قالت الأمم المتحدة في تقرير، الأحد، إنه من الضروري التحرك بشكل أسرع للإبقاء على الاحتباس الحراري ضمن المستويات المتفق عليها وإن إرجاء التحرك حتى عام 2030 قد يؤدي لاستخدام تقنيات لامتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الجو.
وذكر التقرير، الذي بني على عمل أكثر من ألف خبير، أن التحول من استخدام أنواع الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية ممكن من الناحية المادية، ولن يقلص النمو الاقتصادي العالمي إلا بواقع 0.06% سنوياً.
وقال أحد رؤساء اجتماع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في برلين، أوتمار أدنهوفر: «لدينا فرصة خلال العقد المقبل أو العقدين المقبلين على أقصى تقدير للتحرك بتكلفة معتدلة».
ووضع التقرير الذي أيدته حكومات ليكون المرجع العلمي الرئيسي للدول التي تعمل على صياغة اتفاق في إطار الأمم المتحدة تتم الموافقة عليه في أواخر عام 2015 للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي وصلت مجدداً لمستويات مرتفعة من أهم أسبابها النمو الصناعي للصين.
ووعدت الحكومات بألا يتجاوز ارتفاع درجات الحرارة درجتين مئويتين كحد أقصى فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية، لتجنب الموجات الحارة والفيضانات والجفاف وارتفاع مستويات البحار وهي ظواهر تقول الهيئة الحكومية إنها مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة نتيجة الأنشطة البشرية.
وتشير التصورات التي وضعتها الهيئة الحكومية إلى أنه سيتعين أن ترتفع مستويات الانبعاث العالمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري قريبًا قبل أن تنخفض بواقع ما بين 40 و70% عن مستويات عام 2010 بحلول عام 2050، ثم تتراجع إلى الصفر بحلول عام 2100 إذا كان العالم يريد الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة ضمن مستوى الدرجتين المئويتين، لكن هذه الإجراءات أكثر جذرية بكثير مما تنتويه بعض الحكومات.
ويقول «أدنهوفر» وهو عالم بمعهد «بوتسدام» لأبحاث آثار المناخ، إنه إذا أرجأت الدول التحرك فسيضطر العالم للجوء لاختيارات لم تتم تجربتها بشكل كاف.
ومن بين الطرق التي ذكرتها الهيئة الحكومية حرق الخشب والمحاصيل وغيرها من الكتل الحيوية لتوليد الكهرباء وجمع غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من العوادم ودفنها في باطن الأرض.
وستقلص هذه التقنية التجريبية من كمية الكربون في الدورة الطبيعية لنمو وتحلل النباتات، لكن التقنية تنطوي على مخاطر أهمها على سبيل المثال تقليص رقعة الأراضي الزراعية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ومن بين الطرق الأبسط لاستخلاص غازات الانبعاث الحراري من الجو، هي زراعة الأشجار التي تمتص تلك الغازات أثناء نموها.