x

تحقيقات ميدان لبنان: الجناة استهدفوا الشهيد بشخصه.. ومنتقبة عطلته 15 دقيقة

الأحد 20-04-2014 20:06 | كتب: محمد القماش, عصام أبو سديرة |
انفجار ميدان لبنان انفجار ميدان لبنان تصوير : محمد شكري الجرنوسي

واصلت نيابة شمال الجيزة الكلية، بإشراف المستشار أحمد البقلى، المحامى العام الأول، تحقيقاتها الموسعة فى حادث انفجار قنبلة بنقطة مرور ميدان لبنان بالمهندسين، الذى أسفر عن استشهاد الرائد محمد جمال الدين، من قوة الإدارة العامة لمرور الجيزة، وتبين من خلال التحقيقات أن الجناة استهدفوا الشهيد بشخصه، وأن القنبلة التى انفجرت تمت زراعتها فى نافذة حجرته بالنقطة، بينما لم يتم استهداف حجرة ملاصقة له، خاصة بالجنود وأمناء الشرطة.

وأكدت التحقيقات، التى باشرها المستشار أحمد دبوس، رئيس نيابة العجوزة، أن الجناة راقبوا المنطقة المستهدفة بميدان لبنان، ودرسوا التخطيط لجريمتهم الإرهابية، ودبروا التوقيت المناسب لها، حيث استغلوا تجمهر العديد من أصحاب السيارات الأجرة والملاكى أمام نقطة المرور، حيث كان بعضهم يسدد مخالفات مرورية فورية، والبعض الآخر يتناقش مع الجنود والأمناء حول سحب رخصهم فى حملة مرورية مكبرة، وأثناء ذلك دبر منفذو الحادث الإرهابى مخططهم باستقلال مجموعة منهم سيارة ميكروباص خاصة بهم وتوقفوا بها بالقرب من نقطة المرور، ودخل بعضهم فى نقاش حاد مع الرائد الشهيد لحين انتهاء شخصين تابعين لهم من زراعة القنبلة أسفل نافذة حجرته بنقطة المرور.

وذكرت التحقيقات أن الجناة حرصوا على عدم ملاحظة أى من المتواجدين فى مكان الحادث لملامحهم، حيث هبطت سيدة منتقبة من السيارة الميكروباص، ودخلت فى حديث جانبى وحاد مع الرائد الشهيد، استمر حوالى ربع ساعة، وكان الجناة مستقلو الدراجة البخارية تمكنوا من زراعة القنبلة، ولاذوا بالفرار أولاً هاربين من أعلى محور 26 يوليو، بينما لم يشاهدهم أحد، ولكى لا يتضح علاقة السيارة الميكروباص بتدبير الجريمة، بعد انتهاء السيدة المنتقبة من الحديث مع الشهيد ودخوله إلى حجرته بالنقطة، حضر جندى ومعه مأكولات للشهيد برفقة أمين الشرطة، وسرعان ما قدموا له المأكولات وطلب منهما أن يجلسا معه إلا أنهما رفضا وقالا «أكلنا من شوية»، وسرعان ما انفجرت القنبلة فى رأس الشهيد بعد تفجير الجناة لها عن بعد، وارتطم شباك الحجرة فى رأسه وابتعد جسد الشهيد عن مكانه قرابة 4 أمتار من شدة الانفجار.

واستمعت النيابة إلى أقوال أمين شرطة وجندى المرور اللذين كانا متواجدين وقت التفجير، وأكدا أنهما فوجئا بالحادث، والأخير لم يشاهد الجناة لأنه كان يشترى مأكولات من أحد المحال المجاورة لنقطة المرور، بينما كان الأول يتفقد الحالة المرورية، وفور دخولهما إلى حجرتهما بعد أن تركا الشهيد ليأكل سمعا دوى الانفجار، ووجدا الرائد محمد جمال ملطخا فى دمائه.

من جانبه، قال المستشار أحمد البقلى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، لـ«المصرى اليوم»، إن نيابة أمن الدولة العليا تحقق فى مدى صحة الاتهام الموجه إلى جماعة «أجناد مصر» بالوقوف وراء التفجير، مشيرًا إلى أن فحص تلك التنظيمات من صميم عمل نيابة أمن الدولة.

وأشار مصدر قضائى، رفيع المستوى، إلى أنه بمجرد وجود ما يفيد بتورط أى جماعات إرهابية فى جريمة اغتيال الشهيد محمد جمال ستترك التحقيقات إلى نيابة أمن الدولة العليا لتخصصها فى القضايا ذات الصلة بالتنظيمات والخلايا الإرهابية.

فى سياق متصل، واصلت أجهزة الأمن بالجيزة جهودها لتحديد هوية المتهمين باغتيال الرائد محمد جمال، واستعجل فريق البحث تقرير اللجنة الفنية التابعة لوزارة الداخلية، التى تفحص الكاميرات المعلقة فى المحال بميدان لبنان، لتفريغ الصور ومحاولة تحديد أوصاف أكثر دقة للجناة.

واستجوبت مباحث الجيزة وفريق من الأمن الوطنى عشرات من شهود العيان، فيما أكد مصدر أمنى أن أجهزة الأمن فحصت عددا كبيرا من المشتبه بهم فى تنفيذ الواقعة بمناطق كرداسة وناهيا والهرم وبولاق الدكرور، دون التوصل إلى خيوط دقيقة قد تحدد هوية الجناة الأصليين أو انتماءاتهم، مشيرا إلى أن التحريات الأولية كشفت تورط الجناة فى خلية نفذت أكثر من عملية بنفس الطريقة، أشهرها عملية استهداف ضابطا بالإدارة العامة لمرور الجيزة، الشهر الماضى، بميدان الحصرى فى منطقة أكتوبر.

وقال المصدر إن جهود وتحريات فريق البحث ستكشف إذا كانت خلايا «أجناد مصر» وراء تنفيذ العملية من عدمه، ذلك بعد أن نشر التنظيم بيانا تبنى فيه العملية ووجه شكره إلى مزودهم بالمعلومات- حسب وصفهم فى البيان.ونفى المصدر أن تكون سيدة منتقبة وراء زرع العبوة.

مؤكدا أن التحريات الأولية رجحت قيام 2 يستقلان دراجة بخارية بزرع العبوة فى الشباك الخلفى لنقطة المرور، قبل التفجير بدقائق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية