فى أرض طيبة جنوب وادينا وتحديدا فى محافظة أسوان، عاش الناس كل الناس سواء نوبيين أو عرب أو صعايدة لسنوات طوال فى سلام ومودة دون عنف يذكر، لكن الكراهية والتحريض استطاعا فى سبعة أيام أن يحصدا 26 نفسا بريئة بينهم نساء وأطفال خلال صراع دموى بين قبيلتين. نحاول هنا أن نرصد مأساة فتنة الدابودية وبنى هلال، ونعرض خلالها شهادات من ضحايا الطرفين.
فى الدابودية وبنى هلال أمهات فقدن أبنائهن، وأبناء فقدوا آباءهم وأمهاتهم، وبيوت احرقت وتحولت إلى رماد لمجرد أن أصحابهما ينتمون للقبيلة الأخرى. تختلف أسماء الضحايا لكن وجوههم متشابهة، تختلف انتماءاتهم القبلية لكن المأساة واحدة.
نامت شريفة محمد حسان، 40 سنة، فى منزلها بالسيل الريفى، ولم تكن تتخيل أنها ستستيقظ على أسوأ ليلة فى عمرها، فى تمام الساعة الواحدة نهضت شريفة من نومها على أصوات عالية ومتداخلة معظمها صراخ لنساء وأطفال. خرجت تجرى من غرفتها واحتضنت طفلها الصغير، بعدها أدركت أن هناك من يهاجم بيوت المنطقة ويطلق الرصاص. المزيد
بعد مذبحة «السيل الريفى» اعتبر بنى هلال أن «مصطفى محمد محمود عطية»، 44 سنة، أصبح فى عداد الموتى مع أكثر من 14 شخصا قتلوا بعد حرق منازلهم وتدميرها تماما. ظل الجميع يترحم على هذا الاسم حتى اكتشوا بعد يومين أنه مصاب بطلق نارى فى الكتف ونزف الكثير من الدماء. المزيد
كانت «أميرة عرفة» 18 سنة من «بنى هلال» تسكن فى منطقة السيل الريفى ضمن مجموعة من البيوت يختلط فيها أبناء «بنى هلال» والنوبيين من «الدابودية». وفى مساء يوم الجمعة كان منزل عائلتها ضمن عدة منازل هوجمت واشتعلت فيها النيران خلال هجوم دام أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة العشرات. المزيد
خرج أحمد عبدالمجيد الشهير بـ«أحمد زلطة» من المسجد بعد أداء صلاة الجمعة يصافح أصدقاءه ويتبادل الضحكات مع جيران منطقته، لكن الأنباء التى ترددت عن خلافات «بنى هلال» غطت على كل تلك الابتسامات، فهو يعرف أن الأمر تطور إلى سقوط مصابين من بينهم أحد أصدقائه الذى بات معه أمس فى المستشفى ليؤنس وحدته بعد إصابته بكسر فى الجمجمة. المزيد
داخل أحد منازل السيل الريفى البسيطة، تتشح النساء بالسواد فيما ينتصر الحزن ويفرض تفاصيله على وجوه الجميع. حزن دفين يغطيه حزن أكبر يشمل منازل المنطقة التى فقدت أعز أبنائها خلال عنف متبادل بين قبيلتى «الدابودية» و«بنى هلال» فى أسوان. المزيد