x

ياسر أيوب ماركيز وحواديت كرة القدم ياسر أيوب الجمعة 18-04-2014 21:47


لن تتسع هذه المساحة الضيقة لأى التفاتة لائقة للعلاقة بين الأدب وكرة القدم والأدباء الذين عشقوا اللعبة الجميلة ومارسوها وكتبوا عنها أيضا.. لكنها تكفى بالتأكيد لتحية الحب والتقدير ووداع الحب والاحترام لأحد أهم وأشهر الروائيين فى العالم.. جابرييل جارسيا ماركيز الذى غيّبه الموت أمس الأول.. مات الكولومبى العجوز صاحب الأسلوب الساحر والحكايات الخرافية، الذى كتب رواية مائة عام من العزلة وفاز عنها بجائزة نوبل للأدب، وروايات أخرى جميلة ورائعة بدونها قد لا تكتمل ثقافة أى إنسان فى زماننا.. وعلى الرغم من أن ماركيز لم يتوقف أبدا أمام كرة القدم فى أى من رواياته، تماما مثل المصرى نجيب محفوظ الذى لا يقل عنه قامة أو قيمة وشهرة وجوائز وتقديرا عالميا.. إلا أن الفارق بينهما كان أن نجيب محفوظ عشق منذ صباه كرة القدم وحرص على اللعب مع أصدقائه فى حى العباسية، وحين اضطر لاعتزال اللعب بقى عاشقا مكتفيا بمشاهدة مباريات الزمالك الذى كان أحد جماهيره.. ورغم ذلك لم يشرك نجيب محفوظ كرة القدم فى أى من رواياته الرائعة.. أما ماركيز.. وعلى حسب رواية جيرالد مارتين الذى كتب قصة حياة الأديب الكبير.. فلم يقع أبدا فى غرام كرة القدم حيث سرقته منها رواية ألف ليلة وليلة التى قرأها فى المدرسة الابتدائية، وأقنعته بأن الحواديت والكتب أجمل من كرة القدم.. لكنه حين انتقل لبوجوتا لمواصلة الدراسة الثانوية فى مدرسة ثيباكيرا بدأ ماركيز يلعب الكرة مع زملائه دون أن تستهويه، رغم أن كرة القدم فى كولومبيا وأمريكا اللاتينية كلها ترقى فيها كرة القدم إلى مراتب العشق والجنون والثورة وقضايا الحياة والموت.. ولم يخسر ماركيز شيئا لأنه لم يكتب عن كرة القدم وإنما اللعبة نفسها هى التى كانت تحتاج أن يحكى ويكتب عنها رجل مثل ماركيز.. فقد سعدت كرة القدم بأدباء وروائيين كبار وقعوا فى غرامها وأعادوا تقديمها للعالم والناس من جديد وبشكل مختلف.. فالأديب والفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر وصف كرة القدم بأنها اختصار للحياة كلها بكل تعقيداتها وقوانينها.. أما الروائى العالمى ألبير كامى فقال إن كرة القدم باتت ثقافة حقيقية للعالم ولا تقل فى أهميتها وضرورتها عن الرواية والشعر والسينما.. فهى اللعبة التى تحمل ثقافة الشعوب ودرجة تحضرها.. قال ألبير كامى أيضا إنه يدين بكل ما يعرفه من أخلاق وواجبات لكرة القدم التى لا يكرهها إلا الأغبياء وحدهم.. وإذا كانت أوروبا تعرف اليوم إنسانا وحيدا يكتب الرواية ويقوم فى نفس الوقت بتدريب كرة القدم هو بيبى ميل، المدير الفنى للنادى الإنجليزى وست بروميتش، وهو أيضا صاحب روايات مثل الكذاب والطريق إلى ما بعد الحياة.. فإن اللغة العربية لا تملك إلا رواية واحدة جميلة تدور أحداثها كلها عن عالم كرة القدم هى رواية ضربة جزاء للجزائرى رشيد بوجدرة.. أما الروائى والأديب اللاتينى إدوارد جاليانو.. صاحب كتاب كرة القدم فى الشمس والظل.. فيبقى هو أهم وأجمل من كتب عن كرة القدم بكل جنونها وإنسانيتها وحواديت الملاعب التى تختصر الحياة كلها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية