x

الطيب أديب كاتب قصص أطفال: نحن بعد الثورة أسوأ.. ومصر «بقت سيساوية ومرساوية»

الأحد 13-04-2014 16:37 | كتب: سها الشرقاوي |
الطيب أديب الطيب أديب تصوير : اخبار

بدأ كلامه لـ«المصري اليوم» بـ :«عمري ما فرحت في القتل، وباستعجب إن الناس كانت فرحانة بما يحدث في رمسيس ورابعة، المجتمع يعيش تفسّخا اجتماعيا».
ويرى الطيب أديب، كاتب قصص الأطفال، أن «طبيعة المصريين تغيرت بعد ثورة يناير للأسوأ»، موضحا: «عندما كان يتم الاعتداء على إخواننا المسيحيين أو على كنائسهم كان الجميع يشجب ذلك ويتضامن معهم»، مبديا دهشته من المصطلحات السياسية المستخدمة حاليا، وقال: «مصر بقت دولتين، (سيساوية) و(مرساوية)».
وأكد أن الضحية فيما يحدث هم «الأطفال، يقومون الآن بعمل جبهتين في الشارع، جبهة السيسي وأخرى لمرسي، ويرموان بعضهم بالحجارة كما يشاهدون عبر شاشات التلفاز، وده يقول: يلا يا سيساوية، والتاني يرد: يلا يا بتاع مرسي، وهذا مؤشر خطير داخل البيت والشارع، خاصة أن ذلك يحدث داخل قرية صعيدية».
وبسؤاله عن سبب تأخر الصعيد في تأييد ثورة يناير، قال: «الناس كانت خايفة وغير واثقة فيمن كان يتحدث باسم الثورة، والصعيد كان في ذلك الوقت حالته سيئة، والعادلي ورجاله كان يقبضون على أي شخص يعترض، ويتهمونه بأنه من الجماعات الإسلامية، بل يقتحمون البيوت في نص الليل ليقبضوا على البعض».
واتهم الطيب الإعلام، وقال إنه «مازال يتجاهل قضايا المجتمع الصعيدي ويكتفي بتناول افتتاح محطة مياه وتكون شغالة أصلا بقالها 5 سنوات، وهذا التعتيم من أيام مبارك، لذلك مجتمعنا لا يعطى أهمية».
وعن القضايا الثأرية يقول «نسبة التار قلت» لدرجة كادت لا تذكر، منذ 40 عاما كانت هذه القضايا منتشرة بصورة كبيرة، وقلتها ترجع إلي الوعي وزيادة نسبة التعليم والاهتمام بلقمة العيش.
وأشار إلي أن أغلب القضايا تحدث علي أسباب تافهة ويحكي عن إحدي وقائع الثأر قائلا: العام الماضي قامت مجموعة من الشباب برحلة إلي منطقة جبلية، والبدو تعدوا عليهم وقاموا بإضرام النار عليهم وقتلوا شابين بحجة أنهما مشيا من أرضهم، وهما الشباب كانوا في رحلة، وبدأ نزيف الدم، والأهالي قتلوا اثنين من البدو وحاولنا الصلح بينهما لكن شخصا متمسك بأخذ الثأر.
ويضيف أن أخذ الثأر له أصول تتمثل في ألا يصح أن يؤخذ من شخص ومعه زوجته خوفا من (ضرب الست) ويقال إنه أخذ ثأره من سيده ويكون عارا عليه طول حياته، وأيضا في حالة اصطحابه لضيوف، لابد الانفراد بالشخص المراد قتله ويؤخذ من أفضل شخص في العيلة ومن الممكن أن يترك الذي قتل لو كان شخص ليس له قيمة في العائلة، فهو يفكر أن يأخذ التار من العمران عشان يضره العائلة.
وأكمل ان هنا " المجاملات " بين الناس ليس في الافراح فقط لكن تحظي المشاكل الثأرية بقدر كبير من حيز المجاملات، يأتون من أغلب محافظات الصعيد لأداء الواجب وهو إعطاء السلاح والرصاص «وكده يكون عمل الواجب».
وعن انتشار السلاح قال : «انتشرت الأسلحة بشكل كبير بعد الثورة لخوف الناس وإحساسه بأنه أمانها، هنا يشتري السلاح كما تشتري المرأة المصوغات الذهبية، مقتنعا بأنه لا يخسر».
ويشتري السلاح من أسواق من المحروسة أو عن طريق مهربين من الصعيد من بحري ومن أسيوط ، وهناك فرق بين السلاح المحلي والمستورد ، والتصنيع المحلي رخيص ضعيف ولايحتمل معركة كبيرة ، إنما السلاح الأصلي الألماني والروسي باهظ الثمن، وكشف أنه من الممكن شراء السلاح من بعض الجهات الحكومية الشرطية التي تقوم بعمل ضبطيات سلاح مهرب ولم يسلم البعض كل السلاح المضبوط ويباع الي الأهالي، وهذه الاقاويل تتردد بين الأهالي كل يوم
بل يوجد بعض المراكز الشرطية بقنا تقوم بجمع سلاح من الأهالي لإكمال الملفات السنوية مقابل عدم القبض علي من يقتني السلاح غير المرخص، بل أحيانا يفرض علي الأهالي في القري دفع مبالغ مالية لشراء سلاح ، وفى إحدي المرات قال لي شيخ البلد ان رئيس المباحث قال له «عاوزين كام حتة سلاح فقلت له هشتكيك أنت والضابط».
مجهودات ذاتية
وهنا يعيش المواطنون بمساعدات الجمعيات الأهلية ومجهودات ذاتية
قبل الثورة كان الاعتماد على الأهالي في بناء الأبنية التعليمية في قرية نجادة التي أعيش فيها، ومنزلي كان في الأصل مدرسة ابتدائي، قام والدي الشيخ اديب ببنائها علي نفقته الخاصة من أجل تعليم أهل القرية ،وفضلت 40 عاما مدرسة بل كان يذهب لكل بيت لإقناعهم بتعليم أولادهم ، حتي اقتنعوا بتعليم أولادهم
ولكن بدا الاهتمام بالأبنية التعليمية في عهد مبارك بهدم المدارس القديمة وإعادة بنائها، حتي الوحدات الصحية يتم سحق ما قام به الأهالي علي حسابهم ويستثمرون ذلك، وينسبون الفضل لهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية