بقدر شعورك ببساطة المكان، تشعر بروعة التماثيل، موهبة حقيقية، شارك في عمل العديد من الجداريات بمحافظتي قنا وأسوان، وشارك أيضًا في عمل البروز التجميلية بدار الأوبرا المصرية، إنه الدكتور هيثم عامر، النحات الميداني والحاصل على الدكتوراه في مجال النحت، وله آتيليه خاص به بمحافظه قنا.
«تربيت على الإسلام ولن أعمل في مهنه (حرام) لذلك متأكد أن النحت ليس حرامًا طالما أنه يستخدم للتجميل وليس للعبادة»، هكذا يقول «عامر» داخل الآتيليه الخاص به بمحافظه قنا عن فنه، ويضيف: «منذ تخرجت وأنا حريص على عملي ومخلص لفني فهو رأس مالي».
يوضح الدكتور «عامر» أن «النحت من أهم مظاهر الصعيد، نظرًا لتواجد الأماكن الأثرية، والتشكيل في الفراغ بأكثر من زاوية»، ولدينا ثلاثة تصنيفات للنحت «نحت بارز» مثل الحوائط، وممكن يكون مستوى أعلى من مستوى المسطح نفسه، والثاني «المجسم 3D».
ويستطرد: «شاركت في عمل لوحات جدارية في بعض الميادين، منها أمام قصر ثقافة قنا، وبالقرب من مستشفى الطريق السياحي، وعند مدخل طريق أسوان، لذا تم اختياري من قبل المحافظ السابق لقنا اللواء عادل لبيب وقتها للمشاركة في رسم الجداريات بالمحافظة.
ويشير إلى أن هناك بعض التصميمات الأخرى في دشنا وفرشوط وأخرى في القاهرة يقول عنها «نفذتها مع أحد أساتذتي الدكتور مصطفى العزبي كبروز دار الأوبرا المصرية، والذي تعلمت منه كيفية عمل الأتيليه، وهو كان يعمل على اكتشاف الطلبة الموهبين للاستعانة بهم»، ويتابع: «النحت فيه مجالات كثيرة، ممكن تشتغل بنحاس، والفكرة كلها إنك ممكن تشتغل تماثيل، مثلما هو واضح في بعض التماثيل التي أعمل عليها كتماثيل حورس، وبعد ذلك يتم تصميم قالب له، ويوضع بداخله، ثم يتم تجميعه بعد ذلك».
ويوضح هيثم عامر: «المجسم مثل الهيكل العظمي للإنسان له شاسيه من الحديد ويمكن صنعه من أي خامة، وعندما بدأنا أول خطوة في الجداريات، كان (لازم يبقى قوي جدًا) على الفوتوشوب، وكانت عبارة عن نافورة تم تصميمها من الأواني عند المحكمة بقنا».
وعن تعلم فن الجداريات الذي تعلمه من خلال أساتذته بالقاهرة: «الأفكار لابد أن ترتبط بالواقع لذا نفذنا جداريات حول النحت العسكري، بمعنى الاهتمام بالقادة العظام من خلال الجداريات مثل اللواء الشهيد عبد المنعم رياض».
وحول دراسته التي حصل بها على الدكتوراه، يقول: «دارت حول التحديث، وتكاد تكون 3 رسائل في بعض، وأهم ما تضمنته هو أحدث المجسمات في العالم، وناقشت الرسالة كيفية تصميم مجسم من خامة تستهلك مثل الشمعة أو الخيش، وكان بها نوع من السخرية الاجتماعية والسياسية والدينية، وذلك عبر عمل مجسم من الكارتون أو الفايبر».
وعند سؤاله عمن يرى أنه يستحق عمل تمثال له الآن قال «المشير السيسي، نظرًا لدوره التاريخي وهو ينضم بجدارة للرموز السابقة التي توجد لهم تماثيل في بعض الميادين».
ويسترجع «عامر» ذكرياته فيقول «منذ تخرجت وأنا حريص على عملي ومخلص لفني، فهو رأس مالي، وأحاول أن أجود فيه قدر استطاعتي، وأهم التماثيل والتصميمات التي أحرص على تصميمها هو النوع الفرعوني، الذي لا تستطيع تغيير قالبه، وتعلمت سلبيات الخامة وإيجابياتها، ولهذا دائمًا الوقع العملي مختلف عن النظري فالسنفرة والتلوين يتم عملها على مراحل، وتستغرق وقتًا من شهرين إلى 3 أشهر، لذا أستعين بأشخاص يساعدونني في الجداريات الفنية».
ويرد «عامر» على من يقول إن النحت حرام، قائلًا: «اختلفت آراء العلماء حول العمل، يوجد من يقول عنه إنه ليس حرامًا طالما أنه عمل تجريدي تجميلي وغير مثير، والبعض يراه حرامًا نظرًا لتجسميه».
ويتابع: «تربيت على الدين الإسلامي ولن أعمل في مهنة حرام، لذلك متأكد أن النحت ليس حرامًا طالما أنه يستخدم للتجميل وليس للعبادة»، وأشار «لو كان حرامًا كان من قاموا بالفتوحات الإسلامية هم من قاموا بهدم المعابد والتماثيل الفرعونية أثناء هذه الفتوحات لكنهم تركوها حتى وقتنا هذا».
وأكمل «عامر»: «انتهى زمن من يفكر بعبادة تماثيل، فكان يحدث ذلك في عصر الجاهلية، فنحن نرى تماثيل للرموز في بعض الميادين العامة، ولم نر من يلف حولها ويعبدها»، وأضاف أن هذه التماثيل والجداريات «تستخدم للتجميل دون اللجوء لإثارة»، مؤكدًا أنه يرفض عمل تماثيل لمرأة أو رجل عاري».
ويختتم حديثه بقوله: «لو بطلنا نرسم وعمل جداريات نموت، الفن والنحت عنوان في الصعيد وطبعتنا الجغرافية والشخصية بتخلق فينا حاجات نعبر بها عن مشاعرنا».