طفا اسم قبائل بنى هلال على سطح الأحداث فى الساعات الأخيرة بعد الأحداث الدامية التى شهدتها مدينة أسوان بينهم وبين الدابودية، أمس الأول، وتجددت أمس، وأسفرت عن مقتل 21 من الجانبين وحرق عشرات المنازل.
هاجرت قبائل بنى هلال من الجزيرة العربية إلى الشام ثم إلى صعيد مصر، ومنه انتقلت إلى باقى دول المغرب العربى، وهى قبائل منتشرة فى عدة مناطق فى الصعيد، من بينها أسوان وقنا وسوهاج، وشهدت السنوات الأخيرة صراعات وحوادث ثأر عديدة بين منتمين للقبيلة وآخرين، كان أهمها مشاجرة بين منتمين لها وعدد من أبناء قوص ونقادة المقيمين بمناطق الحكروب وخور عواضة، فى نوفمبر 2011، والتى ذبح فيها أفراد من القبيلة شخصا يدعى أيمن مصطفى المقدم، 18 سنة، من سوهاج، وقُتل آخر يدعى على محمود أبوالمجد، 26 سنة، من نقادة، بإطلاق النار عليه، بالإضافة إلى مقتل ثالث مجهول الهوية وإصابة عدد من الجانبين، وامتدت المشاجرات إلى داخل مستشفى أسوان التعليمى، وتم استدعاء الشرطة العسكرية لفضها.
وتعتبر هجرة بنى هلال من أشهر الهجرات العربية إلى شمال أفريقيا، وهى الهجرة الهلالية فى القرن الخامس الهجرى، الحادى عشر الميلادى، وتعرف بـ«الهجرة الهلالية» فى التراث الشعبى العربى، وتعرف كذلك بـ«الهجرة القيسية»، نسبة إلى أن أغلب القبائل المهاجرة تندرج تحت الفرع القيسى من العرب العدنانية.
وتضم قبائل بنى هلال فروعاً كثيرة، وكان أفراد القبائل ومن جاء معهم من القبائل الأخرى يقيمون فى المنطقة الممتدة بين الطائف ومكة، وبين المدينة ونجد، وشاركوا فى الفتوحات العربية الإسلامية، إلا أنهم احتفظوا بثقلهم وطابعهم البدوى فى الجزيرة العربية حتى هجرتهم عام 440 هـ. واستقرت هذه القبائل فى شمال أفريقيا، وشاركت فى الحروب والفتوحات والصراعات السياسية، ثم انتقلت إلى باقى المغرب العربى بعد إزعاجهم الدولة الفاطمية.