x

«المصري اليوم» ترصد أيام الغضب والدم من داخل السيل الريفى

الأربعاء 09-04-2014 21:00 | كتب: أحمد رجب, محمد علي الدين |
تواجد أمنى فى محيط اشتباكات أسوان تواجد أمنى فى محيط اشتباكات أسوان تصوير : علاء القمحاوي

هنا أسوان، على بعُد مئات الكيلو مترات من القاهرة على مقياس المسافات، وبعيدا جدا عن الصور المصقولة التى تباع فى القاهرة على الكروت البريدية السياحية، والطيب أهلها فى الأفلام على مقياس الواقع. هنا أسوان، وتحديدا «السيل الريفى» بشرق أسوان، حيث تعيش قبيلة واحدة، وسط أهل قرية واحدة، ينتسبون لأكثر من قبيلة، هنا يعيش أبناء قبيلة «بنى هلال» وأبناء قرية دابود، ويعيشون مع الكراهية.

هنا قبيلة كبيرة بدأت بهلال فى الجزيرة العربية، وانتهت بأبنائه فى كل مكان، فى الجزيرة والعراق والشام ومصر والمغرب العربى، مطاردين بتهمة «الغربة» و«الشتات»، فى طرف، وفى الطرف الآخر بلد أقدم، اسمه «دابود» يضم قبائل، تفخر بدم مصرى صاف، وتتعالى بحسب ونسب فرعونى.

هنا قبيلة هاجر أبناؤها عبر التاريخ هجرات متعددة، وموثقة، وواحدة منها خالدة عبر التاريخ تحت اسم «التغريبة الهلالية» فى طرف، وفى الطرف الآخر، أبناء قرية «دابود» هُجر قسرا جزء منهم إلى السيل الريفى، أثناء بناء خزان أسوان وتعليته، وهُجّر بعدها كل أهل القرية من جنوب أسوان إلى شمالها قبيل بناء السد العالى.

هنا العداء قديم وأصيل ومكتوم، لا يتناسبان ولا يتشاركان فرحة أو حزناً، والنوبيون ينظرون إلى الهلالية باعتبارهم أغرابا، مشتتين، لا أصل لهم، ويتهمونهم بتجارة المخدرات ويتعالون عليهم كونهم «سائقى الحنطور»، بينما بنو هلال يعتبرون أهل النوبة كسالى غير مقاتلين. هنا قصة أعمق من 7 أيام من الدماء، ترصدها «المصرى اليوم»، يوما بيوم، من شوارع وساحات السيل الريفى.

الأربعاء 2 إبريل .. جداريات الكتابات المسيئة

أحداث اشتباكات السيل الريفى بأسوان

■ يتهم الهلاليون الدابوديين بالوقوف وراء العبارات المسيئة على سور المدرسة.

■ يتهم الدابوديون الهلاليين بالاعتداء على طلبة المدرسة وسرقة ونهب الدراجات النارية من داخلها.

صباح يوم عادى، الشمس تشرق على أسوان، وتسبق بأشعتها إلى السيل الريفى، شرق المدينة السياحية فى أقصى جنوب مصر، السيل الريفى ويشمل مناطق الحاكماب، والشعبية، ومناطق أخرى، تضم أغلبية من نوبيين هُجروا إلى شرق أسوان، عند بناء خزان أسوان وتعليته، من قرية دابود بجنوب أسوان، قبل أن يهجر باقى أهل القرية إلى قرية دابود جديدة فى شمال أسوان، وبين الأغلبية الدابودية، عدد من البيوت المتناثرة لأهالى قبيلة بنى هلال، يجاورهم عزوة أكبر وأغلبية فى منطقة خور عواضة المجاورة. المزيد

الخميس 3 إبريل .. مشاجرة وعدّت

أحداث اشتباكات السيل الريفى بأسوان

■ يتهم الدابوديون الهلاليين بالاستمرار فى المناوشات، وعدم السيطرة على الشباب.

■ يتهم الهلاليون الدابوديين بالتصعيد المعنوى، واتهامهم بتجارة المخدرات والتعالى على كل هلالى.

يعتقد الكبار، أنها مشاجرة طلبة ومرت، يقول الحاج نجم، أحد كبار الدابودية فى السيل الريفى، «اعتقدنا أنها مشاجرة طلبة ومرت، ومرور يوم الخميس بسلام، جعلنا نطمئن رغم التاريخ من الاحتكاكات بيننا وبين بنى هلال، أن ما حدث مر بسلام» ويؤكد كلامه، عدد من كبار بنى هلال، ويؤكد كلام الكبار من الجانبين مرور اليوم، بسلام، باستثناء ما يرويه بعض شباب الدابوديين من مناوشات مع أبناء قبيلة بنى هلال، حيث اعتدى الهلالية على بعض أفراد الدابودية فى الطرقات المزيد

الجمعة 4 إبريل .. الغضب يحصد الأرواح

أحداث اشتباكات السيل الريفى بأسوان

■ يتهم الدابوديون الهلاليين بإطلاق نار من أسلحة آلية فى منطقة الشعبية، مما أسقط سيدة وشابين.

■ يتهم الهلاليون الدابوديين باحتجاز وفد منهم ذهب للتهدئة.

بدأ الجمعة فى «السيل الريفى» مبكرا، وقتها كان أحمد مصطفى حسين، من الدابوديين وأحد أقاربه فى طريقهم إلى العمل، حوالى الساعة الثامنة صباحا، فاستوقفهم عدد من الصبية من بنى هلال حسب رواية «أحمد» يكتبون عبارات مسيئة للدابوديين على أسوار محطة الكهرباء، ويكمل «شتمناهم..فجروا إلى منازل بنى هلال، فمشينا وراءهم، وهناك خرج علينا عدد من الهلايلة، وضربوا علينا حجارة أصابتنى أحدها فى رأسى بارتجاج فى المخ، وشرخ فى الجمجمة». وصولا إلى صلاة الجمعة، تتفق الرواية مع ما يراه الهلاليون، من شباب دابوديين جاءوا إلى منازلنا لضرب بعض أطفالنا فدافعنا عن نفسنا وقتها بالطوب. المزيد

السبت 5 إبريل .. يوم الجمعة الأحمر لم ينته

أحداث اشتباكات السيل الريفى بأسوان

■ الهلاليون يتهمون الدابوديين بقتل 14 هلاليا معظمهم بالأسلحة البيضاء

■ الدابوديون يكتفون بالقول: أخدنا حقنا

الجمعة لم ينته بعد، والشباب النوبى حسب أستاذ أحمد حنفى، الموظف بالبنك المركزى، وخال أحد القتلى على يد الهلاليين، بدأ يشعر بالإهانة، «ليس لدينا سلاح، ولكن عددنا كبير، ورغم أن الهلايلة يعمل معظمهم فى أعمال غير مشروعة، فإن شباب النوبة كلهم تجمعوا، وقرروا وضع حد لهذه القبيلة الفاسد أهلها»، ليل الجمعة طويل، وساعات السبت الأولى تمر سريعة غاضبة مثل الشباب الذى يتحرك داخل ساحة الجمعية فى منطقة الشعبية. والهواء ثقيل كئيب بعد العودة من دفن القتلى ليلا، وتنتشر إشاعة يؤكدها أحد أهالى البلد، «الشرطة لن تتدخل اليوم، لتعطينا فرصة لأخد حقنا»، وبعد مرور أول أربع ساعات من يوم السبت، الحاج مصطفى حسين «حق ابنى أحمد الذى قتله الهلاليين، وصل». المزيد

الأحد 6 إبريل .. انتقام الهلالى

أحداث اشتباكات السيل الريفى بأسوان

■ الهلاليون يتهمون الدابوديين بعدم احترام الجنازة، وقتل شابين هلاليين جديدين.

■ الدابوديون يتهمون الهلاليين بمحاولة اختراق مناطق نفوذهم، وقتل سيدة والتمثيل بجثتها.

تاريخ الهلالية محير، عبر التاريخ متهمون بالعصبية والجاهلية، وحتى فى سيرتهم المكتوبة لتخليدهم، تبدأ حكايتهم بدعوة بنت النبى لهم بالشتات.ـ هكذا تروى سيرتهم، وتبدأ بالشتات، صباح الأحد، وفى عنفوان غضبهم، وحماستهم، وأثناء ترحالهم لدفن عدد من جثامين قتلاهم، بدأ بعضهم فى إطلاق نيران بشكل عشوائى، وصل إلى بيوت للدابوديين، فقرر بعضهم أن إطلاق نيران على منازلنا يعنى الحاجة الضرورية إلى الرد، وقد كان، وسقط رجلان من قبيلة الهلايلة، واشتعلت النيران مرة أخرى. المزيد

الاثنين 7 إبريل .. الدولة تفيق

أحداث اشتباكات السيل الريفى بأسوان

■ الهلاليون يتهمون الداخلية بالتقصير

■ الدابوديون يتهمون الداخلية بالتقصير

المحافظ يدعو طرفى النزاع وقبائل الجعافرة والبشارية والعبابدة لحضور اجتماع فى المحافظة فى محاولة لاحتواء المشكلة. بدأ الاجتماع فى التاسعة من مساء يوم الأحد، واستمر حتى الرابعة فجر يوم الاثنين، وأسفر عن اتفاق هدنة مدته «مفتوحة ولا يقل عن ثلاثة أيام»، وتضمن بنودا أبرزها؛ وقف الاعتداءات المتبادلة ووقف الحملات الإعلامية، وعدم قطع أى طرف للطرق أو عمل أكمنة للتفتيش، وحصر المشكلة فى طرفى النزاع فقط وعدم امتدادها إلى قبائل أو عائلات أخرى، وإطلاق سراح المقبوض عليهم خلال الأحداث باستثناء المتهمين فى قضايا جنائية، وتقديم أى متهمين فى عمليات القتل والاعتداء لقوات الشرطة . المزيد

الثلاثاء 8 إبريل .. تحت الرماد نار

أحداث اشتباكات السيل الريفى بأسوان

يمر ساكنا، ولا يحركه سوى شائعة كاذبة عن حرق الهلاليين لمنزل الدانوبى، فى مناطق سيطرتهم، قبل أن يسارع المحافظ بنفسه إلى نفى الخبر والتوضيح «أن المنزل من المنازل المحترقة سابقا، المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية