«المعارض دائما».. جملة يمكن أن يوصف بها الدكتور ممدوح حمزة، الاستشارى الهندسى الكبير، رئيس المجلس الوطنى..تصريحاته تثير غضب بعض أصدقائه قبل القوى السياسية والأحزاب.. ولكنه يؤكد بعلو صوته، طوال مدة حواره مع «المصرى اليوم»، أنها بهدف المصلحة الوطنية وتصحيح مسار الثورة.. وإلى نص الحوار:
■ هل ستدعم المشير عبدالفتاح السيسى بعد أن ترشح للرئاسة؟
- دعمى للمشير السيسى يتوقف على تبنيه أهداف الثورة، والعمل على تحقيقها، والقول بصراحة وبشرف العسكرية الذى عهدناه على مدار العصور بأن أهداف الثورة نصب عينيه، ووضع أسس الحكم المنحازة إلى الأغلبية الفقيرة.
والسيسى هو مرشح الثورة الحقيقى، ولكن سأنظر إلى برنامجه الانتخابى وتصريحاته، وإذا وجدته يتبنى أهداف الثورة بشكل جيد، وينحاز إلى الأغلبية الكاسحة، وإذا لم يقل هذا، فلن أنزل من بيتى لأعطى صوتى لأى مرشح، إلا إذا ترشح الدكتور محمد غنيم الذى أعتبره مناضلاً يعرف مصر جيداً.
■ هل ترى حمدين صباحى منافساً حقيقياً للسيسى؟
- أولاً حمدين مناضل، وله شعبيته، ونزوله يحمل منافسة حقيقية، وبالمناسبة أتعجب أيضاً من تصريحات شباب حركة تمرد التى تجعلهم يبدون وكأنهم أصبحوا متحدثين عسكريين رسميين أو أفراداً فى الشؤون المعنوية.
ولكن حمدين لن يحصد الأصوات التى تهدد فوز السيسى، والحقيقة هو ليس مؤهلاً ليكون رئيس جمهورية، وقضايا المجتمع تحتاج إلى عمق فى التفكير، فى النواحى الاقتصادية والتنموية والسياسية، وهو ما يفتقده فى الوقت الراهن.
■ البعض يطرح مراد موافى رئيس المخابرات الأسبق مرشحاً رئاسياً.. ما تعليقك؟
- رجل محترم، وإنسان ممتاز، ودمث الخلق، وفى حالة ترشحه يجب أن يتكلم، فالرجل شخصية غامضة على الناس.
■ هل تؤيد دعوات المصالحة المتصاعدة مع الإخوان وحلفائهم؟
- يعنى إيه مصالحة مع الإخوان، هو بينهم وبين الشعب ورث؟! إذا أراد الإخوان الانخراط فى المجتمع مرة أخرى، فعليهم إعلان التوبة عن الإرهاب، فهم جماعة إرهابية فاشية متطرفة ليس لها مثيل، ويكفى أنهم أضاعوا الثورة وأهدافها.
■ الحديث الآن يتجدد عن عودة رموز نظام مبارك والحزب الوطنى.. ما تقييمك لذلك؟
- الحزب الوطنى انتهى، وما ينفعش حد يجيب سيرته، والحديث حول عودته وهم، فهو حزب فاسد نهب الوطن، وباع القطاع العام، والأمر ينطبق على حركة تمرد، فقد انتهت بسقوط حكم الإخوان، وعمرها الافتراضى انتهى، وحزب النور أيضا سينتهى تماماً، وأدعوهم- وأكرم لهم جميعاً- أن يعودوا إلى العمل الدعوى.
■ فى رأيك.. لماذا تتخذ حركة 6 إبريل مواقف ضد ثورة 30 يونيو وتتقرب من تنظيم الإخوان؟
- لا أفهم لماذا الاهتمام بحركة 6 إبريل ومواقفها سواء بعد ثورة 25 يناير أو قبل وبعد ثورة 30 يونيو، حركة 6 إبريل فوجئت بثورة يناير، كما فوجئت أنا وآخرون وتنظيم الإخوان والبرادعى وحركة كفاية، ولدى شهود على ذلك. وموقف الاشتراكيين الثوريين من تنظيم الإخوان لا يختلف عن 6 إبريل، فهم يدينون بالولاء للاشتراكية الدولية، وعمرك ما تاخد منهم غير النط على الكتاف والهتافات وليس منهم خير، هم أشخاص غير منتجين بالأساس ومزعجون.
■ وماذا عن موقفك من تصعيد عبدالمنعم أبوالفتوح بعد 30 يونيو؟
- تاريخ أبوالفتوح «إرهابي»، ومساند للإرهابيين فى شتى بقاع الأرض، وهو الأب الروحى للإخوان الآن، وهو مرشدهم الأعلى فى الوقت الراهن، والخلاف بينهم وبين الإخوان إدارى وتنظيمى، وامتناعه عن الترشح للرئاسة، جاء لأن معبد الإخوان انهار، ولكن مصر فى 2014 للأسف مش بتذاكر ومش بتفهم ومش بتحلل.
■ لماذا تكره البرادعى؟
-أنا لم أر البرادعى ولو لمرة فى حياتى، وما أعرفه عنه لا يجعلنى أحترم تاريخه على الإطلاق، حتى أثناء توليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنا لا أثق فى أحد أمريكا تريده وتحبه، والسفير مصطفى الفقى قال لى إن السفير الأمريكى قال له اسحبوا السفير محمد شاكر من ترشيحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونحن نريد محمد البرادعى رئيسا للوكالة، والبرادعى جاء إلى مصر خصيصاً لتمكين الإخوان من الحكم، من خلال تغيير الدستور وقانون الانتخابات حتى يتمكن الإخوان من منافسة مبارك، وتستطيع أمريكا دعمهم، وعندما فشل خلال الفترة الماضية سحبوه من مصر، والشباب الذى أنجر معه عديم المعرفة وضايع ومش بيفهم، والهوس بيه لفترة جاء بسبب أداء الإعلام تجاهه، وعلى الجانب الآخر لننظر إلى أداء موسى فى إعداد الدستور الجيد فهو رجل دولة، وكان أفضل من البرادعى بمراحل وهو رجل وطنى بامتياز، وأصابه ضرر بالغ فى عهد مبارك.
■ بصفتك مهندساً استشارياً.. ما مستقبل مشروع المليون وحدة سكنية الذى تبنته القوات المسلحة بالتعاون مع الشركة الإماراتية؟ وهل تتوقع إنجاز المشروع العملاق فى 5 سنوات فقط؟
- أولاً مشروع المليون وحدة يطرح تساؤلين، الأول تقليدى وهو لماذا ستقوم هذه الشركة دون غيرها؟ ما ثمن الشقة فى النهاية؟ ولماذا لم تطرح مناقصة؟ وباعتبار هذه الشركة استثمارية تهدف إلى الربح من الأساس، فما الأرباح العائدة على الشركة؟ فلو كان هناك ربح 5 آلاف جنيه من كل شقة للشركة، سيكون معدل الأرباح 5 مليارات جنيه مما يعنى أن هناك 5 مليارات جنيه ضاعت وأخذت من فقراء مصر، وأستغرب لماذا يدخل الجيش فى هذا الأمر، ولم يتركها للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، ووزير الإسكان مصطفى مدبولى ممثلاً عن الحكومة.
وفى اعتقادى لو كان إسناد إنشاء المليون شقة إلى شركة خاصة أمراً مشروطاً من النظام الإماراتى على الحكومة المصرية، كان يجب أن نرفضه، ولا نمتثل لهذه المساعدات المشروطة.
أما التساؤل الثانى فمن المعروف أن التنمية المستدامة لا تقوم إلا على أيدى أبناء الدولة وليس غيرهم كما هو معروف على مستوى العالم، فكيف نأتى بشركة مغمورة تنفذ مشروعا عملاقا كهذا، وأنا من الرافضين للبناء على أرض الوادى، فقد ثبت أن البناء حول الوادى ولو كان على الظهير الصحراوى «خطأ»، وعبء يومى على مدن القاهرة الكبرى مثل مدينتى 6 أكتوبر والشروق، ولابد من التوقف عن البناء فى الوادى لمدة 20 عاما قادمة.
■ لو كنت مسؤولاً، ماذا تفعل للخروج من الوادى الضيق والبناء فى الصحراء الغربية؟
نحتاج لإصدار حزمة من القرارات والإجراءات الطاردة للبناء فى الوادى الضيق، وإصدار قرارات محفزة للاستثمار فى الصحراء الغربية، ومنها على سبيل وقف أعمال البناء فى الوادى لمدة 20 عاما متصلة، والبدء فى مشروع الألف قرية كما طالب به الوزير الأسبق حسب الله الكفراوى للعمل على تنمية ريفية جيدة، توقف زحف الريفيين إلى المدن، مما ينتج عنه عشوائيات القاهرة الكبرى، والبناء خارج القاهرة الكبرى على بعد 250 أو 300 كيلو متر على الأقل.