x

«المصرى اليوم» تفتح ملف «أثر حرب التوزيع على صناعة السينما» .. محمد السبكى: أسعى وراء مصلحتى.. والصراع بين «الثلاثى» و«العربية» أفادنى

السبت 08-05-2010 00:00 |
تصوير : other

أبرز ضحايا الصراع بين كتلتى التوزيع «الثلاثى» و«العربية» هم المنتجون الأفراد الذين يعانون من حيرة الاختيار بينهما، وخطر الانحياز لإحداهما الذى قد يترتب عليه غضب الأخرى، وفى الوقت نفسه هم الذين يدفعون ثمن ارتفاع الأسعار وتكلفة الأفلام وأجور النجوم التى أشعلتها الكتلتان بشكل يفوق إمكانيات المنتجين الأفراد.

محمد السبكى من أبرز المنتجين الأفراد الذين تنقلوا بين الكتلتين فمرة يوزع أفلامه مع «الثلاثى»، ومرة مع «العربية»، وفى هذا الحوار يدلى بشهادته فى أزمة الانفصال.

■ ما رأيك فى أزمة الانفصال وكيف انعكست على السينما سلبياً؟

- انفصال الكتلتين كان لأسباب تخص كل كتلة على حدة، وكان قائما على فكرة تجريب قوة كل كتلة بدون الأخرى، وللأسف الشديد أدى الانفصال إلى التنافس والتضارب واختلاف المصالح بينهما دون النظر بشكل أساسى للسينما وصناعتها، وأثر الصراع بينهما على كمنتج فرد فأصبحت مضطرا للاختيار بينهما عند عرض أفلامى فإما «الثلاثى» أو «العربية» وبذلك أصبحت مساحة العرض محدودة وأقل من السابق فبدلا من أن أعرض فى 90 دار عرض أصبحت أعرض فى أربعين أو خمسين على أقصى تقدير، وهذا أثر على الإيرادات طبعا، كذلك أصبح المشاهد لا يجد الفيلم فى كل مكان بل يبحث عنه، وهذا أمر مرهق فعلا، وعموما فالكتلتان تتضاربان وفى النهاية تنتصر المصلحة.

■ وهل الانفصال سبب ارتفاع أسعار النجوم والأجور وزيادة التكلفة؟

- بالتأكيد، كل كتلة تحاول أن ترضى أى نجم وأى مؤلف أو مخرج بكل الطرق الممكنة، ولأنهما قادرتان ماديا فهما تدفعان دون حساب حتى للفنيين ، لذلك فالأمر انقلب على السينما والصناعة، والنتيجة: قل الإنتاج إلى النصف تقريبا، والفيلم الذى كان يتكلف مليون جنيه أصبح يتكلف عشرة ملايين جنيه، بسبب حرص كل كتلة على استقطاب نجوم أو فنيين أكثر من الأخرى.

■ هل تعانى أنت من سيطرة الكتلتين على الفئة الأولى من النجوم؟

- قد يعانى غيرى من المنتجين، الذين يلهثون وراء السوبر ستارز، لكن أنا الوضع مختلف بالنسبة لى، لأنى «عمرى ما اشتغلت مع نجوم ولا جريت ورا السقا وحلمى وكريم»، فأنا لى نجوم أو بمعنى أصح أشخاص أصنع منهم نجوما واكتشفهم من البداية، لذلك أحكم سيطرتى عليهم بشكل ودى، وبمنتهى الحب مثل تامر حسنى ومى عزالدين اللذين أتأكد أنهما سيوافقان على أى فيلم أقدمه لهما دون الاهتمام بفكرة الخطف و«حلق حوش» والصراعات والفلوس وعروض الكتلتين.

■ وهل وصلتك معلومات برغبة أى كتلة منهما فى خطف نجم شركتك تامر حسنى؟

- طبعا كثيراً ما شعرت بحرب، لأنهما عرضا على تامر ملايين، ويزيدون الإغراءات، لكنى متأكد أنه سيرفض حتى لو عرضوا عليه 20 مليون جنيه، أنا أثق فى ذلك و«ماحدش يقدر يأخد نجومى».

■ أنت من أكثر المنتجين تردداً بين الكتلتين ويقال إنك تحدد الكتلة حسب مصلحتك؟

- فعلا أعترف بأنى أسعى وراء مصلحتى، ولا أحد يستطيع أن يلومنى على ذلك، فوسط هذا الصراع المحموم واللعب مع الكبار لابد أن أركز فى نفسى وفعلاً من يعرض على فيهما عرضا أفضل أوزع أفلامى من خلاله.

■ فيلم «نور عينى» اتفقت مع «الثلاثى» على توزيعة ثم رجعت فى اتفاقك وستعرضه مع «العربية»؟

- قد تكون الشركة «العربية» أكثر تساهلا فى العرض، فقد رفض الثلاثى أن أوزع فيلمى بنفسى، وكنت أريد ذلك حتى يعرض الفيلم فى أكبر دور عرض وأضمن توزيعه بشكل جيد، وعندما تعثر ذلك واشترطت «الثلاثى» أن توزعه هى وحصريا فى دور العرض الخاصه بها، رفضت وذهبت به لإسعاد يونس التى رحبت بأن أوزع فيلمى بنفسى، وأنا أسير وفق مبدأ محدد «اللى عايزنى بشروطى أهلا وسهلا واللى مش عايزنى مايفرقش معايا».

■ كتلتا التوزيع تتهم المنتجين الأفراد بالمزايدة واستغلال الخلاف بينهما للحصول على أعلى عرض وسعر؟

- أتعجب من المبالغة فى كلمة استغلال الخلاف والمزايدة، وهذا الكلام الكبير الذى يطلقونه فى حين هو مجرد بحث عن المصلحة، وفعلا فكرة الخلاف بين الكتلتين رغم عيوبها إلا أنها حققت ميزة التنوع للمنتج، فالشروط التى لا تعجبنى فى هذه الكتلة أرفضها، لأنى أعلم أن هناك بديلا لها فى الكتلة الثانية، وأريد أن أنبه على نقطة مهمة وهى أن الكتلتين تكسبان فى كل الأحوال، فمثلا هناك ما يسمى «سلفة توزيع» أحيانا أحصل عليها ثم أسددها بعد عرض الفيلم، فمثلا إذا أخذت 3 ملايين جنيه أسددها 3 ملايين و600 ألف جنيه، كما أن التوزيع يحصل على نسبة 20% من إيرادات الفيلم دون أى مجهود، أليست هذه أيضا مصالح فلماذا يلومون علينا؟

■ هل ترى أن صلح الكتلتين أمر مهم لصناعة السينما أم لا؟

- بصراحة شديدة «أنا ولا فارق معايا يرجعوا ولا ميرجعوش» هما أشخاص وشركات تحكمهم مصالح وبيزنس كبير وهم لا يخسرون أبدا لأن التوزيع مضمون، لكن دخولهم الإنتاج قد يحدث خسائر بالفعل لأن التكلفة أصبحت عالية والإيرادات غير مضمونة، كما أن كل كتلة تتحيز لأفلامها التى تنتجها وتفضلها على أفلام المنتجين الآخرين الأفراد وهذا حدث كثيرا فى أفلام لى.

■ تقصد أنك تعمل بشكل أفضل فى ظل الانفصال؟

- لا أستطيع قول رأى قاطع، لكن أرى الأمور الآن لا بأس بها، وهناك تنوع وأعتقد أن الكتلتين إذا حدث صلح بينهما ستسوء أحوال المنتجين الأفراد لأننا بذلك إذا تعرضنا لمشكلة مع شركة فيهما فسيتضامن الجميع كحلفاء وسيخسر المنتج الفرد فى النهاية ويعانى وقد تكون عودتهما كارثة من ناحية أخرى فمثلا من الممكن أن يتفقوا على فرض ضريبة أو نسبة على المنتجين الأفراد وسنوافق ولن نجد أى حل إلا الدفع وإلا سنجلس على الرصيف بأفلامنا.

■ ما الذى يجعلك تفترض ذلك؟

- لأنى أعلم جيدا أنهما يريدان فقط التوزيع وليس الإنتاج ومتاعبه فالتوزيع مضمون الأرباح والإنتاج فعلا وجع قلب بمعنى الكلمة ومغامرة وإذا تحالفا مرة أخرى أعتقد أنهما سيقللان حجم إنتاجهما جدا وسيكتفيان بالتوزيع لتعويض خسائرهما فى الإنتاج فى الفترة السابقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية