يوسف، والدة شعلان، لـ«المصرى اليوم»، عن سعادتها بالشهرة التى يتمتع بها ابنها فى اليابان، مشيرة إلى أنه كافح للوصول إلى هذه المرحلة وتحقيق حلمه. وأضافت أنها لم تعترض على هذه اللعبة رغم أنها لعبة عنيفة، لأنها فى نهاية الأمر رياضة مثل أى لعبة أخرى، وقالت إن السومو «أقل حدة من المصارعة».
أما محمد رشوان، لاعب الجودو العالمى، فقال لـ«المصرى اليوم» إنه «فخور بشعلان، لأنه يعتبر سفيراً لمصر فى اليابان، وشخصاً مهماً جداً»، مشيراً إلى ضرورة استغلال شعبية شعلان فى تنشيط السياحة المصرية». ويطمح المصارع المصرى فى الوصول الى مرتبة «يوكوزونا»، وهى أعلى مرتبة فى لعبة السومو، وذلك بعدما تمت ترقيته فى أكتوبر الماضى إلى مستوى النخبة الذى يضم 42 مصارعاً. ويأمل شعلان فى تحطيم رقم قياسى فى اللعبة، وهى المرحلة التى تنتهى بها رحلة شعلان فى اليابان، على حد قوله، ليعود إلى مصر لنشر اللعبة فى بلده والوطن العربى.