هذه اللوحات ليست مقالا، لكنها «بازل» يحتاج إلى ترتيب وتركيب:
1- أوافق جدا على دعم الأبنودى للسيسى، فهذا حقه، وهذا رأيه، وليس فى ذلك عتب أو حرج، ومع ذلك لا أعرف لماذا شعرت بحالة من الأسى والخذلان عندما شاهدت صورته مع المشير فى تلك الحديقة الغامضة التى تستخدمها حملته، ربما لتوحى لنا بالأمان، عندما نراه «آوت دور»، باستثناء صورته مع كاترين أشتون (مش عارف ليه؟).
2- «ما معنى هذا؟.. إنه فخ دون ريب، ومع ذلك لنستمر فى اللعب بحذر»، هذه عبارة جوليان سوريل، بطل رواية «الأحمر والأسود»، لـ«ستندال»، والتى اختارها يحيى الطاهر عبدالله، رفيق كفاح الأبنودى، فى تصدير قصة «الدرس» ضمن مجموعة «أنا وهى وزهور العالم».
3- لا أؤمن بالمصادفات كثيرا، لكننى لا أنكرها، فالأبنودى ولد فى إبريل، والطاهر ولد ومات فى إبريل، بعد أيام قليلة من موت ستندال، وإعدام جوليان الذى تأرجحت حياته بين «الأحمر والأسود»، فما هو «الدرس»؟
4- الأحمر فى رواية ستندال يرمز لحكم العسكر، حيث وقع جوليان فى غرام نموذج نابليون، فيما يرمز الأسود لعلاقته القديمة بالسلطة الدينية، والرواية تحكى سيرة جوليان، ابن النجار الفقير الذى تملص من السلطة الدينية لصالح طموحاته البونابرتية، ونجح فى خطته بالخبث والدهاء، لكن لعبته انقلبت ضده، وحكم عليه بالموت، بعد أن ابتعد عن روح الثورة الفرنسية، جريا وراء مجد شخصى، كما فعل نابليون عندما أعلن نفسه إمبراطورا، متجاهلا تعهداته ومتجاوزا الدستور ومتنكرا لمبادئ الثورة.
5- هناك مرض نفسى يسمى «متلازمة ستندال» ينتج عن الانبهار المفرط، وأعراضه: تسارع دقات القلب، ودوار، وارتباك، وهذيان، وربما غيبوبة مؤقتة، وينسب المرض إلى ستندال بعد زيارته مدينة فلورنسا الإيطالية، حيث كتب: «أحسست برعشة مشاعر سماوية، وتسارعت دقات قلبى، وترنحت، فهويت على مقعد». وفى عام 1979 استطاعت أستاذة الطب النفسى جرازييلا ماجرينى رصد نفس الأعراض على زوار فلورنسا، وتم تصنيف الانبهار كحالة مرضية!
6- من أقوال جوليان فى «الأحمر والأسود»:
- يجب أن نتخلى عن كل التزاماتنا فى هذا العصر الذى يختلط فيه كل شىء، ونتجه نحو الفوضى العارمة.
- فى التاسعة صباح أحد أيام الصيف الحارة تولد ذبابة، وعند العصر تموت، فكيف يمكنها أن تفهم معنى كلمة «ليل»؟.. ربما لو عاشت ساعات إضافية لفهمت ما هو الليل!
7- من أقوال الأبنودى فى «أحمرنا وأسودنا»:
- المجلس العسكرى «طبخ الطبخة» والإخوان «أكلوها»، ومصر فى محنة.
- نزول الجيش (فى 30 يونيو) قلة حيلة، فطالما هى ثورة فلابد من أن ننجزها دون أن ندخل الجيش طرفا.
- الثورة بعيدا عن الإسلاميين والعسكر والفلول.
- للأسف مصر باتت منقسمة، بينما المجلس العسكرى مختبئ بعيداً بغنيمته.
(من حوار مع حسام عبدالبصير فى صحيفة الوفد يوليو 2012)
- مجلس العسكر جاب لنا كل المصايب التى نراها الآن
(برنامج جملة مفيدة مع منى الشاذلى- مايو 2013)
8- ومن أشعاره فى الأحمر:
- «ويهين المعنى الضابط/ ويدوس بالجزمة على الحلم/ ربنا رازقه بجهل غانيه عن كل العلم».
- «يا عم الضابط انت كداب/ واللى باعتك كداب/ مش بالذل حاشوفكم غير/ ولا أسترجى منكم خير/ انتو كلاب الحاكم/ واحنا الطير».