مارتن لوثر كينج، قس وناشط سياسي إنساني، أمريكي من أصول أفريقية، وكان من أشهر المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته، وهو مولود في 15 يناير 1929 بمدينة أتلانتا، حيث سكن أجداده المقتلعون من الأرض الإفريقية، ليباعوا في أمريكا كعبيد لخدمة السيد الأبيض، وعمل والده في كنيسة صغيرة.
ودخل «كينج» المدارس العامة في 1935، ومنها إلى مدرسة المعمل الخاص بجامعة أتلانتا، ثم التحق بمدرسة «بوكر واشنطن»، وكان تفوقه على أقرانه سبباً لالتحاقه بالجامعة في آخر 1942 ، حيث درس بكلية مورهاوس.
ومنذ 1947عمل «كينج» مساعدًا في كنسية عمل فيها والده، ولم يكن عمره يزيد على 19عاما، وحينها التقى بفتاة سمراء تدعى كوريتاسكوت، وتزوجا عام 1953 وانتقلا الى مدينة مونتجومري في ألاباما، وعاشا فيها قبيل أن تقع حادثة في أول يوم خميس من ديسمبر 1955، عندما رفضت روزا باركس وهي سيدة سمراء، أن تخلي مقعدها لراكب أبيض، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها بتهمة مخالفة فكانت البداية.
واختار «كينج» طريقا آخر غير الدم للمقاومة،فنادى بمبدأ «اللا عنف»، أو«المقاومة السلمية» على طريقة غاندي، ودعا لمقاطعة شركة الحافلات،التي امتدت عاما كاملاً أثر كثيراً على إيراداتها، حيث كان الأفارقة يمثلون 70 % من ركاب خطوطها، ولم يكن هناك ما يدين مارتن فألقي القبض عليه بتهمة قيادة سيارته بسرعة 30 ميلاً في الساعة في منطقة أقصى سرعة فيها 25 ميلاً إلى أن أُفرج عنه بالضمان الشخصي ثم ألقيت قنبلة على منزله كاد يفقد بسببها زوجته وابنه، بعد أيام من الحادث أُلقي القبض عليه ومعه مجموعة من القادة البارزين بتهمة الاشتراك في مؤامرة لإعاقة العمل إلى أن قامت 4 من السيدات من ذوى أصول أفريقية بتقديم طلب إلى المحكمة الاتحادية لإلغاء التفرقة في الحافلات في مونتجمري.
وأصدرت المحكمة حكمها التاريخي، الذي ينص على عدم قانونية هذه التفرقة العنصرية وفي 1957 أثناء تكريم مارتن لوثر كينج بميدالية «سينجارن»، التي تعطى سنوياً للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية، ووجه «كينج» خطابه من أمام نصب لنكولن التذكاري هاجم فيه الحزبين السياسيين الرئيسيين (الجمهوري، والديمقراطي) وردد صيحته الشهيرة: «أعطونا حق الانتخاب»، ونجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذوي الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب وفي 1963 اتجه نحو 250 ألف شخص، منهم نحو 60 ألفا من البيض صوب نصب لنيكولن التذكاري، فكانت أكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية، وهنالك ألقى كينج أروع خطبه: «لدي حلم I have a dream»، التي قال فيها: «لدي حلم بأنه وفي يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم».
وفي العام نفسه أطلقت مجلة «تايم» على «كينج» لقب «رجل العام» فكان أول رجل من أصل أفريقي يمُنح هذا اللقب، ثم حصل في 1964 على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف، وكان في عامه الخامس والثلاثين وأصغر من يحوزها في التاريخ.
و«زي النهاردة» في 4 أبريل 1968 اغتيل «كينج» ببندقية قناص هو جيمس إرل راي، الذي حكم عليه كقاتل فردي بالسجن 99 عاما، الا أن الكثيرين يعتبرون أن الجريمة كانت مدبرة ومنسقة من أشخاص جعلوا من جيمس إرلأداة لتنفيذ مآربهم.
ويحتفل الأمريكيون في ثالث يوم اثنين من شهر يناير من كل عام بعيد وطني هو ميلاد لوثر كينج الذي يعتبر عطلة رسمية في أمريكا حيث توج نضال كينح بفوز باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية في 20 يناير 2009، بوصول رجل من أصول أفريقية إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة.